الطالب محمد بدر الدين من مدرسة عبيد حاج الأمين بالخرطوم، كان يحمل (مُشطاً) يُخلِّلُ به خصلات شعره المصفوف بعناية وقد بدت عليه ملامح السعادة، بعد أن خرج متفائلاً من الجلسة الأولى لمادة القرآن الكريم والتي افتتحت بها امتحانات هذا العام لمرحلة الأساس بولاية الخرطوم، وقال ل(السوداني) إن الامتحان بأسئلته الأربعة كان مباشراً وفي قمة الوضوح وأن حجرة الامتحان التي يجلسون بها كانت مكتملة الحضور بعدد ثمانِ وعشرون طالباً حيث يشتمل المركز على أربع مدارس توزع طلابها بانتظام على عشر حجرات، وأضاف أن نسبة الحضور كانت كبيرة إلا أن هنالك طالبين من مدرسة البركة تغيب أحدهما لإصابته بكسر في الساق والآخر لأسباب لا يعلم هو عنها شيئاً. أما الطالب بلة علي والذي يجلس من مدرسة الطيب شيخ إدريس فقد وجدناه ضمن الطلاب الذين ترافقهم أمهاتهم للمدرسة حيث كانت والدته توصيه بألا يستعجل ويكتب بعد فهم السؤال حتى يجيب عليه. بلة قال إن القرآن كان هدية، وأنه من الطلاب الذين يحرزون المركز الثاني دوماً، وأن اللغة الإنجليزية لا تمثل له مصدر خوف وأنها من المواد المحببة لنفسه، وأنه من المستمعين للأغاني الأجنبية ويفهمها، ولا يذهب لدروس خصوصية بتاتاً، يعتمد على نفسه وعلى أخته التي تدرس بالجامعة في المراجعات. المرض لم يمنعه وتقول الطالبة أمل تاج السر التي جلست لامتحان شهادة الأساس ولاية الخرطوم من مركز البركة إنها كانت تعيش في حالة رهبة كبيرة عندما اقترب موعد الامتحان خاصة عندما ذهبت يوم أمس الأول للمركز لمعرفة موقع جلوسها والرقم، لكن بعد استلام ورقة الامتحان تأكدت أن امتحان الإسلامية كان مناسباً وأن القرآن أخذ حيزاً كبيراً من الأسئلة في حين جاء التجويد بسيطاً، أما الجلسة التالية فهي لامتحان اللغة الإنجليزية، ووصفتها بالمادة المعقدة التي تتم مراجعتها كثيراً ورغم ذلك تصبح صعبة الفهم، متمنية إحراز نتيجة جيدة فيها لأنها اجتهدت معها وأنها المادة الوحيدة التي تخيفها. أما الطالب عاطف صابر فقد كانت تميزه "الفراشة" المربوطة على يده، وهو أحد الجالسين بمدرسة عبيد حاج الأمين جاء للامتحان وهو يعاني من وعكة صحية ألمت به مع وقت الامتحانات، وقد تم إعطاؤه جرعة محددة الزمن من قبل والديه بالمدرسة حتى لا يتعب، وقال إنه كان يعتمد على نفسه في الدراسة ولكن حالياً لا يستطيع قراءة صفحة واحدة من الكتاب مما جعل ابنة عمه تأتي إليهم وتصبح هي الشخص المعتمد عليه وقال :"فهي تقرأ وأنا مستلقٍ استمع لما تقول" ، مضيفاً أنه يركز معها جداً لأنه ليس لديه زمن للإعادة، وأن امتحان القرآن كان " سهلاً" والأسئلة واضحة جداً ، أما اللغة الانجليزية فقال لا أستطيع الترجمة وكنت داخل كورس انجليزي للتقوية، وأن هذه المادة ليست بالصعبة ولكن تحتاج منهم للاهتمام بالمصطلحات والمعلومات، هكذا قال لهم معلم المادة بالمدرسة . رقابة لصيقة وتقول الأستاذة محاسن خالد معلمة مادة القرآن الكريم بمدرسة البركة إن الامتحان كان واضحاً جداً وأن الطلاب لم يستغرقوا وقتاً طويلاً داخل الحجرات وأنها ظلت تلاحظ الارتياح على ملامح الطلاب طيلة الساعة ونصف داخل مركز بري المحس الذي تعمل فيه كمراقب. وأضافت : لا يسمح لنا بفتح الامتحان ومطالعته قبل الجلسة ولا أثناءها ولا بعدها بل يتم تسليمنا المظاريف داخل حجرة المراقبة برفقة كبير المراقبين وأن مهمتهم تنحصر فقط في توزيع الأوراق وفرض الانضباط والهدوء داخل الحجرة بالإضافة للتأكد من أن جميع الطلاب قد حضروا وأخذوا أماكنهم الصحيحة وبياناتهم مكتملة وسليمة. وأشارت إلى أن جميع الامتحانات يتراوح وقتها بين ساعة ونصف وساعتين أو ساعتين ونصف كحد أعلى فلا يوجد امتحان يستغرق أكثر من ذلك. رهبة البداية الطالبه مروة محمد من مدرسة الحميراء بالخرطوم أكدت أن الرهبة الشديده قد تملكتها في البداية لدرجة أنها في اللحظات الأولى قبل قرع الجرس ودخول حجرة الامتحانات كانت ترتجف من شدة الخوف. وأضافت : "لم أتمكن من إيقاف دموعي حتى بعد الجلوس بمكاني المحدد الأمر الذي منعني من ملء بياناتي في البداية لكن بعد أن مضى من الزمن عشر دقائق استطعت التغلب على خوفي وبدأت في قراءة الأسئلة وشيئاً فشيئاً تمكنت من الإجابة على كل الأسئلة بكل يسر وسهولة". الاستعداد ليومٍ جديد ولم يدع الأستاذ عبد الله إبراهيم الوقت يضيع على تلاميذه الذين كانوا في معيته داخل مدرسة الطيب شيخ إدريس بمنطقة بري بعد الانتهاء من اليوم الأول حيث وجدناه يستذكر معهم المادة التالية (اللغة الإنجليزية) وظل يقول إن توقعاته لامتحان اللغة الإنجليزية سيكون مباشراً وسيتمكن الطلاب من الإجابة على جميع أسئلته، وأضاف : اعمل مراقباً بمدرسة كمبوني في السوق العربي وقد لاحظت الهدوء على المركز والانضباط وعدم الغياب إلا بنسبة قليلة لا تذكر، منوهاً إلى أن من مسؤولياتهم حفظ الهدوء ومراجعة البيانات الأساسية للطلاب كذلك يتم تسليمهم أوراق الامتحان بعدد الطلاب داخل الحجرة لا زيادة فيها ولا نقصان وأي تلف في إحدى الأوراق يتم اللجوء للكنترول لتبديل الورقة وأضاف : إذا كان هنالك خطاء في صياغة الأسئلة أو أي شي آخر يتم معالجته بتكوين لجنة متخصصة بعد الامتحان. مهمة صعبة وترى معلمة اللغة الإنجليزية آمنة يوسف أن هذه المادة التي يستعد الطلاب للدخول إليها اليوم تعتبر صعبة بالنسبة للأمهات لأن الكثير منهن لا علاقة لهن بها وأن الأب إذا كان ملماً باللغة فهو غير موجود بالمنزل نسبة لظروف العمل، لذلك الطلاب علاقتهم باللغة ضعيفة جداً وغير محببة لديهم، ويحتاجون أن يضع أولياء أمورهم هذه النقطة في موضع الاهتمام الكلي نسبة للاحتياج للغة في الفترة القادمة، لذلك لا بد من الدروس الخصوصية أو المدارس الإنجليزية نسبة لعدم معرفة الأهل باللغة، لأن المعلم بالمدرسة يفتح لك الباب ولكن ما بدخل التطبيق، لأن الأمر صعب.. فهم يأتون للغة كباراً وغير مؤسسين من البداية. تهيئة نفسية الباحثة النفسية بمدرسة الحميراء الأساسية بنات سلوى محمد الشيخ قالت إن وجود الباحثين النفسيين في هذه المرحلة مهم جداً ولهم دور كبير في تهيئة الطلاب للامتحانات ، وأنهم يوم أمس الأول ذهبوا للمركز بالطالبات لتهيئتهن وخلق نوع من الاستقرار النفسي، وأن بعض الطالبات بدأن بالبكاء بصورة هستيرية منذ دخولهن أماكن الجلوس المخصصة لهن بالمركز، وأنها بدورها قامت بالتحدث إليهن بأن الأمر سهل وأن ما يحدث هو تغيير المكان لهن، وأن المراقبين جدد فقط، وكل ما يحدث اختلاف الأماكن ، " والحمدلله" يوم أمس انتهت مشكلة الخوف وكان الجميع مرتاحين والامتحان كويس ولم تواجهنا مشكلة مع طالبة مهما كانت" .