تعد المعلومات في عصرنا هذا مهمة قي كل مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية واساس التنمية ،المتتبع لمجال المعلومات يجد ان المعلومات أ صبحت متيسرة وسهلة ولها قنوات ومصادر باشكال وانواع مختلقة . ويمكن الحصول عليها بايسر الطرق وأقل التكاليف ولكن قبل ذلك تحتاج لضبط وتنظيم وتخزين وتليها عملية الاسترحاع وتقوم بهذه العمليات مؤسسات المعلومات المختلفة ( مراكزالمعلومات المتخصصة المكتبات بانواعها المختلفة) . ان تقدم الدول المتقدمة ناتج عن توظيف المعلومات التي انتجت من خلال البحوث التي دونت من مصادر المعلومات المختلفة وهذه المصادر اودعت في مؤسسات المعلومات لتقدم للمستفدين منها. وهذه الدول المتقدمة استطاعت ان تستفيد من مصادر المعلومات والمعلومات الموجودة فيها من خلال تطبيق هذه البحوث العلمية وإعطائها نسبة عالية من ميزانية الدولة وحتي مكتبات الاطفال تحظي باهتمام من قبل الدولة بالاضافة للمكتبات المدرسية فضلا عن المكتبات الجامعية. اما في السودان والذي بدا في النمو الاقتصادي والعمراني نجد عدم إهتمام واضح بالمعلومات من قبل الدولة والمواطن حيث نجد ان الدولة تعطى إهتمام من قبلها بجوانب ثانوية مثل الفن والرياضة التي قد تدعم بمليارات الجنيهات ونجد الجوانب المهمة مغفلة التي منها مؤسسات المعلومات . سنتناول سلسلة من التقارير حول انواع المكتبات والواقع التي تعيشه اليو اولا المكتبات المتخصصة " هي ذلك النوع الذى يهتم بالإنتاج الفكري المتخصص في مجال موضوعي معين أو الإنتاج الفكري المناسب لخدمة نشاط معين، وقد ظهر هذا النوع من المكتبات نتيجة طبيعية للإتجاه نحو التخصص الدقيق وتفرع مختلف العلوم ، وتجدر الإشارة إلي أن المكتبات المتخصصة تتفاوت فيما بينها تبعاً لاختلاف الاهتمامات الموضوعية للمستفيدين من خدماتها ، فتجد مكتبات متخصصة تابعة لمراكز البحوث ومكتبات متخصصة بالشركات والممؤسسات والوحدات الإنتاجية والمرافق والمستفيات . الخ المكتبات المتخصصة في السودان للمكتبات المتخصصة تاريخ عريق بالسودان فقد عرف السودان هذا النوع من المكتبات منذ مطلع القرن العشرين عندما تأسست كلية غردون التذكارية في عام 1902م ومحطة الأبحاث الزرعية في عام 1905م ومكتبة معمل ولكم1906 م ومعمل إٍتاك الذي نعمل الآن تحت قبته هذه في عام 1907م وتوالي المكتبات المتخصصة ، ونأمل أن تواصل مكتبات الأكاديمية الصحية مسيرتها بالمكتبة المركزية الخرطوم وفروعها بالولايات ، لتقديم خدماتها في المجال الطبيللدارسين والمعلمين والباحثيين . الصعوبات والمشكلات التى تعترض المكتبات المتخصصة بالسودان : تعاني معظم المكتبات المتخصصة بالسودان وبكل مستوياتها ومسمياتها وبخاصة الحكومة منها تعاني من صعوبات ومشكلات : المباني : فهي عادة غرف ومكاتب عادية لم تبن لتكون مكتبة فهي تعاني من الضيق والإزدحام كما انها تزود عادة بأثاثات متواضعة من مناضد وكراس كذلك التهوية والإضاءة حيث نجد مكاتب المسئولين تنعم بالمكيفات ، تجد المكتبة تعاني من ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على المواد المكتبية والأجهزة أكثر من البشر . التمويل :تعاني معظمها من قلة الاعتمادات المالية التي لا تفي بالمتطلبات الأساسية اليت يمكن أن توفر الخدمات المطلوبة للمستفيدين بصورة مقبولة – فإن كانت المعايير الدولية تنص بأن تحصل علي 10% من ميزانية المؤسسة فنجد في الواقع أن ما تحصل عليه المكتبة في حالات كثيرة لا يتعدى الواحد بالمائة وإذا يلحظ أن بعضها قد أصبح مستودعاً لكتب تقليدية لطبعات قديمة . مما حدا بالباحثيين التماس المراجع في أمكان ومكتبات أخرى القوى العاملة : تحتاج إدارة هذه المكتبات إلى خريجي أقسام المكتبات ليتولوا إداراتها أو أن يحصل العاملون بها على تدريب مهني وفني عال لتقديم خدمات تناسب مع متطلبات البحث العلمي . وما نلاحظه اليوم في كثير من المؤسسات هو تحول تلك المكتبات إلى مقر للموظفين المغضوب عليهم بالمؤسسة . المجموعات : تعاني أيضا نقصاً واضحاً في المجموعات : كتب – دوريات – تقارير بحوث – مع انعدام وسائل التقنية الحديثة المتمثلة في النشر الإلكتروني الذي وفر الكتب للمكتبات .. تكنولوجيا المعلومات : بعض المكتبات أدخلت فيها أجهزة الحاسوب ولكنها لم توظف في حفظ واسترجاع المعلومات- لان كل ذلك يحتاج إلى الاختصاصي المدر ب وإلى البرمجيات التي تعين في الحفظ والخدمات الإلكترونية .) ( من كتاب الراحل البروف قاسم عثمان نور رحمة الله عليه موسوعه المكتبات والمكتبيين في السودان بعض افادات امناء المكتبات المتخصصة وخبراء المكتبات والمعلومات يذكر الكاتب في عام 2015 م في احدى المؤسسات المهمة جدا ( وزارة الصناعة ) وبقرار من الوزير تم الاستغناء عن المكتبة التى تم انشائها في ستنيات القرن الماضي واشادت بها الاممالمتحدة ، بناء على قرار الوزير تم تحويلها الى مكان اخر حيث قال الوزير انه لا حوجه لها .. . سماح عبدالقادر امين مكتبة مركز النفط الفني من خلال افادتها اكدت على وجود ميزانية مخصصة للمكتبة ومفعلة وانه يتم تزويد المكتبة سنويا ، كما انه يتوفر نظام استرجاع معلومات الي " فهرس الي " ولكن ان طاقم المكتبة غير مكتمل… وتحدث المسؤول عن مكتبة المواصفات والمقايس بانه ليس من اهل الاختصاص ، وقال ان المكتبة بها ورقية والكترونية وبها نظام الي ولكن تحتاج الي تطوير وتزويد اضافة الي مطالبتهم بمتخصص حتى تدار المكتبة بطريقة علمية ومنهجية اما عن مكتبة وزارة التجارة الخارجية تحدث الاستاذ ايمن محمد ابراهيم حيث اكد انه لايوجد اهتمام من قبل المؤسسة بالمكتبة وان المسؤولين لايتفهمون اهمية المكتبة حيث لا نظام الكتروني ولا تزويد مستمر للمكتبة . لكن هم الان بصدد تقديم مقترح شامل للنهوض وتطوير للمكتبة بالاضافة الارشفة الالكترونية لوثائق المؤسسة ، وكرر عدم اهتمام من قبل الادارة بالمكتبة ويواصل الكاتب في اخذ افادات الزملاء وعبر الهاتف مع مسؤول مكتبة هيئة البحوث الزراعية بودمدني أنشئت هذه المكتبة أثناء الحكم البريطاني بالسودان بمعمل ويلكم (Welcome) بالخرطوم ونقلت الي رئاسة البحوث الزراعية بودمدني عام 1930م لمساندة البحوث الزراعية والتي بدأت منذ إنشاء مشروع الجزيرة. كانت هذه المكتبة تشغل جزءاً من مباني رئاسة الهيئة إلي أن تم نقلها إلي مبني حديث صمم خصيصاً للمكتبة وتبلغ مساحته تقريباً 360 متراً مربعاً. هذا وتقوم المكتبة المركزية بهيئة البحوث الزراعية مقام المركز الوطنى لنظم معلومات منظمة الأغذية والزراعة العالمية للأمم المتحدة (FAO) آجريس/ كاريس بالسودان كما وتشارك هذه المكتبة التابعة للإدارة العامة لتنمية الموارد البشرية والمعلومات في دعم توجهات إدارة البحوث الزراعية لتطوير شبكات المعلومات وإدارة المعرفة الزراعية الوطنية والإقليمية والدولية والمكتبة بها عدة اقسام داخلية ومكتبات فرعية ، منها مكتبة محطة شمبات ومكتبة بحوث الابيض وتمتاز باستخدام التقنيات الحديثة من فهرس الي و المكتبة الالكترونية الزراعية واضافت الاستاذه احلام اسماعيل موسى بان المكتبة تحظي باهتمام كبير من الادارات المتعاقبة وفي بعض الاحيان تقف الميزانية عائقا تحقيق الاهداف والخطط السنوية من تزويد وتنفيذ مشاريع وانشطة وقيام الدورات التدريبية وبرنامج الوعي المعلوماتي ويري الكاتب انها من افضل المكتبات المتخصصة ويمكن ان ترتقي الى المكتبة المتخصصة النموذجية بالسودان . لكن هل المسؤولين الزراعين بالبلاد استفادوا منها في تجارب ادارة مؤسساتهم الزراعية ام لا ، وتحتاج هذه المكتبة الى تقرير خاص ومنفرد بها عن تميزها وخدماتها واقسامها مكتبة معهد أبحاث النباتات الطبية والعطرية والطب الشعبي والتي تم انشاؤها عام 1972م تحت اسم وحدة أبحاث النباتات الطبية والعطرية بواسطة المجلس القومي للبحوث، وفي عام 1992م أصبحت معهداً لبحوث النباتات الطبية والعطرية والطب الشعبي. وتعمل المكتبة على تحقيق اهداف المعهد والتى منها جمع وتوثيق الخبرات السودانية في مجال التداوي بالإعشاب. إجراء الأبحاث الزراعية للنباتات الطبية السودانية وتطويرها وأقلمة بعض النباتات الطبية العالمية وذكرت الاستاذة مي ميرغني امينة المكتبة بانه لايوجد ميزانية مخصصة للمكتبة ولكن لديهم مشروع ضخمة يخص المكتبة يفصح عنها قريبا كماذكرت بان المكتبة محوسبة وبها قسم للمكتبة الالكترونية ومن جهة الخبراء المتخصصين الاستاذ الدكتور فضل عبدالرحيم – جامعة النيلين عضو المكتب التنفيذي سابقا للجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات تحدث عن ان وضع المكتبات المتخصصة عموما غير مرضي من حيث الميزانيات المخصصة لها اليوم والبيئة الخاصة بها ، و شدد الدكتور فضل على ان تميز المكتبات المتخصصة من مؤسسة لاخر ى ياتي من خلال امين المكتبة ذاته حيث صاحب المبادرات المستمرة يستطيع ان يقفز بها للامام ويفعل دورها تجاه المؤسسة . ولكن كل ذلك يحتاج الى وعي من المسؤولين من المؤسسة الام ذاتها . الأمين العام المكتبه الوطنيه سالنا الاستاذ الدكتور عبدالباقي يونس استاذ المكتبات والمعلومات بالجامعات السودانية وامين المكتبة الوطنية عن دور ها تجاه المكتبات المتخصصة حيث قال أنه لايوجد دور مباشر سابق تجاه المكتبات المتخصصة، ولكن في يوليو الماضي تم تقديم خطة شاملة للسيد وزير الثقافه لدور المكتبه الوطنيه تجاه مؤسسات المعلومات باكملها بما فيها المكتبه المتخصصة وتفعيل دورها . الدكتور محمد مصطفي محمد علي الاستاذ بجامعة الامام المهدى قال انه لابد من وجود مكتبة بجميع المؤسسات الدولة حتى يستفيد منها كافة موظفي المؤسسة لا سيما من يعمل في الدراسات العليا ماجستير . او دكتوراه ولكن في السودان ليس هنالك اهتمام من قبل الدولة بانشاء المكتبات المتخصصة بل الموظفين ذاتهم لايعلمون انه لابد من وجود مكتبات متخصصة بمؤسستهم تدعمهم وتساندهم في العملية الادارية والتاهيل المستمر وافاد الدكتور يوسف على الشيخ على اهمية وجود مكتبة بكل مؤسسات الدولة حتي يتم العمل واتخاذ القرار بطريقة منهجية وعلمية… وتعجب جدا من عدم تعين امناء مكتبات متخصصين في بعض المؤسسات وقال قد يتم نقل موظف من ادارته اوقسمه للمكتبة معاقبتا له باعتبارها غير ذات اهميه .وهذا دليل على تجاهل المكتبة والفائدة التى تقدمها يمكن القول بان المكتبات المتخصصة في السودان مثلها ومثل مؤسسات المكتبات والمعلومات الاخرى عموما حيث ضعف الامكانيات والميزانيات المخصصة لها وقلة الاهتمام من المجمتع عموما أجهزة دولة وافراد حيث الاخير نحتاج من الزملاء المهنين بدعم من الدولة ارساء ثقافة التردد على المكتبات والاطلاع من خلال عقد الورش والندواتالعامة لافراد المجمتع بمختلف مستوياتهم ،حيث كيفية الاستفادة من مصادرها الكترونية او ورقية قضية المكتبات المتخصصة من اهم القضايا في هذا العصر لاسيما اهمية المعلومات التي تساهم في عملية اتخاذ القرار عبر المؤسسات العامة والخاصة ومن خلال مساهمة خدمات المعلومات التي تقدمها تدعم اهداف المؤسسات الام وبالتالي تكون بوابة النهضة بالبلاد لذلك نحن اليوم ماحوجنا الي مكتبات متخصصة بجميع مؤسسات الدولة حتي تتمكن ادارة المؤسسات بادارة المؤسسة بالطريقة المنهجية العلمية ومواكبة الحديث بالعالم عبرمصادر المعلومات ورقية كانت او الكترونية بجميع انواعها ومن ثم اتخاذ القرارات السليمة ، نرسل عبر هذا التقرير المتواضع رساله عاجلة لاجهزة الدولة بان تسعي في مراجعة انشاء المكتبات المتخصصة بل تعمل على تحديثها وادخال التقنيات الحديثة في خدمات المعلومات بها ورسالة اخرى للاخوة زملاء المهنة المتخصصين بان يقدموا دعمهم وارائهم العلمية والعملية في تطوير المكتبات المتخصصة للمساهمة في نهضة الوطن وبنائه