بأنا عشقنا طويلا وأنا كتبنا بدم الشغاف كأن لم يكن شاعرا قبلنا ، وأنا برغم الجفاف …ملأنا البراري العجاف صهيلا …… صهيلا وإنا مشينا إلى حتفنا رعيلا يباري رعيلا وإنا وقفنا بوجه الردى وقوفا جميلا . سيكتب فوق الشواهد من بعدنا بانا كذبنا قليلا وإنا انحنينا قليلا لتمضي الرياح إلى حتفها وأنا سقطنا سقوطا نبيلا (سابو) هل ياتُرى تحلق النوارس حول السفن وهى تُلوح بأشرعة الوداع ، هل ( للسمندل ) نشيج غير انكسارات الفؤاد وللعقد الجلاد غير فضيحة العطر أوان الحضور. قالت القماري فوق نخلتنا ذات الصباح ( القوقاي ) أضحى عصياً كأنه زمان الاتساق مع فارهات علي المك وهو ينعي صديق عمره( أبداوود) فيا سيدي أيسقط القلب ويتيبس الفؤاد ،وتكف العصافير عن المناجاة ولماذا نبوح بحبنا بعد فوات الأوان ، قال لى سرب من القطا وهو يغادر مجرى النهر للتو ، إنكم لاتعرفون إدارة فنون الجمال ولا حقول السماحة ، فآزرته الحمائم أن الزيتون إستأسد عليه الحشف وخسوف الورد وهو يشتهي الربيع، كان أزلاً كل في فلك يسبحون والشمس والقمر فى سباق حميم نحو معارج الجلال والجمال والكمال وفى شغاف القلب عشب ينتظر الرشاش والنخل باسقات لها طلع نضيد. وذات السمندل يلملم أطراف لحون لم تغن ويغادر والسماحة لاتقبل القسمة لأنها مبدأ وقيمة تواجه مصيبة الموت والثغر تتسع ابتسامته والوجه النضير يشع وضاءة فكأن حمامات سعد الدين الحزينة والحميمة ( أدتها من سلامها) وأمونة هاشم صديق تعلن كل البنات أمونه يا خرتوم أعاين في البحر مهموم ألاقي وجيها شاقي النيل وفي ساعة التعب والخوف، تشيل خطواتي أمشي عديل دحين خاتي؟!! أكان يا يمه صبحت نفسي في ساعة الكتمة من ضيق النفس والناس. وصبحت راحتي لامن ألقى دمي يفور. تمد إيديها تمسح في العصب والرأس أمانة كلامها كان رفرف وكت ساعة الدرس يا بوي يطير قلمي، ويزغرد سنو في الكراس. الآن كل بنوت الخرطوم نامت مقروحة العين نازفة الفؤاد وياقلب مالك علي؟!! ماقلت تبت من تعب السفر ومن مباراة القماري ومن شراب موية المطر.من كل هؤلاء ومن خلاصة عطرهم جاءت (مريم عثمان أحمد البشير) القماري وسرب القطا والنوارس والسمندل والعقد الجلاد وهتف فينا يوماً عثمان جمال الدين البروفيسور( يقال للموت خيارات يخفيها في قارورة الشجن الطرب يبوح بها عندما يشتاق للموسيقى فاختارك لأنك كل الموسيقى وكل الماء وكل النهر، أظنك تعبت وحوصرت وتشتت (ي) فىي دروب أم درمان التي لاتنتهي.. يكفي أنك خصّبت صمت الشعر بزغاريد من غسق جميل ونبيل أخّاذ) ك(برم) الطلح غشاه شئ من رشاش الخريف. أحيانا للموت حضور شفيف وجميل . رائعون كُثر غادروا بهدوء تباعا( بالمشية ذاتا وقدلتا) نفس الملامح والشبه فهناك حضور في غياب لوّح عماد مغادراً وتبعه هلالي يحمل هموم الشعر والمغنى والوطن ولوحة تشكيلية بازخة هوت من عل فذللت الوجدان فجمعان من يهب عطر الخط واللون انسرب بهدوء عجيب وهو يضج بالحياة . وجاءت مريم وسبق أن أفردت ذراعيها ومحياها الوسيم للحياة تدوزن عصب الهموم قالها لى بشير صالح الدكتور الموسيقار ونحن فى حضرة ضيافة سعد يوسف البروف كلنا ومريم وهي ( تنقر) للنفوس المتعبة عشان ترتاح للموسيقى ( ياجنا هسه عليك الله الموسيقى البنسمعا ولا بالنشوفا) فقد كانت مريم نغماً يمشي بين الناس تفرد جناح بسمتها وتحتوي الهموم. ما أجمل الموت حين يغشى وجه مريم كأنها حلم صلاح أحمد ابراهيم حين يناجي المنايا كنا صباح الخميس نتسابق مع الصافي و( وساساق) الدرب إلى مشارع ودها ( الخميني) وحربي العميد وشمس يخط على ورق الفلسكاب طلب الرجوع إلى حنين طلابها فقد استوحش البيانو طول الفراق فهتف فى الطرقات ينادي هل من مريم ينكم فأجابه الصدى هل من مريم بينكم، وكان للسبت قول وأقدار الله غلابة وإن تجلّت مصائب الموت لا نقول إلا مايرصي الله ومريم التى دوزنت خطاوي المشاوير تتوهج في ألق الرحيل وتلحق بأبيها الذي صان بعدل صافرته الجهيرة وساس بالعدل ميادين الرياضة وعلى المحبة دوما نلتقي