الأخ الأصغر سناً دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء :لك الود…لم أسعد بلقائك يوماً ما، أو التحدث إليك، ولكن جمعني بك رابط متين ووثيق:حب الوطن ! ولعشقي لهذا الرابط أدمنت الإسهام في بناء الوطن بجهد المقل، فكانت رسائلي الناصحة باعثاً بها لك.وظننت أنها قد لاذت بوادي الصمت والنسيان، وأيقنت اليوم أنها قد نفض الغبار عنها، ورأت النور وستجد الاستجابة الفورية، ببعث الروح فيها بمشيئة الله بعد أسبوعين فقط.ملأت الغبطة جوانحي واشتعل وجداني فرحاً بمليونية الثلاثين من يونيو الهادرة لأنها :::أولاً:أكدت صمود ، بقاء، عبقرية وشموخ الثورة.ثانياً: أثبتت أن للثورة حماة عباقرة"لجان مقاومة وشباب الحرية"، خاضوا اللهيب لتبقى ولتسمو وتزدهر…ثالثاً:::ا برهنت المليونية أنها عضد وسند وركيزة للحكومة الانتقالية ولك يا"حمدوك . رابعاً:::هذه المليوتية العظيمة أرست قواعد لثقافة غير مسبوقة: ثقافة السلمية والإبداع والوعي الشبابي. . إن ما يدونه قلمي دائماً و الآن هو ما يجيش بصدري من عشق للوطن الحبيب دون غيره، وأبغض ممارسة الرياء والنفاق والتطلع لبريق زائف زائل.قدم لك أخي" حمدوك " شباب المليونية وهم معك على متن السفينة ، قدموا لك بأريحية وفي حياء وأدب جم، وعلى طبق من ذهب محاور لتصحيح المسار، وهي نفس ما نادي به قلمي في مقال سلف وجهته لك. وهي باختصار :إسكات صوت البندقية، توفيرلقمة العيش السهلة الميسرة، تحقيق العدالة وتقييم أداء الطاقم الوزاري cabinet. ..وتعاظمت فرحتي لاستجابتك الفورية بالتنفيذ العاجل لمطالب الثوار. اسمح لقلمي أخي حمدوك أن يشهر سلاح الإصلاح معك reformation….تحكي ذاكرة تاريخ الوطن:::أن الرئيس الأسبق جعفر نميري"عطر الله مثواه"قد درج على اختيار الوزير من نفس منسوبي الوزارة المعنية لإلمامه بما يدور بدهاليزها، فيصبح الربان الماهر: انتماء، خبرة، تجربة ومعرفة. اختارالنميري رموزاً وقامات لوزارة التربية والتعليم في عهده فحققوا النجاح الباهر وهم:::حسن أحمد يوسف ، سر الختم الخليفة، محمد توم التجاني، عز الدين الحافظ، و دكتور محمد خير عثمان. فكانوا نجوماً ساطعة في سماء الوطن.وأنموذجاً يحتذى…أخي حمدوك نحن معلمو الزمن الجميل، قدامى المعلمين، "حتى لا نلدغ من جحر واحد مرتين" كما حدث في العهد البائد الذي احتقر التعليم وقذف به في غياهب الجب، وكي نتحاشى ذلك الأسلوب المجحف، أولاً: نريد أن يكون ربان سفينة التعليم العام "الوزير" من نفس قبيلة معلمي التعليم العام انتماء. وأعني أن تكون كفتاه قد تخضبت بغبار الطبشورة، وعمل لأكثر من ثلاثة عقود بالتعليم العام، يصول ويجول في دهاليز حجراته..نريد وزيراً طبق ومارس فلسفة وأهداف objectives التعليم التي وضعها سلفنا الصالح ببخت الرضا والوزارة. نريد وزيراً عرف بولائه للوطن، وطموحه التربوي.نريد وزيراً مقبولاً للجميع ولا ينتمي لفكر جهوي أوسياسي أو إثني أو عين بالمحاصصة، حتى لا يثير الجدل، نريد وزيراً عرف بالطهر والنقاء، عفيف اليد واللسان. نريد وزيراً صاحب خبرة متراكمة، تجارب ثرة وسعة أفق. نريد للوزير بطانة ناصحة نقية من المستشارين الفقهاء، يستأنس برأيهم. فهذه هي المواصفات التي ينبغي أن تتوفر في قائد قافلة التعليم بالذات، وحتى لا تغرق السفينة. بكل صدق وأمانة أن ذاكرتي التربوية قد نثرت كنانتها دون حياء أو وجل وعجمت عيدانها عوداً عوداً رشحت دون انحياز الأساتذة الأجيال"عبد العزيز محي الدين، مبارك عباس ودكتور علي حمود" للقيادة المرتقبة..والذاكرة تحتشد بغيرهم.فمعذرة لمن غيبتهم الذاكرة. إن الذين جادت بهم الذاكرة ، عطاؤهم التربوي والاجتماعي ثر ومعروف، وذواكرهم حاضرة ويقظة.وفق الله الجميع. معلم من الزمن الجميل جوال رقم 0918215002.