أكد الكاتب والمحلل السياسي ضياء الدين بلال أن زيارة رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان لأديس أبابا إنما هي بالدرجة الأولى بمثابة رسالة تحذير بالخط الأحمر من أي تجاوز بشأن سد النهضة. وأوضح بلال في تصريحاته لحلقة اليوم الأحد أول نوفمبر من برنامج "ما وراء الخبر" بقناة الجزيرة، أن البرهان ذهب إلى العاصمة الإثيوبية بعد زيارة قام بها للقاهرة، لكنه يحمل في جعبته رسالة للمسؤولين في إثيوبيا مفادها أنه لا يمكن للسودان أو مصر أن تتجاوزا عن أي انتهاكات لحقوقهما في سد النهضة. واتهم إثيوبيا بمحاولة كسب الوقت وفرض الأمر الواقع من خلال إصرارها على تعبئة السد وملئه غير عابئة بالمفاوضات الدورية، وبالتالي إجبار الخرطوموالقاهرة لاحقا على التعامل مع الأمر الواقع. وتأتي زيارة البرهان لإثيوبيا بعد حديث رئيس أركان الجيش المصري ونظيره السوداني في وقت سابق اليوم عن طفرة ستشهدها العلاقات العسكرية بين البلدين وبشكل ينعكس إيجابيا على الأمن القومي للبلدين. وبناء على هذه التصريحات، أكد بلال أن مصر مرتاحة جدا للمؤسسة العسكرية الموجودة في السودان، وأنها ستنسق معها لحماية مصالح البلدين وأمنهما القومي، مشددا على أن جميع الخيارات ستكون مطروحة أمام البلدين، وأشار إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أسابيع التي لم يستبعد فيها لجوء القاهرة للحل العسكري لإجبار إثيوبيا على التراجع عن تحكمها الكامل في إدارة سد النهضة. ومع أن الصحفي والمحلل السياسي مجدي شندي رئيس تحرير صحيفة "المشهد"، استبعد لجوء القاهرة للحل العسكري، مؤكدا أنها تفضل الحل السياسي لإقناع إثيوبيا بتغيير موقفها من إدارة سد النهضة، إلا أنه أكد على رضى القاهرة وارتياحها للمؤسسة العسكرية في السودان، التي قال إنها اختارت الوقوف إلى جانب المصالح السودانية وعدم الانحياز لإثيوبيا كما كان يفعل الرئيس السوداني السابق عمر البشير فقط لمجرد النكاية السياسية بالقاهرة. أما المحلل السياسي الإثيوبي كيزام تاديسي فأكد أن أديس أبابا تستبعد لجوء القاهرةوالخرطوم للحل العسكري، مؤكدا أنها اتخذت احتياطاتها اللازمة بمنع التحليق من دون ترخيص فوق السد، ووصف تصريحات الرئيس الأميركي بشأن تفجير سد النهضة بأنها تصريحات متهورة. واعتبر تاديسي أن زيارة البرهان لإثيوبيا تأتي في إطار العلاقات الدبلوماسية، مرجحا أن تواصل الدول الثلاث مفاوضاتها بشأن سد النهضة. لكن ضياء الدين بلال لم يستبعد اللجوء للخيار العسكري بعد انتهاء الانتخابات الأميركية، إذا أصرت أديس أبابا على سياستها بالتعامل مع قضية سد النهضة. https://www.alsudaninews.com/ar/wp-content/uploads/2020/11/1604273419590.mp4