في أخبار الحوادث والتي تبدأ فيها قصص جرائم القتل في العادة بجملة (إِستلْ سكينه) تلك وكأن جميع البشر يحملون سكينا يخبئونها على الدوام بين جنباتهم علهم يحتاجونها في وقت (عوزة)، إحداهن قد قتلت زوجها لان (المسكين) قد تزوج عليها. الزوجة الأولى حينما وجدت نفسها (متورطة) في الأمر قررت تقطيع الجثمان حتى تخفي أثر الجثمان. ثم إنها ذهبت إلى اقرب مركز للشرطة شاكية من اختفاء زوجها التعِس وهي تزرف (دموع التماسيح). بالطبع هي واهمة على كل حال، فإن محققاً مُبتدئاً من رجال المباحث سرعان ما سوف يتوصل للحقيقة. لقد أصبح ذلك مُملاً كما تلاحظون!!! لا إثارة أصبحت تُذكر في أخبار الحوادث عن ذي قبل. أعتقد أن عهود القاتل الذي لا يتم كشفه بسهولة قد ولت بلا عودة من ايام (هيركيول بوارو) بطل روايات (أجاثا كريستي). حادث آخر وهو إقدام إحداهن على قطع العضو التناسلي لزوجها (لنفس السبب) فهذه قد استلهمت حكمة شمشون الجبار (علي وعلى أعدائي). ذلك الزوج البائس لابد أنه قد وعى الدرس متأخراً. أخذ يحدثني بمبررات إقدامه بالزواج من أخرى غير المقنعة. صديقي هذا يريد أن يطمئن نفسه بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام. كلانا يعلم أن كل شيء لن يكون على ما يرام!!! فهناك وضع غير طبيعي سوف يستجد في حياة الرجل. بالطبع حكى لي كيف تزوج من ابنة عمه كمجاملة لأبيه ووالدها (كما هو معتاد). وكيف أنه يعيش مع امرأة لا يجد عندها ما يبحث عنه، (حتما هو لم يحكِ لي عن ما يبحث عنه!!!).. وبالطبع حكى لي العديد من القصص التي تبين وجهة نظره (كما هو معتاد). وكيف انه يريد أن يُصلح ذلك الخطأ (كما هو معتاد). ويتزوج مرة اخرى بعد ان أصبح ثريا (كما هو معتاد) ويعيش دنياه من جديد. الحقيقة أن صديقي أعلاه قد جعلني أتأمل في فكرة الزواج المتعدد كثقافة بعيدة عن أهل المدن وحياتها وتعقيداتها المتزايدة، بغض النظر عن الرأي الفقهي الواضح والذي (يُبيح ولا يلزم). إن المجتمعات القروية وصحارى الجزيرة العربية والمجتمعات الافريقية تنظر للتعدد على أنه يقوي العلاقات ويمتنها بين أفراد تلك المجتمعات. فالرجل يقيم أود علاقاته برجل آخر من خلال زواجه من ابنته او اخته او ابنة عمه وكذا مصاهرة القبائل والبطون والعشائر بعضها لبعض. وفي أحايين أُخرى فإن الزواج في تلك المجتمعات قد يأخذ جانب الشهامة من أجل (ستر حال) مطلقة او حتى أرملة توفي عنها زوجها وهي مازالت يافعة في العُمر. وتقودنا المقولة الشعبية (غطي قدحك) لتأكيد دافعية ما ذهبنا إليه. فالمرأة في كثير من الأحيان قد لا تكون مقصودة في ذاتها. ولذلك ثقافة الزواج مثنى وثلاث ورباع غير مستهجنة. من جانب آخر فإن مفهوم الزواج من واحدة (كما هو موجود بين الافنديات والموظفين في المدن) وفدت إلينا من ثقافة المستعمر الأوروبي ذي الخلفية الدينية المسيحية والتي لا يجوز فيها التعدد. فيها يسعى الشخص الى إمرأة بعينها (بغض النظر عن أسرتها وظروفها المحيطة). فيهيم بها حباً، وينظم فيها الأشعار والقصائد فيتزوجها ويعيش معها دون التفكير في سواها. وحتى طلاق المرأة ينظر إليه المجتمع على انه عيب (قد يوازي الحرام) كثقافة مستلبة بمفاهيم الدين المسيحي والتي تربط الأزواج بالرباط الأبدي المقدس. ولذلك يطلب المجتمع من المرأة أن تتماشى مع رجلاً (مخبولاً) قد لا تستقيم الحياة معه، خوفاً من لقب مطلقة. بالعودة لحوار صديقي والذي سألني (ألم تفكر في الإقدام على هذه الخطوة من قبل). قلت له الحقيقة بخلاف خشيتي من طقم سكاكين وسواطير (الاستانلس ستيل) الأصلي الموجودة في مطبخ منزلي والذي ابتعته من متجر (إيكيا) الشهير، فإن فكرة الزواج من أخرى غير واردة في أضابير تاريخ أسرتنا. فأنا (موحد)، ابن (موحد)، حفيد (موحد). قال لا تكون (رعديداً) فالموت لا محالة هو سُنة الأولين والآخرين. فقلت القضية ليست في فكرة الموت نفسها، وإنما غاية ما أصبوا إليه أن أحيى حياة هانئة وأكتفي بتعقيدات تلك الحياة المتزايدة، حتى إذا ما توفاني الله فمن حقي أن أموت وأُدْفن كقطعة واحدة!!!