باتت الرسوم الدراسية والترحيلات من والى المدرسة هاجسين كبيرين ظلا يؤرقان مضاجع اولياء الامور، وذلك لتضاعف قيمة الرسوم بصورة جنونية بالاضافة للمستلزمات المدرسية من كتب وكراسات وحقائب للطلاب والتلاميذ، في ظل ازمة اقتصادية الطاحنة والغلاء المتعاظم يوما بعد يوم، لأجل كل تلك المعطيات بادر المسرحي والدرامي المعروف الفنان محمد شيلا بإنشاء مشروع (اكفل طالب) الذي يقوم على كفالة الطالب ويوفر له كل المستلزمات الدراسية طيلة ايام العام الدراسي. حدثنا عن كيفية بداية مشروعك (اكفل طالب) ومتى بدأ؟ وما هي اهدافه ؟ مشروع اكفل طالب بدأ قبل اكثر من ثماني سنوات بفكرة ومبادرة من شخصي تهدف لإعانة عدد كبير من الطلاب والتلاميذ العاجزين عن دفع الرسوم الدراسية ومستلزمات العام الدراسي بأكملها من كتب وكراسات واقلام ورسوم ترحيل والمصاريف اليومية لتغطية منصرفات الطالب أو التلميذ في خلال العام الدراسي. بحسب التجارب العملية تعتبر المشاريع الخيرية والمنظمات الداعمة لأي مشروع من المشاريع شبهة ربوية أو ربحية دون أن يكون على ارض الواقع مردودا ايجابيا يوازي حجم الزخم الاعلامي والترويجي لتلك المشاريع ومكاتبها المترهلة ؟ استند على كرسيه وضحك وقال "مشروعي اصلا ليس لديه مكاتب أو اصول وانا اصلا لا آخذ مليما واحدا من اي شخص يريد أن يدخل معنا في برنامج (اكفل طالب). إذا لم تكن تجمع اموال المشتركين أو تتلقى دعما فكيف تُسيِر امور ذلك المشروع الذي ظل متواصلا طيلة الثمانية اعوام الماضية؟ هل تنفق عليه من مالك الخاص ؟ الامر ليس كذلك ولكني اقوم بتوفير قائمة بيانات ومعلومات لعدد من المدارس في مناطق مختلفة من بقاع السودان واقوم بحصر قوائم كبيرة وبصورة فيها الكثير من التكتم و السرية لأتحصل على اسماء الطلاب أو التلاميذ المعسرين والعاجزين عن دفع التكاليف المدرسية. وماذا تفعل بتلك المعلومات والبيانات ؟ بعد أن اقوم بترتيب الاسماء وفق الحاجة والعجز المالي اقوم بتحويل بياناتهم لعدد كبير من الاصدقاء والخيرين بغرض كفالة احدهم وعندما يلتزم احدهم بذلك اقوم بربطه وتوصيله مع الطالب مباشرة دون أن استلم فلسا واحدا فقط اكون متابعا لمسيرة ذلك الطالب عن كيفية وصول الرسوم اليه وتسديدها للمدرسة، واتفقد حاجياته ومستلزماته المدرسية بصورة كاملة، ولكن بعد ذلك يكون التواصل الاكبر بين الطالب وكافله. هل تستهدف في ذلك المشروع مناطق جغرافية بعينها ام أن المشروع متاح لكل طلاب وتلاميذ السودان ؟ المشروع متاح لكل طلاب وتلاميذ السودان ولكن انا لدى هدف وطني اعتبره سيسهم في رتق النسيج الاجتماعي فيما يختص بتوزيع الكافلين للطلاب، وهو انه اقوم بالتوسط بكفالة طالب من شرق السودان ليكفله مواطن من دارفور واتوسط لتلميذ من شندي ليكفله كافل من جنوب كردفان وطالب من ولاية النيل الابيض ليكفله مواطن من البحر الاحمر أو العكس في جميع الاحوال وذلك لإعادة القومية والترابط بين ابناء القطر الواحد. هل خرّج ذلك المشروع أناسا اكملوا مراحلهم التعليمية ونالوا شهاداتهم الجامعية ؟ نعم خرج ذلك المشروع اعددا مقدرة من الطلاب والتلاميذ معظمهم توظف في وظائف محترمة وفق المؤهل التعليمي الذي ناله، ولكن ما اعجبني ورفع راسي ليس تخرجهم فقط، بل انخراط معظم هولاء الطلاب الذين كان يكفلهم المشروع و تحولوا لكافلين وممولين لطلاب آخرين في مبادرة انا اسميتها رد الجميل.