بكثافة تبدو ملحوظة في شوارع الخرطوم وكافيهات الاحياء الراقية وغير الراقية ، وفي المناسبات والافراح، عادت من جديد الكثير من الممارسات الانثوية الى الظهور بعدما اختفت لفترات طويلة.. ابرز تلك الممارسات عادة(المشاط فضلا عن الزمام، الحجل، المشاط). ما اعاد الى الاذهان صور سيدات السودان منذ فجر تكوين البلاد.. ماهو المشاط؟ وبحسبما اوردته الموسوعة المعرفية على الشبكة العنكبوتية فإن المشاط هو فن عرفته المرأة السودانية عقب دخول المسيحية إلى مملكة (دنقلا) العجوز، وانتشر في جميع أنحاء السودان بأشكال متباينة منها ما يعكس وجه القبيلة أو يميزها أو يوصف بها. وبدأ ظهور المشاط في شمال السودان ووقتها كان يقسم الشعر إلى أربعة أجزاء في شكل صليب، فيما يعرف ب(مشطة الفقيرية) الشهيرة. ونقلت الموسوعة تعدد انواع المشاط واشكاله، ويرى كثيرون أن المشاط يعكس جمال الفتاة السودانية ويميز شخصيتها، وللمشاط مسميات في السابق مثلا (الكوفات، السودان قفل، والمساير)، كان المشاط جزءاً أساسياً من مظهر النساء والبنات والعروس يوم يسمى (قعدة المشاط) تتم في أجواء تحتوي على مراسم يدعو النساء وذبح الذبائح وعمل القهوة وتتغنى الفتيات بأغنيات السيرة .. وطبقا للموسوعة فإن للمشاط اسماء عديدة منها الصفقة، المشاط الحبشي، الإفريقي، بوب، الذي يتم تزيينه بحبات الودع والسكسك. بينما ترى كوكب محمد الخضر في حديثها ل(كوكتيل)ان المشاط اصل العادات والتقاليد السودانية المتوارثة وكان المشاط يسمى بالمساير ، السودان قفل، واضافت: والجدلة ايضا تعتبر كمشاط وماتزال تستخدم عند الجرتق ) اذاً هي ثقافة لا تندثر. سر العودة لا يبدو أن العودة الكثيفة للمشاط ترتبط ببحث الفتيات السودانيات عن التمييز، ويرى كثيرون ان المراة اوالفتاة السودانية مميزة خصوصا بعد دورها المشهود مؤخرا في تفجير ثورة ديسمبر المجيدة، الامر الذي جعل العالم ينظر للشعب السوداني باندهاش خصوصا وان رد فعله على ظلم السنوات الطوال جاء سلميا.. ويرى البعض أن هذه الدهشة وذاك التميز الذي استشعره العالم جعل الفتاة السودانية تشعر بالاعتزاز تجاه وطنيتها وثقافتها وتراثها، ما اسهم في اعادة انتاج العديد من الممارسات التي اندثرت وترتبط بالتراث ، خصوصا وان ذاك التراث يعكس جمال السودانيات ويبرز انتماءهن لام الحضارات الافريقية في تاسيتي القديمة والمقرة وكوش. صوت السيدات ربة منزل الحاجة محاسن تذهب في حديثها ل(كوكتيل) الى ان المشاط كانت تتجمل به المرأة السودانية وتحديدا شعرها وتتحلى به العروسات ولكن مع التقدم والابتكارات الموازية للموضة، واضافت: في السنين الحالية أضحت النساء يلجأن للصالونات للتصفيف بمختلف التسريحات الحديثة.. منوهة الى انها تلحظ رجوع المشاط حاليا، وتابعت: هذا الامر جيد لأنه يعني عودة بناتنا لعاداتهن الاصيلة التي لامست عادات امهاتهن وجدودهن. الرجوع للطبيعة فاطمة صابر ترى في حديثها ل(كوكتيل) بانها تحب المشاط (تتسرحه) لانه ذو قيمة حضارية وايضا يعكس جمال المراة..واضافت : التطلع الفكري والتميز لعب دورا في عودة فتياتنا الي تراثهن، كما لعبت الثورة دورا في استرجاع الحريات المكبوتة، بالتالي سعت معظم الفتيات لابراز جمالهن بهذا التصفيف المميز. فيما ترى كوكب محمد الخضر ان بعض الدول برعت في تحديث تسريحات المشاط وتنوع ابتكاراتها واضافت: المشاط يعتبر موضة مستحدثة. تزايد الطلب صاحب احدى محلات الكوافير كشف في حديثه ل(كوكتيل) عن تزايد الطلب والرغبة في المشاط في الآونة الاخيرة، واضاف: بحكم تردد الفتيات على المحل سال عن سر كثرة الطلب على المشاط فأجابن بأنهن كسودانيات لا يتأثرن بابتكار التسريحات ولن يتخلن عن عاداتهن وتقاليدهن التي كانت تتبعها امهاتهن وجداتهن وبها يبدين اكثر جماليا وميولا للطبيعة. منوها الى انهن في حوار مشترك أكدن انهن صحيح يذهبن الى الكوافير الا انهن عندما يسرحن (المشاط) يحدث لهن تغير ويتنفسن رائحة (الكنداكات)، واكدن بان الثورة لعبت دورا في استرجاعهن لوعيهن بقيمة تراثهن والحكمة الذاتية في انهن ينتمين لدولة افريقية.