كتبت قبل سنوات مقال " لمة النسوان " وهي عادة طيبة انتشرت بالأحياء ووسط الاهل تلتقي النسوة بأحد البيوت يتسامرن ويتبادلن الأفكار وطورت بعضهن هذه اللقاءات الحميمة بعمل جمعية او ما يعرف بالصندوق وشهريا يقمن بشراء حاجة المشتركة من كراسي او ملايات بأسعار المصانع والأسواق الشعبية محاربة للانفلات في الأسعار ولا تخلو هذه اللمات من " الشمارات التي تعني الأخبار المدسوسة والتي فشلت ان أعرف مصدر المسمى وأميل انها اقتبس من بهار " الشمار " الذي يدس بصحن الفول والشمارات ووفقا لوسائل التواصل الاجتماعي تحولت لما يعرف بالإشاعات التي باتت بعبعا وأداة للمكايدة الضارة … ختمت مقالي برجاء " ليت الزولات يوجهن جزءا من مشاركتهن " الجمعية " للشارع فبدلا من حبسها فقط لتجديد الأثاثات المنزلية وتكدس الاسرة والملايات والحلل والصحون علي ضرورتها لرصف الأزقة وامام بيتي وبيتك وللشوارع التي تتكدس فيها أوساخ وروائح كريهة مضارها تلف الجميع وتزكم الأنوف وتنشط العلل والأمراض فطالما عجزت المحليات واللجان الشعبية عن القيام بمهامها الأساسية " … واليوم أكتب مقالي هذا تقديرا لنساء حي الخرطوم 3 كامتداد لفكرة قيام شراكات بين ساكني الأحياء لنظافة الشوارع ونقل النفايات لتكون تلك البيوت الرائعة الأنيقة المعطرة ببخور الصندل والشاف والمسك تطل أبوابها علي شوارع خالية من النفايات الضارة والأوساخ وأكياس النايلون التي افسدت البيئة وخنقت الهواء ولوثت الأخضر واليابس لتتشابك أيدي الزولات ويكن اضافة حقيقية وجديدة في سجلات المسؤولية الاجتماعية الفاعلة … ففي الأسبوعين الماضيين تصدر الفعل الرشيد لنساء حي الخرطوم " 3 " وسائل التواصل الاجتماعي واللائي استطعن ان يحولن ميدان كان بقعة موبوءة بتلال من النفايات والأوساخ المتراكمة تسببت في انتشار الهوام والحشرات من بعوض وذباب فنهضت هؤلاء النساء الرائعات الهميمات وقمن بأنفسهن بإزالة الأوساخ وترميم الحفر وبذر البقعة بالنجيلة والزهور بعد ان تم تسويرها بلمسات ذكية بإعادة تدوير لساتك عربات تالفة وتلوينها بأصباغ جاذبة … وتحول ميدان الأوساخ لحديقة أنيقة ومتنفس للأسر والأطفال . نساء الخرطوم " 3 " أنموذج يجب ان يعتد به الآخرون وليطور لأشكال أخر لا تقف عند حدود رفع وإزالة الأوساخ وتغيير ميدان من مكب نفايات لحديقة للاسر ومجمع ترفيهي لأطفالهن .. مثل هذه التجربة يمكن ان تتحول لمصدر دخل إضافي بإعادة تدوير النفايات لصالح انتاج أسمدة وشتول وغرس أشجار مثمرة وان تتحول جلسات الانس لأركان مثاقفة مجتمعية وقراءات فكرية ودروس تقوية للتلاميذ وإنشاء ركن لألعاب الأطفال وآخر لرعاية المواهب كالرسم وصناعة الاكسسوارات وتعليم بعض الحرف الصغيرة وإجراء مسابقات… الخ. نساء الخرطوم " 3 " يترجمن مقولة ان الجميع شركاء في استنهاض قيمة العمل اليدوي والمجتمعي وحمل شيء من الأثقال من على أكتاف حكومة جلست على مقود دفة تسيير سفينة سودان جديد يجب ان يكون المواطن شريكا أساسيا بالفعل والعمل وليس فقط بإطلاق الشعارات البراقة وتبديد الأوقات في الشمارات … التحية والتقدير لكن وليت أخريات يدخلن حلبة التنافس لتبادل الأفكار ولزراعة الزهور والرياحين بدلا من لعن الظلام .