* رسم رحيل الشريف أحمد عمر بدر يرحمه الله علامات استفهام كثيرة على سير ومسيرة العدالة في بلادنا والتي لأجلها قامت ثورة ديسمبر -أبريل وجعلتها من بعض شعاراتها المنادية (حرية – سلام وعدالة). * رحل الشريف ود بدر بعد احتجاز استمر لأكثر من أربعة أشهر دون ان يقدم لمحاكمة ودون ان يخرج بكفالة ودون ان يطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة وهذه علامات استفهام حول الحق الخاص به كإنسان وفق مقتضيات القانون وقواعد العدالة المعروفة. * رحل الشريف ود بدر دون ان نسمع كلمته في التهمة الموجهة إليه وهي بيع سودانير وخط هيثرو أحد أهم القضايا التي شغلت الرأي العام بعد وقبل سقوط نظام الانقاذ. * كان من حق الشريف ود بدر رحمه الله محاكمة عاجلة وعادلة وكان من حق الناس معرفة الحقيقة حتى وان ضاع الحق بضياع خط هيثرو ولكن يبدو انه وبعد أكثر من عام على قيام الثورة وما يقارب العام من العمل على إعادة هيكلة المؤسسات العامة وفق متطلبات النظام الجديد لم يتم الانتقال من مرحلة الثورة لمرحلة الدولة! * ان فشل السلطات القائمة في إجراء محاكمة في واحدة من أكثر القضايا وضوحا وهي بيع سودانير وخط هيثرو يطرح السؤال حول مصير القضايا الأخرى الأقل وضوحا والأكثر غموضا ؟! * هل كان من الصعب على الجهات القانونية إعداد ملف اتهام عن بيع سودانير وخط هيثرو وتقديم الشريف ود بدر رحمه الله للمحاكمة وسؤاله كيف ولماذا ومتى وكم ؟ لمعرفة الحقيقة على الأقل غض النظر عن قرار القضاء من بعد وبعد وزن البينات. * واضح ان السلطات قد فشلت طوال الشهور الماضية من إكمال ملف الاتهام المطلوب ومع ذلك لم تفرج عن المرحوم بالكفالة المعروفة ولم تطلق سراحه وهو المتقدم في السن والمريض من قبل جائحة كورونا حتى مات بين يديها ومات معه الملف الذي كان هو المتهم الرئيس فيه. * لا يعقل حبس إنسان تحت الاتهام مدة طويلة كهذه يضيع فيها الحق الخاص وتضيع بعدها الحقيقة حول الحق العام!