يتميز المسلمون عن سائر الخلق بقوة العلاقات الاجتماعية من صلة الارحام وحسن الجوار مع الآخرين المنضوية تحت حسن الخلق الذى أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم .. وتميز أهل السودان عن سائر بلاد العربية والإسلامية بقيم انسانية عظيمة تتمثل في توطيد العلاقات الاجتماعية من اهل وجيران والاخير اعتقدنا في صغرنا انهم من الاهل والعشيرة من قوة العلاقات ومكارم الخلق وحسن التعامل معهم وجوارهم .أولئك الذين هم في مقدمة الافراح والاتراح يقفون بقلب رجل واحد لإكمال مراسمها ……. كثيرا من رجال ونساء الزمن الجميل عند مقابلتهم واحتضانهم بعضهم البعض تشعر بالامان وهم يتبادلون الحديث والذكريات وكأنهم يعيشون ذلك الوقت . لكن يبقى السؤال المهم هل مازالت القيم الانسانية وقوة العلاقات الاجتماعية وتلك ( المحنة ) بين الاهل والجيران كما كانت من قبل، يسودها الود والمودة والمحبة أم هنالك عوامل أدت الى اندثارها أو تلاشيها؟ * يرى البعض التغيرات التي طرأت على المجتمع عموما في شتى النواحي وبالاخص الاقتصادية ساهمت في ضعف الرابط الاجتماعي اليوم وقللت من التواصل والحميمة بين الآخرين . الا أن الكاتب يختلف مع ذلك الرأي لان القوة الاجتماعية مهما كانت الظروف تظل كما هي، حيث تجد كبار سن من نساء ورجال بلادي يتواصلون من غير اي مناسبة كانت يذهبون لاهلهم وعشيرتهم وجيرانهم السابقين ولو بالطريقة الشاقة جدا ( المواصلات العامة) ويعتبرون ذلك واجبا ودينا عليهم طيلة حياتهم. ويرى آخرون التكنولوجيا و قنوات الاتصال الاجتماعية قد تقلل من ذلك ويُختصر التواصل في الضروريات حيث تكفي الرسائل والمكالمات . الصفات المذكورة آنفا في حاجة اليها اليوم في ظل ذلك التباعد الاجتماعي ليس بين الاهل والعشيرة فقط بل بين الجيران في الحي وبين الاسرة الواحدة؛ تباعداً بسبب او بآخر، وللاسف قد يختصر التواصل اليوم من له مصلحة مع الآخر مما نتج عنه ضعف العلاقات الاجتماعية ولم تكن كما كانت في عهد اجدادنا وآبائنا ( الزمن الجميل). ولعل اسباب ذلك كثيرة اولها عدم تواصل الاجيال وتربيتهم على الثقافة الاجتماعية وحب الآخرين وحسن التعامل دون مصلحة او ما شابه ذلك . لذا نرجو من كبارنا حفظهم الله ومن اهل التربية و الاجتماع غرس تلك الصفات الاجتماعية الجميلة المنبثقة من الدين الإسلامي الحنيف وعاداتنا السمحة التي لابد من أن تدرس في مرحلة التعليم العام بدلا من الهرطقات التي يريد أن يفرضها القليل على الاجيال اليوم من لا صوت لهم . * قاتل الله المرض اللعين ( كورونا ) الذي أبعدنا من اهلنا وأصحابنا ونسأل الله عز وجل أن يرفع الوباء والبلاء من العالم أجمع ويشفي كل مريض وان يرحم كل من اصابته ( الكورونا ) ويجعل ذلك كفارةً له واجراً.
لمسة وفاة فقدت المسالمة الحي الام درماني القديم مابين الثالث والثامن من يناير الحالي نفرا كريماً من أسرة الجد المرحوم موسى الماحي اعرق سكان هذا الحي، حيث انتقلت إلى جوار ربها صبيحة الرابع من يناير الخالة العزيزة هدى موسى الماحي، هدى المشهودة بتواصلها مع اهلها وجيرانها وطيبة قلبها، رحلت وتركت فراغا بين الاهل والجيران، رحلت ولم تترك خلفها سوى أخلاقها العالية وحسن وطيب المعشر بين الناس.. وفي ظهر الاثنين الرابع من يناير ابى الا أن يلحق بها ويكون بجوارها شقيقها الخال العزيز بابكر موسى صاحب الابتسامة، ذلك الرجل الخدوم المواصل لاهله ومتمسكا بصفاته جيله الى يومنا هذا .تجده في مقدمة الاتراح والافراح ممازحا الصغار والكبار . كما رحل عن هذه الدنيا الفانية مساء الجمعة الثامن من يناير بسلطنة عمان الاخ العزيز ابن الخال الدكتور محمد برعي موسى الماحي الرجل الخلوق صاحب المحنة العالية المتصف بصفات ذلك الزمن الجميل رحمة الله عليك اخي ونسال الله الصبر والسلوان للجميع رحلوا عنا مخلفين وراءهم السيرة السمحة العطرة الممزوجة بحب ومواصلة الآخرين، وطيب المعشر . التعازي موصولة لجميع الاهل بالسودان وخارجه، ولا نقول الا ما يرضي الله عزوجل (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) اللهم اغفر لهم وارحمهم وادخلهم جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا والزم الصبر الجميع والحمدالله رب العالمين