(الحلقة الاولى) بقلم: أحمد دندش حوالي العام 1974...توقف الممثل الكبير محمد شريف لوهلة مندهشاً لجراءة ذلك الطفل الذى لم يتجاوز الثامنة من العمر، وهو يقوم بإداء دوره خلال فقرة صغيرة ببرنامج جنة الاطفال، فأقترب منه بعد نهاية فقرته القصيرة وسأله عن اسمه، ليرد عليه الصغير بكل شجاعة: (محمود)، هنا طلب منه شريف ان يأتي بعد ايام ليشارك في مسرحية أخرى، وقد كان، فبعد فترة قصيرة ظهر ذلك الطفل بأحدى المسرحيات التى لعب فيها دوراً بارزاً، استطاع من خلاله حصد الكثير من الاعجاب والتصفيق كذلك. مولده ونبوغه: ونعود بهدوء للعام 1967...وتحديداً داخل عنبر الولادة بمستشفى الخرطوم بحري، حيث استقبلت اسرة العم عبد العزيز محمد علي ابو عون، أحد سكان حي المزاد بحري القدامي، طفلاً تم إطلاق إسم (محمود) عليه، ذلك الطفل الذى بدأت عليه علامات النبوغ مبكراً، فمنذ ان تخطى عامه السادس حتى بدأ في ابتداع الكثير من الاشياء التى كانت تدهش والدته الحاجة (فايزة محمد طاهر) وتجعلها توبخه في بعض الاحيان، خصوصاً عندما يقوم بإستغلال طاولات الاكل، لينشئ بها مسرحاً صغيراً يدعو اليه اصدقاءه ويبدأ من ثم في تنفيذ بعض الحركات المسرحية مصحوبة ببعض الاغنيات. ظهور أول: الظهور الاول لذلك الطفل الصغير جماهيرياً، كان على مسرح معتمدية بحري حيث غنى في ذلك الوقت بصحبة (كورس) وصفق له الجمهور كثيراً، بل ان المحافظ نفسه قام بإهدائه جائزة عبارة عن ادوات مدرسية ومبلغ مالي، ليواصل ذلك الطفل رحلة التألق ويعاود الغناء مرة أخرى بحفل قامت الكشافة البحرية بتنظيمه بتشريف رئيس الجمهورية في ذلك الوقت المشير جعفر نميري والذى ابدى اعجابه الشديد بذلك الطفل وقام بتقليده وشاح الكشاف الاصغر. مراحل دراسية: مر الطفل الصغير بعدد من المدارس في مسيرته الاكاديمية، حيث بدأ بروضة الحرية ثم مدرسة الحرية الابتدائية واخيراً المدرسة الانجيلية، ليقوم بعدها بالالتحاق بقصر الشباب والاطفال، ويفكر بشكل جدي في الغناء بصورة اوسع واشمل، واستمر (محمود) على تلك الحالة حتى سنحت له الفرصة بالالتحاق بمركز شباب بحري، وكان ذلك حوالي العام 1987م وهناك تعرف محمود على العازف الشهير عبد الله الكردفاني، الذى قام بمده بالكثير من النصائح واخبره بأنه يمتلك صوتاً فريداً من نوعه وعليه ان يحافظ عليه. (نواصل الاسبوع القادم)