وصل رتلٌ من شرطة ولاية جنوب دارفور إلى مكان وقوع الانفجار الذي وقع أمس الأول وأودى بحياة (3) طفلات تناثرت أجسادهن إلى أشلاء فوق رؤوس الأشجار، ولفت رائد شرطة إبراهيم زكريا، مدير الأدلة الجنائية بولايات دارفور إلى أنهم وصلوا إلى موقع الحدث بتوجيه من شرطة ولاية جنوب دارفور لجمع مخلفات الانفجارات في الموقع القديم بحي المصانع شمال، منوهاً إلى أن سرعة الوصول إلى موقع الحادث والتعامل معه وجدت إشادة من رئاسة قوات الشرطة السودانية، وأكد إبراهيم ل(السوداني) أنه اعتباراً من اليوم (الاثنين)، سيقومون بجمع المخلفات بواسطة عربات دفار كانت موجودة بكميات كبيرة وهي أكبر من العربات الصغيرة التي إمتلات في اليوم الأول من المهمة، مناشداً المواطنين في حي المصانع بالتبليغ عن أي مخلفات موجودة لتقوم الشرطة برفعها بعيدا عن متناول أيدي المواطنين، منوهاً إلى أنهم في اليوم الأول ملأوا (4) عربات صغيرة . واشتكى المواطن محمد حمد الذي يسكن جوار المخزن الذي انفجر بحي المصانع بنيالا من الاهمال من حكومة المحلية واللجان الشعبية لجهة أن الانفجار كان قبل أكثر من (5) أشهر في بداية مايو من هذا العام وما زالت الدانات والمتفجرات موجودة بمنازل المواطنين دون أي اهتمام من ولاة الأمر بإزالتها أو إيجاد طرق أخرى لحماية أرواح وممتلكات المواطنين. ولفت محمد حمد في حديثه ل(السوداني)، إلى أن ميدان الكرة الواقع جوار مخزن الذخيرة ما زال مليئاً بالذخيرة الحية القابلة للانفجار في أي لحظة. تجارة مخلفات الانفجار..؟؟؟ أشار محمد السوار من اللجنة الشعبية لحي المصانع شمال، إلى أن فريق التفتيش الذي وصل إلى موقع الحادث وجد أكثر من (1500) دانة لم تنفجر بعد، وهي متواجدة مع المواطنين لأكثر من (5) أشهر، لافتاً إلى عدم وصول أي جهة قانونية إلى مكان الحادث منذ الانفجار الأول في مايو الماضي، وأنها قامت بتفتيش البيوت رغم وجود بلاغات عديدة من المواطنين بتواجد أجسام غريبة في منازلهم، كاشفاً عن إصابة أكثر من (20) طفلاً بعد الانفجار لأن الأطفال يأتون إلى موقع الانفجار ومعهم النساء وبأعداد كبيرة يبحثون عن النحاس ليقوموا ببيعه في السوق بسعر (15) جنيه للكيلو، فأصبحوا يأتون باستمرار، وتحول مكان الانفجار إلى سوق أو موقع للبحث عن المال من أطفال الحي وأطفال المعسكرات، بل أطلقوا على موقع الانفجار مدينة ( أبوحمد) مشبهين له بأماكن تواجد الذهب في أبي حمد، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء اعتادوا البحث عن النحاس في الأنقاض مما تسبب في جرح العشرات منهم، ما بين تقطيع الأيدي وإصابات في البطن والعيون من جراء الانفجارات، وأخيراً توفي (3) أطفال جراء انفجار دانة آر بيي جي لجهة أن إحدى الطفلات كانت تلاعب أختها الصغرى عبر الضرب باستمرار على الدانة ، فلما كثر الطرق عليها انفجرت عليهن وقتلت منهن (3) طفلات وجرحت طفلة أخرى، منوهاً إلى أن الحادث مؤلم ويدلل على براءة الأطفال، وأشار السوار ل(السوداني) من موقع الحادث بجوار مخزن الذخيرة، إلى أن مدير الأدلة الجنائية بولايات دارفور الرائد إبراهيم زكريا، أخطرهم بتمركز دورية شرطة يومياً لمنع أي طفل أو امرأة من الاقتراب من موقع الانفجار للبحث عن النحاس تحت الانقاض لبيعه في السوق والتكسب منه، منوهاً إلى أنهم كلجان شعبية يطالبون المواطنين بالتبليغ عن أي أجسام غريبة داخل بيوتهم مع مراقبة أطفالهم في أماكن لعبهم حتى لا يلعبوا بالأجسام الغريبة أو يعرضونها للنار. أصل الحكاية أدى انفجار دانة (آر بي جي) بحي المصانع بنيالا إلى مقتل (3) طفلات وإصابة أخرى بجروح بليغة، وتفجرت (الدانة) بمنزل يبعد نحو (150) متراً من المنزل. والد الطفلتين آدم الساير قال: إن الطفلات الأربع كُنَّ متواجدات داخل غرفة مشيدة بالمواد المحلية عندما انفجرت الدانة التي كانت داخل الغرفة وكانت الطفلة تقوم بملاعبة أختها الصغرى بالطرق على الدانة الأمر الذي تسبب في الانفجار، منوهاً إلى أنه لم يكن لهم علم بوجود هذه الدانة لجهة أنه في السابق جمع (11) دانة وسلمها الجهات المسؤولة، وأبان أن الطفلات القتيلات هن: (فاطمة آدم الساير، وابنتيّ اختها مساجد محمد حامد ومريم محمد حامد، بالإضافة إلى إصابة الطفلة إقبال آدم الساير بجروح بليغة، مشيراً إلى أن من بين القتيلات طفلة رضيعة وأكبرهن سناً تبلغ من العمر (12) عاماً، وقال شهود عيان من جيران الأسرة: إن أجساد الأطفال تناثرت إلى أشلاء على نطاق واسع من المنزل، لافتين إلى أن الدانة سقطت داخل المنزل أثناء انفجار مخزن الذخيرة التابع لقوات الدعم السريع في مايو الماضي.. وسارعت شرطة محلية نيالا شمال إلى موقع الحادثة وقامت بمساعدة المواطنين في تجميع أشلاء الطفلات التي تناثرت على أفرع الأشجار وساحة المنزل.