هناك في منزله يستقبل أهل البيت الزائرين بطريقة سودانية مضيافة، قبل أن يردفوا الترحيب باعتذار سريع (البروف غير موجود).. (يا إلهي أين يمكن أن يكون هذا الرجل؟).. الإصرار على البحث عن غندور أو عن أخباره، جعل على أقل تقدير إجابة التساؤل فريضة صحفية بامتياز، في ظل كثرة الاستفهامات التي تدور في فضاء الرأي العام الباحث عن أي معلومة جديدة عن وزير الخارجية الذي اكتسب لقب (السابق) سواء كان مصدر المعلومة من الحكومة أو المقربين إليه. الثلاثاء: كيف عاد غندور من السعودية والرئيس في القمة العربية؟ في العاصمة السعودية الرياض استأذن ب.غندور من الرئيس البشير للعودة إلى الخرطوم لارتباطات مسبقة أمام مجلس الوزراء والبرلمان. الوزير أخذ الإذن وتوقف لأداء شعيرة العمرة قبل أن يعود إلى الخرطوم، ليشارك يوم الثلاثاء في جلسة مجلس الوزراء الطارئة حول موقف إنفاذ مخرجات الحوار الوطني. ويكشف مصدر مقرب من أسرة الوزير - فضل عدم ذكر اسمه - ل(السوداني) أمس، عن أن غندور في طريق عودته إلى البيت انتظرته مفاجأة غير سارة وربما حزينة نقلتها له إحدى كريماته، بأن والدتها مريضة، وطلبت من ابنتها مهاتفة غندور. غندور المعروف في أوساط أسرته ب(شفقته) طالب الابنة بالتوجه فورا بوالدتها إلى المستشفى ريثما يلحق بهما.. وبالفعل لحق غندور بأسرته في المستشفى لتستقبله زوجته هناك وتخبره بهدوء أنها بخير، وأن ابنهم البراء تعرّض لحادث سير تسبب في كسر رجله. غندور وقف لبرهة يبتلع ريقه وربما يلتقط أنفاسه، قبل أن يطمئن الرجل على حالة ابنه بعد إجراء عملية جراحية تمت على عجل وبنجاح. الأربعاء: ماذا فعل غندور عقب عودته من البرلمان إلى المكتب؟ حينما وصل وزير الخارجية إبراهيم غندور إلى مقر الوزارة، قادماً من البرلمان كان خطابه أمام النواب قد سيطر على الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية ووسائط التواصل الاجتماعي. الرجل دلف إلى مكتبه بالطابق الثامن ومن خلفه عدد من معاونيه.. هول الخطاب المفاجئ دفع سكرتاريته لمراجعة فقرات الخطاب، لمعرفة من أين تسللت مفاجأة الوزير التي لم ترسمها أناملهم على لوحة مفاتيح الكمبيوتر وهم يُعِدُّون خطاب الوزير أمام البرلمان. كوب من القهوة يسبق مستندات مهمة كان قد طلبها الوزير من مدير مكتبه في طريق العودة من البرلمان. غندور الذي درج على إنهاء عمله بمكتبه دون اصطحاب ملفات معه إلى منزله، انكب على تلك الأوراق وأجرى بعض المقابلات التي وُضِعَتْ في جدول أعماله. مصادر موثوقة بوزارة الخارجية أكدت ل(السوداني) أمس، أن غندور فور انتهاء عمله حزم كل متعلقاته الخاصة من كتب وأوراق، وغادر مكتبه إلى منزله. الخميس: أين وكيف تلقّى غندور قرار إعفائه؟ وماذا حدث؟ بحسب أحد سكان حي المنشية في حديثه ل(السوداني) أمس، فإنه شاهد بروفيسور غندور لآخر مرة مساء الخميس برفقة زوجته في أحد أماكن التسوق القريبة من الحي، مشيراً إلى أن غندور كان منشغلاً بمُكالمة هاتفية فلم ينتبه إليه أثناء مروره بالقرب منه. ورجح المصدر أن تكون مكالمة غندور التي استغرقته هي ذات المكالمة التي أبلغه فيها وزير رئاسة الجمهورية فضل عبد الله قرار الرئيس بإعفائه من المنصب، ودلل المصدر على ترجيحاته بأن المكالمة وردت بعد فترة قصيرة من وصول رئيس الجمهورية إلى البلاد قادماً من المملكة العربية السعودية. فيما يكشف أحد جيران غندور بالمنشية عن أنه خرج على حركة عربة "دفار" كانت تحمل "ثوراً" ليسمع أحد الأطباء وهو يوضح بأن (ده كان نذر) غندور يعود للأسنان، وأن الطبيب أشار للجزار "أضبح يا زول"، ويؤكد أن ليلة الخميس تحولت لوليمة تبادلوا خلالها المشاعر الطيبة مع الوزير الذي لطالما حرمته سنوات العمل العام من الالتقاء بهم كثيراً.