لا يقوى جسم الإنسان للعيش في الحياة بدون طعام أو شراب باعتبار أنهما من الأساسيات المعينة للشخص للعيش في الحياة،حيث لايفرق مع الأسر الفقيرة أن كان طعاما دسما أو صحيا فقط يكون طعاما يتم تناوله لسد رمق الجوع الذي قد يتسبب في مشكلات صحية كثيرة. لذا لجأ الكثير منهم للحصول عليه من بقايا طعام المطاعم وبراميل النفايات.
(1) لم يكن الأمر عاديا بالنسبة لكثير من الأسر الفقيرة التي تقتات وجباتها من بقايا الطعام (الكرتة) من المطاعم وذلك عندما بدأ عدد من الاشخاص بجمع كميات كبيرة من بقايا الطعام من المطاعم والكافتيريات الكبيرة وتوزيعها في أكياس مختلفة الاحجام والاسعار وبيعها في الاسواق الطرفية المعروفة لبيع (الكرتة) والتي يتم فرزها ويعتبر الفراخ والسمك الأعلى سعراً.
(2) في السابق كانت الأسر الفقيرة والمعدمة تقصد مطاعم شهيرة في الخرطوم لأخذ حصتها من (الكرتة) بمبلغ رمزي بعد أن كانوا يحصلون عليها في السابق مجانا إلا أنه مؤخرا وبعد تدني الوضع الاقتصادي في السنوات الأخيرة والضائقة المعيشية لم يكن هناك خيار آخر لتلك الأسر المتعففة التي لا تملك قوت يومها سوى الحصول على طعامهم من فتات بقايا طعام المطاعم والكافتيريات ومؤخرا تقوم بشرائه. (3) من جانبهم أكد عدد كبير من أصحاب المطاعم أنهم اضطروا لبيع (الكرتة) بعد أن كانت تعطى مجانا وذلك بعد ان ظهرت مجموعات تقوم ببيعها ولكن بأسعار بسيطة،مشيرين الى بيعهم للطعام النظيف فقط وما دونه يضعونه في براميل النفايات لتقتات منه الحيوانات. (4) وأوضحت بعض الأسر انها وأطفالها اصبحوا لا يستطيعون الحصول علي (الكرتة) المجانية بسبب احتكار بعض الاشخاص لها وبيعها بمبالغ تتراوح مابين المائة وخمسين ومائتي جنيه، مطالبين اصحاب المطاعم بجمعها في أكياس نظيفة وتوزيعها للمحتاجين منهم بمعرفتهم.