وقائع الحادث وتفاصيلهُ وفق حديث محامي الدفاع الأول معاوية خضر في حديثه ل(السوداني) أمس، إنهُ في الثالث من مايو 2017م أبلغ مواطن يدعى النور أنّ نورا حسين طعنت زوجها عبده إبراهيم البالغ من العمر 30 عاماً وقتلتهُ بشقتهم في المهندسين، وإنّ المرحوم كان ملقياً على ظهره ملطخاً بالدماء، وأشار معاوية إلى أن نورا أخبرتهُ أنّهُ تم تزويجها رغماً عنها وبرغبة والداها، وأنها في اليوم الأول من زواجهما تمنعت عنهُ، مخبرةً إيّاه أنّ لديها "العادة الشهرية"، وعليه أن لا يقربها، ولكنهُ في اليوم الثاني استعان بأهله الذين حضروا للشقة وقاموا بضربها حتى تُمكن زوجها من نفسها، ثُمّ أمسكها خمسة رجال ليقوم زوجها باغتصابها، وفي الليل حاول أن يُكرِّر ذات الأمر فقتلته، لافتاً إلى أنّها توجّهت بعدها لوالدها حاملةً معها السكين وأخبرتهُ أنّها قتلت زوجها ليقوم والدها بإبلاغ الشرطة، ويرى معاوية أنّ نورا قتلت زوجها دفاعاً عن نفسها وسلامتها، وأنّ الخوف والهلع والإكراه على الزواج والمُعاشرة سبّب لها إصابة نفسية أثّرت على تصرفاتها وسلوكها، إلا أن المحكمة وجّهت لها تهمة القتل العمد المادة (130) وتوقيع عقوبة الإعدام عليها، موضحاً أنهُ طلب من المحكمة إحالتها للجنة طبية لمعرفة مدى أثر الاغتصاب عليها، لكن القاضي رفض الطلب لجهة أنّها زوجة القتيل ولا يمكن للزوج أن يغتصب زوجته، موافقاً في ذات الوقت على إحالتها للجنة طب نفسي لكن لم تُتح فُرصة كافية لكتابة تقرير من اللجنة، كما لم تتح بحسب معاوية فرصة كافية للدفاع، وحول وجود أورنيك (8) لتأكيد حالة الضرب والاعتداء عليها، يُوضِّح معاوية أنّهُ لم يتم فحصها أو عرضها على لجنة طبية وأن القاضي رفض طلبهُ بذلك. أما عُمر نورا يقول معاوية: إن عمرها أقل من 18 عاماً، وإنهُ لا توجد شهادة ميلاد مرفقة، بل رقم وطني تم استخراجهُ بعد الزواج، مشيرًا إلى أن والدها رفض الحضور للمحكمة، وأنهُ إذا تم استدعاؤهُ كشاهد سيشهد ضدها، ويقول إنهُ لم يزوجها رغماً عنها، وإنّها خرجت طائعةً مُختارةً. إمكانية التخفيف وفيما يستند بعض القانونيين إلى وجود العامل النفسي والاستفزاز كدافع للقتل، يشير المحامي معز حضرة في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أنّ العامل النفسي مُهمٌ جداً في القضايا الجنائية، وأن القانون الجنائي يمكن أن يسقط عقوبة الإعدام إذا توفّرت عوامل ووقائع نفسية كثيرة، لافتًا إلى أن الاستفزاز بكل أنواعه والقهر يمكن أن يُشكِّل خط دفاع قوي جدًا لإسقاط عقوبة الإعدام، وأضاف: لدينا إرث قضائيٌّ سودانيٌّ تليدٌ في مثل هذه القضايا. في ذات السياق، اعتبرت الاختصاصي في علم النفس د. صديقة مبارك في حديثها ل(السوداني) إلى أن السن الصغيرة بحد ذاتها تُعتبر إشكالية في المعاشرة الزوجية، أما من ناحية الجانب النفسي، وتُشير صديقة إلى أنّ تعرُّض أيّ إنسان لعملية عُنف في أيّ موقف سيجعلهُ في حالة صدمة ولا يُمكن تحديد رد الفعل، وحول نورا تقول صديقة: نورا تعرضت لعنف جنسي ومعاملة غير كريمة من قبل زوجها حتى في المطالبة بحقه مِمّا وضعها تحت عنف نفسي وجسدي، لافتةً إلى أنّ العُنف النفسي يستمر لوقت ويمكن أن تعيش تحت الصدمة لوقتٍ أطول وقد يتطوّر لما يُسمى في علم النفس "المنخوليا" الجُنون المُؤقّت عند التعرض للعنف يفقد الشخص القدرة على التحكم. وعلى الرغم من عدم أخذ القانون بما يُسمى بالاغتصاب الزوجي، تعتبر صديقة أنّ أساس الزواج الشراكة والتراضي، وأن أخذ الحق بعنف هو اغتصابٌ، وأضافت: العامل النفسي إذا تم أخذه وإثباتهُ بصورةٍ واضحةٍ وتم تقديره فهو يُغيِّر في الحكم الصادر بحق نورا. ردود الفعل ردود فعل واسعة حُظيت بها قضية نورا المتهمة بقتل زوجها، عدد من الناشطين والمنظمات الحقوقية التي طالبت بإلغاء حكم الإعدام، والوقوف ضد زواج القُصر، حملة التضامن الواسعة التي حُظيت بها نورا توسعت دائرتها خارجياً، فمنظمة العفو الدولية اعتبرت أن الحكم بإعدام امرأة "قتلت زوجها المغتصب دفاعاً عن نفسها"، دليل على "فشل السلطات في معالجة قضايا زواج الأطفال، والزواج القسري، واغتصاب الأزواج". مطالبةً السلطات بإلغاء الحكم الذي وصفتهُ بالظالم والتأكد من حصول نورا على الحق بمحاكمة جديدة وعادلة، آخذةً بعين الاعتبار ظروفها المخففة للعقوبة. بالمُقابل، اعتبرت د. أمل الكردفاني في مقال لها أنّ القضية بها ملابسات وغموض بدءًا من عملية القتل الذي اعتبرت أنهُ تم بطريقةٍ غادرة وأنها عندما تم العقد عليها كانت في السابعة عشر من عمرها وتمت الدخلة بعد ثلاث سنوات، وأن الزوج كان ينفق على نورا وأسرتها طوال هذه المدة، وعندما بلغت الثامنة عشر لم تعترض على الزواج، وأنّ اعتراضها تم قبل أيام من الحفل، تُعتبر أمل أنّ إعلانات "الفمنيست" تستخدم كلمة الطفلة نورا، لافتةً إلى أنّ هذا قلب للحقائق وأنها عندما قتلته كانت في التاسعة عشر وأن العبرة في القانون بالسن وقت اقتراف الجريمة، وأن الانسياق العاطفي وراء دعاوى "الفمنيست" لا يخدم العدالة أبداً، بل يموهها ويجعلها تنحرف إلى إدانة المجني عليه بدلاً من الجاني، داعيةً إلى أن تُخضع محاكمة نورا لمعايير القانون. قضايا مماثلة جرائم عديدة وقعت مُؤخّراً كان الضحايا فيها الأزواج على الرغم من تعدد الأسباب واختلافها، ففي العام 2013 م لقي زوج مصرعهُ على يد زوجته بسكين بعد أن وجد الرجل زوجته برفقة رجل آخر فقام بقتله، ويدخل في عراك مع زوجته انتهى بقتله، أما في العام 2016م، كما أقدمت سابقاً زوجة على قتل زوجها احتجاجاً على تزويجها لهُ لجهة أنهُ رجل مسن، وعقب إتمام مراسم الزواج أخرجت الزوجة سكيناً وقتلته بها. جريمةٌ أخرى وفق تقاير وقعت بولاية البحر الأحمر، حيثُ أقدمت الزوجة على قتل زوجها رجل الأعمال (ح. ب) وذلك عن طريق وضع مادة سامة لهُ على القهوة وذلك عقب علمها أنهُ ينوي الزواج عليها من أخرى. وسيدةٌ أخرى قتلت زوجها المُتزوِّج عليها، وألقت بجثته في المرحاض وكان تبريرها أنّهُ يميل لزوجته الثانية أكثر منها. ///// والدة نورا زينب أحمد صيام ل (السوداني): من أين أنتم؟ نحن كنا مُقيمين في الباقير وبعد الحادث انتقلنا لولاية الجزيرة. لماذا لم تحضروا جلسة محاكمة ابنتك نورا؟ لم يسمحوا لنا بالذهاب للمحكمة. من منعكم؟ أطراف من الأسرتين "أسرة المرحوم وأسرتنا" قالوا لنا إنهم سيتابعون القضية. لماذا لم يسمحوا لكم بالذهاب؟ قالوا إنه يُمكن أن تقع مظاهرات وضرب لو دخلنا وحضرنا الجلسات، لي قرابة العام لم أرَ نورا ولم نحضر أيِّ جلسة محاكمة، بنسمع الأخبار بالتلفون. متى تم عقد الزواج عليها؟ في العام 2015م. كم كان عمرها؟ 14 عاماً. لماذا أرغمتموها على الزواج؟ المرحوم وهو ابن عمها تقدم ليها كان عايزها ود عمتها، لكن كان برة "وما ظاهر لينا"، ولما المرحوم تقدم ليها وافقنا ليه وكان بصرف عليها وعلى مصاريف دراستها، وعندما أتى موعد الزواج أكملنا بقية مُستلزماتها وأقمنا المُناسبة. متى كان ذلك؟ في مايو من العام 2017م ما الذي حدث بعدها؟ بعد المُناسبة ذهبوا للشقة وأكملوا أسبوعاً وكانوا مبسوطين وبتصلوا علينا بالتلفون، بعدها أولاد عم المرحوم وهم أربعة قيّدوا ابنتي وربطوها "وبشتنوها"، وفي اليوم الثامن ليهم "زهجت وانتحرت في راجلها، البقدركم عليه ربنا اعملوه، "ربنا لو ما جاب ليها الكعب "الموت" بتجي مارقة. لماذا ضربوها؟ "ما عارفين الحاجة الخلتهم يربطوها" ويضربوها، وهم إذا كانوا ما عايزنها كان يجيبوها لينا راجعة، ما قالت راضية أو ما راضية ممكن تكون ما راضية من قلبها "بس ما عارفين". ألم ترفضهُ منذ البداية؟ نعم، قالت "ما دايرة" لكن في النهاية والدها أقنعها وأخبرها أنهُ هو ود عمها وما "كعب" وإلا ما كان وافق عليه. نورا بحسب حديثها شردت من المنزل، متى كان ذلك؟ عندما شردت كان ذلك قبل العقد والزواج ذهبت لعمتها "وجاتنا راجعة". لماذا شردت؟ كانت زعلانة من البيت، هي ما قالت ليك زعلانة من شنو؟ هل كانت تدرس؟ نعم كانت بتقرأ وامتحنت للشهادة "داخلة الجامعة" كم كانت نسبتها؟ الحادث وقع وما عرفنا "جابت كم".