منذ أن تسلم الرئيس ترامب الرئاسة الأمريكية سعى للتقارب مع بريطانيا لجذوره الاسكتلندية، فكانت أول زيارة له خارج أمريكا إلى بريطانيا، بعدها سعى بكل قوة لإبعاد بريطانيا من شقيقاتها الأوربيات، فدعم التوجه الداعي للدولة الوطنية في بريطانيا ورفض تذويبها في الاتحاد الأوربي بهدف غلق بريطانيا في وجه الهجرة الأوربية التي تبيحها اتفاقية الاتحاد الأوربي والتي مكنت المهاجرين الأوربيين من شغل الوظائف الهامشية والوظائف التقنية التي تتطلب أصحاب الكفاءات في بريطانيا والتي كان يشغلها أمريكيون سابقاً . فاستطاع ترامب دعم دعاة البركسيتBREXIT حتى نجحوا في استفتاء فصل بريطانيا من الاتحاد مع وعد بمنح بريطانيا قرضاً بستين بليون دولار، بل وعمل على إبعاد تريزا ماي من رئاسة الوزراء مقابل جونسون زميله في التحالف المسيحي اليميني المتطرف المؤيد لفصل بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق والذي كانت تصر عليه ماي وفي الحالتين(باتفاق أو بدونه) سيكون وضع بريطانيا اسوأ فانفصالها سيضعف قطاع الاعمال والطبقة العمالية والوضع الأمني الذي كان يعتمد على التبادل المعلوماتي الأوربي والوضع الصحي. وترامب الاسكتلندي الأصل يرى أن سياسة وقف المهاجرين الأوربيين عن بريطانيا يشابه سياسته في وقف الهجرة الشرعية وغير الشرعية لأمريكا وفي سبيل وقف الهجرة غير الشرعية تبنى مشروعا لبناء جدار بين حدود أمريكاوالمكسيك لمنع تجار المخدرات ومواطني المكسيك خاصة أصحاب البشرة السوداء الذين يمغتهم من عبور الحدود وهذا الجدار يتطلب ترك مسافات غير مسورة للفيضانات والسيول مما يحفز هؤلاء لاستغلالها في التسلل إلى داخل أمريكا وهذا يتطلب سبل مكافحة الكترونية لمنع التسلل عبرها. شعار ترامب الذي دخل به انتخابات الرئاسة عام 2016 يدعو لاغلاق امريكا (أمريكا أولا) فعمل على سحب القوات الأمريكية من انحاء العالم أو تقليل عددهم لانهاء وصفة (أمريكا شرطي العالم) والانسحاب من معظم المنظمات العالمية وآخرها منظمة الصحة العالمية بعد جائحة كورونا . كورونا والنزعات العنصرية: جائحة كورونا والتي فشلت إدارة ترامب في احتوائها ولدت أزمات اقتصادية وخلفت عشرات الملايين من العطالة الذين تم فصلهم من العمل ومعظمهم من الزنوج الأفارقة، بل كشفت الجائحة الوضع اللا إنساني المأساوي في أمريكا حيث وضح جلياً أن معظم المصابين من الكورونا من طبقة السود الذين يشغلون وظائف في قطاع الخدمات كما أنهم لم يجدوا الرعاية الصحية التي كان يوفرها لهم الرئيس السابق أوباما بعد الغائها من قبل الرئيس ترامب ضمن سياسته الرأسمالية الهادفة لارضاء طبقة الرأسماليين والقضاء على كل انجازات أوباما حتى في المجالات الإنسانية. أدى اغتيال الزنجي الأفريقي جورج فلويد يوم 25 مايو المنصرم بوساطة الشرطة بعد اتهامه بحيازة 20 دولار مزيفة لاشعال غضب الشارع الذي كان مهيأ أصلا نتيجة لمؤثرات الجائحة وتداعياتها عليهم وحادث الاغتيال كان ذا طابع عنصري حيث اعتلى ضابط(دريك شوفن) بركبته على عنق الضحية وظل يضغط عليه لمدة 8 دقائق رغم توسلاته حتى كتم أنفاسه وعلى الرغم من فصل الضابط وتوجيه تهمة القتل له من الدرجة الثانية وفصل المحرضين(3) من زملاء القاتل من الشرطة إلا أنهم سينالون فوائد مابعد الخدمة كاملة. ولقد احيت الحادثة وقبلها سياسات ترامب العنصرية التي وصلت حتى أعلى مؤسسات الدولة حيث طالب أربع عضوات بالكنغرس في تغريدة في حسابه الخاص بتويتر(ألكساندريا أوكاسيو، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، ورشيدة طليب) ، من غير الأصول البيضاء العودة إلى بلادهن والمشاركة في تعميرها ومن قبلهن طرد مواطنة أمريكية من أصل عراقي من حملته الانتخابية الرئاسية 2016أحيت هذه التصرفات النزعة العنصرية بين البيض والسود وجعلت احتفالات السود بذكرى انتهاء العبودية في امريكا التي تصادف 19 يونيو والتي أعلنت بعد انتهاء الحرب الاهلية في امريكا في 19يونيو 1865 جعلتها هذا العام مختلفة حيث اجتاحت المظاهرات قبيل يوم الاحتفال كل المدن الامريكية في الخمسين ولاية وفي بريطانيا والمانيا وفرنسا وعملت على تحطيم تماثيل تجار الرقيق الذين يعتبرهم البيض جزاءً من تاريخ أمريكا وكذلك في بريطانيا.ومن ضمن التماثيل التي حطمت تمثال الرئيس جورج واشنطن الذي كان يستعبد أكثر من 100 وأطلقهم بارادته عندما انتهت حاجته إليهم وكذلك تمثال روبرت والش الانجليزي وآخرين. الانتخابات الأمريكية في المحك لأول مرة في تاريخ أمريكا يؤيد قادة حزب انتخاب مرشح الحزب المنافس هذا ما حدث لترمب قبل بدء الانتخابات حيث أيد جورج دبليو بوش الرئيس الأسبق عن الحزب الجمهوري و ووزير خارجيته كولن بول مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن وميت رومني منافس أوباما عن الحزب الجمهوري وهو نفس حزب ترامب في جولته الرئاسية الثانية كما لحقه آخرون في ذلك فيما اعتبر ترامب أنه يواجه مؤامرة بدات بجائحة كورونا بمشاركة الصين والديمقراطيين حتى لا يعاد انتخابه لأنه فرض على صادرات الصين لبلاده ضرائب جمركية تصل إلى 25% . فيما يرى كثير من القادة من بينهم الرئيس الأسبق جيمي كارتر أن رئاسة ترامب للولايات المتحدة منذ 2016 غير شرعية وأن الرئاسة أساساً كانت لهيلاري كلينتون التي أقصيت حقيقة بالتدخل الروسي الكترونيا بتزوير الانتخابات لصالح ترامب والذي افتضح أمره بدعوته لدى لقائه ىالرئيس الروسي بعد أن أصبح رئيساً بعد هذا التدخل للرئيس الروسي بوتن بسخرية بعدم التدخل مجدداً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والخوف الذي لازمه عندما عين مولر لرئاسة لجنة التحقيق في تزوير الانتخابات ما جعله يصرخ بأنه ملعون وأن رئاسته للبلاد يبدو أنها ستنتهي.. ورغم ذلك لم ترق نتائج التحقيق لادانته. ولقد أكد الديمقراطيون الاشتراكيون الذين يرون صعوبة تكوين حزب ثالث منافس للحزبين الرئيسيين ضرورة دعم المرشح الديمقراطي بايدن تحقيقا لوحدة الديمقراطيين وقطع الطريق لإعادة انتخاب ترامب رغم عدم رضائهم عن سياسة بادين الرأسمالية الصرفة حيث وعد الطبقات الرأسمالية بعدم إحداث تغيير في أوضاعهم. والاشتراكيون بزعامة بيري ساندرز يدعون إلى إتاحة الرعاية الصحية للجميع والمساواة بين الجميع في الحقوق والفرص وفرض ضرائب عالية على الأغنياء والرعاية الصحية المجانية للأطفال وإعادة تنظيم الحركة العمالية للضغط على أرباب الأعمال لتحسين أجور العمال وإنقاذ الخدمات البريدية من التحطيم الاتفاقي للحزبين. يرى بيرن أن ترامب خطر حقيقي على أمريكا وأن أي شخص لا يدلي بصوته لبايدن لا تهمه معاناة الملايين. هل يعيد الشعب الامريكي انتخاب ترامب باعتبار أنه يسعى لعزل أمريكا عن بقية اقتصاديات العالم ويعمل لصالح أمريكا فقط(أمريكا أولا) وبمثابة فارس يسعى لهيمنة البيض وسموهم على الملونين في أمريكا باعتبارهم أسياد الجتة والرأس وعلى البقية أن تغادر غير مأسوف عليهم، أم يلفظه الشعب الأمريكي وينتخب جو بايدن خاصة وأن اللوبي اليهودي في أمريكا لن يدعمه بعد أن حرق كل أوراقه بتحويل سفارة الولاياتالمتحدة للقدس وإعلانه بضم الجولان السورية والمستوطنات بالضفة الغربية لاسرائيل وفشل صفقة القرن بين اليهود والفلسطينيين.