فاجأت الكورونا العالم بقسوتها واسست لحزن دفين مقيم بين جوانح البشرية على أعزاء فقدهم الكثيرون..السودان لم يكن استثناءً من المفاجأة رغما عن تعامل الشارع مع المرض باستهتار مخيف في بداياته.. وحينما تأكد الكثيرون من تفشي الفايروس، عمل الكثيرون على انتاج وصفاتهم الخاصة لمكافحة المرض فضلا عن التغلب على تكاليف البروتوكول الطبي الباهظة.. (كوكتيل) بحثت في ابرز الوصفات البلدية التي ابتكرها السودانيون في التعامل مع المرض بغض النظر عن نجاحها من عدمه.. السودان والآخرون اعشاب ووصفات تقليدية تصدى بها المواطنون لفايروس كورونا، في ظل تفشيه منذ شهر ديسمبر 2019م وإلى الآن.. الدول اتخذت كلها أساليبها الخاصة للتصدي للفيروس أو للوقاية منه، إن الدول المتقدمة اتخذت العلم كعامل حاسم في استراتيجيتها الدفاعية تصديا للجائحة، وذلك من خلال إجراء ابحاث علمية شأنها التعرف على طبيعية الفيروس وكيفية الوقاية منه والقضاء عليه.. في المقابل كان السودانيون يكابرون على وجود المرض نفسه قبل أن يقرأوا الواقع، لينتجوا سيناريوهات شعبية في التصدي للمرض خصوصا في ظل نظام صحي وصف بالمتهالك وقت دخول الجائحة.. العطارون يتحدثون وابتكر البعض في الشارع السوداني استخدام الاعشاب والوصفات التقليدية كعامل اساسي في خط الدفاع الخاص به لمحاربة الفيروس وذلك امر طبيعي بحسب البعض نظرا لقلة الإمكانيات العلمية في السودان مقارنة بدول اخرى وكذلك ضعف مقومات القطاع الصحي وشح الاحتياجات والمعدادت الطبية.. السودانيون لجأوا لتفعيل ما يسمى بالتداوي بالأعشاب والوصفات التقليدية في السودان حيث اصبح بمثابة خطة بديلة عن التداوي بالعقاقير الطبية. واوضح عطارون في حديثهم ل (كوكتيل) أن نسبة بيع الأعشاب ارتفعت بشكل ملحوظ بعد انتشار فيروس كورونا، واضافوا أن الأعشاب هي مواد طبيعية لها فوائد ملحوظة ونادرا ما يكون لها آثار جانبية على مستخدميها. أبرز الوصفات لا يخلو بيت سوداني في الغالب بحسب الكثيرين من (القرض) ولكن بعد تفشي فيروس كورونا اصبح من الثوابت في اي بيت سوداني ومن الأمور المسلم بها.. و (القرض) ثمرة من شجرة السنط التي تنمو في مناطق شبه صحراوية في اواسط السودان وجنوب غربه، وتعتبر من المواد التي تكافح التهابات الجهاز التنفسي، ويتم استخدامها بطرق مختلفة كمصها بالفم أو نقعها في الماء والشرب منه، واستخدامها كمعقم لليدين والجسم عموما أو استخدامها كبخور يستنشق عدة مرات في اليوم.. ورغما عن الفوائد الجمة للقرض التي لم يتم حسمها علميا، الا أن الرواية الشعبية ايضا تتحدث عن عدم الإكثار منه على مستوى الشرب لأنه سام.. كذلك يجد (الصمغ العربي) الذي تنتجه شجرة الهشاب السودانية رواجا كبيرا ضمن مقويات المناعة، ويرى البعض أن الصمغ العربي و(صمغ البان) يمثلان وقاية وعلاجا في الوقت ذاته ويعملان على طرد السموم من الجسم وتطهير الحلق والصدر وطرد البلغم. شجرة النيل واوضح احد العطارين أن الصمغ العربي صرحت باستخدامه منظمة الصحة العالمية وأما (الكركدي) فهو ثمرة ذات مذاق حامض تزرع في مناطق متفرقة في السودان يستخدمها البعض عند إصابتهم بالتهاب في الحلق عن طريق احتسائها ساخنة مع خلط الجنزبيل معها واعتبرها البعض شرابا واقيا من فيروس كورونا. (اوراق شجرة النيم).. شجرة النيم توجد في السودان بكثرة حيث تتميز اوراقها بفوائد عديدة منها الحد من نشاط الطفيليات المسببة للالتهابات التنفسية وهناك دراسات علمية اثبتت أن اوراق النيم تعمل كمضاد فطري أو بكتيري وتقلل من نشاط الفيروس. (الثوم) له خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا ويعالج نزلات البرد والسعال والالتهابات. ويساعد استخدام الثوم بشكل منتظم في الوقاية من الانفلونزا ويقلل من شدة اعراض المرض ويساعد على التعافي، لذلك يعتبره البعض عنصرا فعالا في مكافحة فيروس كورونا. وغير ذلك من المواد التقليدية على سبيل المثال وليس الحصر (الحبة السوداء وحبة البركة ونبات السعدة) وغير ذلك من المواد التقليدية التي استخدمها المواطن السوداني للتقليل من خطر الاصابة بفيروس كورونا. فعالية في مكافحة كورونا يعتبر البعض أن عدم انتشار فيروس كورونا بنسب عالية داخل السودان مقارنة بنسب انتشاره عالميا يرجع إلى استخدام الاعشاب والمواد التقليدية التي من شأنها التقليل من نشاط الفيروس داخل جسم الانسان.