(وش المدفع) تعبير سوداني ذو أصل عسكري، يعني أن فلانا وضع في مواجهة الأمر.الدكتور أحمد بلال عثمان وضع في وجه مدفع الحملة الاعلامية التي أعقبت ضرب مصنع اليرموك فالرجل هو الناطق الرسمي باسم الحكومة وعليه أن يعرض قضاياها وينبغي أن يتحمل مسئوليته تجاه حكومته مهما كان (عرضها) ، وقد أحسن من أشار اليه أو أمره بعقد مؤتمر صحفي لعكس رأي الدولة في الحدث! الواقع والغريب أيضا،أن معظم الناس اعتبروه ظل الفيل وليس الفيل ولم يطعنوه! اغفال طبيعة العصر ووسائله الاعلامية والتواصلية ، أقل ما يوصف به أنه سذاجة تجعل صاحبها أقرب للنعامة وهي تمارس فقه التستر والاختفاء، ولذا فمثل ما كان التريث جيدا في اعلان الحدث ومثلما كان التدرج في اعلانه من الناطق الرسمي باسم الجيش الي الناطق الرسمي باسم الحكومة جيدا أيضا، كان الأجود أن يكون المؤتمر الصحفي مشتركا بين عدة جهات، لا للاجابة عما حدث فما حدث خرج للشارع ولمواقع الشبكة العنكبوتية قبل اعلانه رسميا ، ولكن لتقديم ما يقنع الرأي العام باستهداف اسرائيلي للسودان ولمرات متتالية وايجاد تخريج منطقي لهذا الاعتداء يظهرنا مظلومين واسرائيل_ كشأنها_ معتدية بمنطق الأمن المتخصص لا بالعاطفة! ماله، فليكن السبب هو (توجهنا الحضاري) وكوننا الدولة الأكثر نقاء وطهرا في المنطقة حول اسرائيل والاخيرة عدوة الخير ؟ ماله لو بسبب كوننا الدولة الاقرب لنظام دولة المدينة في العدالة والطهر وبسط الشوري، واليهود يحقدون علينا؟ ماله؟ فمن حق أية دولة أن تقول ما تريد عن نفسها في اطار الدعاية والاعلام، فالمهم ليس ما تقوله بل المهم أن تقول بمنطق وعلم وقوة لا بسرد وحكايات لا يعرف منها المقصود أتمجيد لقوة المعتدى أم شكوى وبكاء؟ ظهور جهة أخرى ذات بعد أمني يغني السيد وزير الثقافة والاعلام عن القول بان التقدم التكنولوجي حال دون دفاعنا عن أجوائنا، فهذا مبرر ضعف مردود على قائله وان كان واقعا، لأن الواجب أن نبذل جهدا ( ما استطعنا) لرد أي عدوان ولو محاولة واحدة ولو لم تصب الهدف، فليست هناك نظرية عسكرية واحدة تعفينا عن تأمين بلادنا وتبرير ذلك بمدحنا مقدرات خصمنا ، والاعتراف بالقصور، فالاعتراف بالقصور سلوك جميل في شأن الأفراد لا الدول و يجب أن يتبعه _ حال وقوعه من الأفراد_ اعتذار عن التكليف! ظهور المعنيين من (قلب الدولة) يجيب عن سؤال مهم: ما دامت اسرائيل تستهدفنا ونحن _ كما تفضل دكتور بلال _ دولة مواجهة: لماذا لم نتحسب لمقدراتها العسكرية في استراتيجيتنا؟ ولو فات ذلك علينا منذ فجر اللاءات الثلاث ، فلماذا لم ننتبه _ ولو تكتيكيا_ بعد ضربها للقافلة ولمواطن بشرق السودان؟ وهل يستطيع الدكتور اجابة الرأي العام عن ماذا سنفعل لاحقا؟ ومن سيضمن أن تضرب اسرائيل كل بنياتنا الأساسية كما فعلت بغزة وبلبنان؟ الدكتور بلال طمأن الشعب السوداني بأننا سنرد الصاع صاعين، ونسي أن (الصاعات) التي ينتظرها الشعب السوداني اصبحت ستة ضد اسرائيل وحدها هذا غير الصاعات القديمة، فليت سعادته رد لنا صاعا واحدا نتصبر به لحين اكتمال البقية. ياصديقي ، أظنك تتوقع نهاية المقال هي المطالبة باقالة الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والاعلام كما حمل عنوان المقال، أبداً فناقل الكفر _ مجرد نقل_ ليس بكافر! أنا أطالب باقالة وزير الدفاع ... الاسرائيلي!