قبل أن تتحرك طائرته بساعات الى العاصمة الخرطوم، النائب الاول لرئيس مجلس السيادة التقى الفريق الاول محمد حمدان دقلو ، برئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبد العزيز الحلو، في خطوة تعد مفاجأة بعد أن تعثرت مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية شمال جناح الحلو التي وضعت شروطاً للتفاوض ذلك اللقاء اعادها مرة اخرى . كسر الجمود: فور انتهاء اللقاء اعلن الطرفان العودة إلى طاولة الحوار اعتماداً على منهجية جديدة الذي كان بحضور رئيس الوساطة الجنوبية . و أكد رئيس الحركة الشعبية شمال القائد عبد العزيز الحلو، أن الهدف من اللقاء كسر جمود التفاوض ومن أجل تجاوز واستئناف المحادثات وكل العقبات التي أخّرت السلام مع مسار الحركة الشعبية، وأضاف الحلو أن الاجتماع كان ودياً وإيجابياً ويفتح الطريق لمواصلة التفاوض من أجل تحقيق السلام. سحابة صيف ومرت حينما تعثرت المفاوضات كان رأي المتابعيين أن الحركة الشعبية رافضة رئاسة النائب الاول حميدتي للوفد الحكومي، و يرى آخرون أن اللقاء اعاد المياه الى مجاريها ليكتمل السلام في كل انحاء البلاد. رئيس وفد الحكومة السودانية برئاسة النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، قال إنّ لقاءه بالحلو خطوة لكسر الجمود والهدف منه تحقيق السلام ومن أجل مصلحة البلاد، وأضاف في تصريحات صحفية عقب لقائه بالحلو اليوم الخميس، أن الوضع، ليس القديم هناك سودان جديد وشعار يجب أن يحقق "حرية.. سلام و عدالة"، مشيراً إلى أن الحلو كان متخوفاً في السابق لانه "ملدوغ"، ولكن الوضع الجديد هناك "حرية.. سلام وعدالة"، وتابع: "أقول للحلو أبشر بالخير ونحن معاك وما بينا شيء وما بينا خلاف، هناك سحابة صيف ومرت"، وليس هناك سلام بلا ثمن، ولفت إلى أن الاتفاق على ورش عمل كما جاء في اتفاق اديس ومن ثم تعرض نتائجها على منبر جوبا. وأضاف: "نحن جاهزون عشان نجيب السلام، وأهم حاجة الثقة"، ومضى بالقول للحلو: "أبشر مافي طعنة من الظهر"، موضحاً أنّه سيتم تحقيق السلام والعدالة بين الناس وسيكون الشعب متساوياً كأسنان المشط وليس هناك تعامل بدونية مع أحد ولا يوجد ود مصارين بُيض"، مؤكداً أن العمل سيكون على قلب رجل واحد وأي امر شورى فيما بينهم، موضحاً أن السودان لا يفتقد الموارد انما الإرادة، مناشدة عبد الواحد محمد نور والآخرين الذين لم ينضموا للانضمام إلى ركب السلام. من المستفيد من اللقاء ؟ بالرغم من انه قبل ذلك اللقاء التقى بوفد من المجلس المركزي للحرية والتغيير برئاسة د. عبدالله عبدالرحيم ، برئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو و ايضاً كان اللقاء بحضور فريق الحركة الشعبية المفاوض، فى مقر وفد الحركة الشعبية المفاوض بجوبا عاصمة جنوب السودان عقب توقيع اتفاقية السلام. ذلك اللقاء امن على التركيز على القضايا الخلافية التى أدت إلى جمود العملية السلمية و حالت دون التوقيع على إعلان المبادئ و أمن الطرفان حينها على ضرورة كسر الجمود و استئناف المفاوضات، وضرورة مواصلة الحوار وتنسيق الجهود والعمل المشترك حيث تم تشكيل لجنة مشتركة كآلية للعمل المشترك. الامر الذي أوجد تساؤلات عديدة لماذا حرص حميدتي على الحلو، و لما قبل الحلو بمقابل حميدتي بالرغم من مطالبته في اغسطس بإبعاده عن الوفد الحكومي، كما وضعت سؤالاً صعبا من المستفيد من ذلك اللقاء. المحلل السياسي والكاتب الصحفي اسامة عبدالماجد يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى انه من الواضح أن رئيس الوفد الحكومي حميدتي قد وظف علاقته بقائد الوساطة توت قلواك ورئيس جنوب السودان سلفاكير حتى يتمكن من لقاء الحلو، موضحاً أن اللقاء تم بواسطة توت الذي استطاع أن يقنع الحلو بضرورة مقابلة حميدتي . واشار عبدالماجد الى إن حميدتي أن يصل الخرطوم و هو في موقف قوى وانه من صناع السلام، لذلك كان حريصا على لقاء الحلو قبل أن تحط طائرته في الخرطوم وتحقق له ما اراد . واوضح أن حميدتي قصد من الخطوة إرسال رسالة في بريد الحكومة و في بريد قوى الحرية و التغيير بأن كرة السلام لا تزال في يده هو، لأن قوى الحرية التقت بالحلو في اليوم الثاني لتوقيع اتفاق السلام بجوبا و قبله التقى به رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك، لذلك كان لابد لحميدتي إن يكون حاضراً في المشهد بذلك اللقاء. اما عن قبول الحلو باللقاء يرى اسامة إن من الضروري ان لا يظهر الحلو بقدر كبير من التعنت، لكن من الواضح إن اللقاء تم بضغوط من الرئيس سلفا كير لان شفرة الحلو عنده لذلك رضخ لمطالب سلفا بضرورة لقاء رئيس الوفد الحكومي. وأكد إن ذلك لا يعني أن التفاوض في المرحلة المقبله أن يقوده حميدتي ربما تحدث مفاجآت، إن لم يتم تقديم شخصية جديدة ربما يتم تغيير الوساطة لأن المرة السابقة كان لدى الحلو رأي حول أن طريقة الوساطة لم تكن مرضية لجزء كبير من اعضاء حركته لذلك اقترح ان تكون هناك ورش عمل قبل الدخول في التفاوض، وسيكون هناك منهج جديد . وتوقع اسامة أن يكون هناك تغيير في الوساطة بتمثيل رفيع المستوى، مؤكداً أن حميدتي هو المستفيد من اللقاء باعتبار انه وجه رسالة للحكومة و حاضنتها السياسية بعد أن فشل في الملف الاقتصادي .