ربنا يلطف بكم وبنا وبكل عباده ذكرت قبل ذلك أنني سبق وزرت أسرتي الصغيرة في أستراليا وحين طلبوا مني البقاء بها "ركبت رأسي" وعدت للسودان على أمل الاستقرار خاصة وأنني بحمد الله أملك بيتاً ولدي عربة خاصة وكنت وقتها أعمل بالصحافة لكن الظروف الطاردة سياسياً واقتصادياً وأمنياً ومهنياً أجبرتني على العودة لاستراليا، كان ذلك قبل ظهور جائحة كورونا اللعينة. هكذا استقر رأيي على البقاء في أستراليا وخضعت لكل الإجراءات المطلوبة بما في ذلك مقابلة مسؤول من مصلحة الهجرة لتوضيح أسباب قراري بالبقاء في أستراليا. لن أحكي لكم تفاصيل هذه الإجراءات التي من بينها البقاء في أستراليا لفترة أربع سنوات متصلة، وعندما اضطررت للسفر للسودان لظروف أسرية أوضحت أسبابها لهم، أعطوني فرصة محددة للسفر للسودان والعودة قبل انتهاء هذه الفترة. قبل ذلك حصلت على حق الإقامة الدائمة التي وفرت لي خدمات ورعاية اجتماعية وصحية وتسهيلات في التنقل بالمواصلات العامة والقطارات التي تمنح لكبار السن. ليس هذا فحسب بل وجدت في أستراليا مساحة رحيبة للكتابة بحرية دون تدخل من عل أو رقابة أمنية أو ملاحقات أو اعتقالات ولا حبس ظالم في قضايا نشر. أكتب هذا لأوضح للقراء الأعزاء ولعائلتي الممتدة بحمد الله وتوفيقه في السودان المشاعر المتضاربة التي أحسست بها وأنا أغادر السودان في طريق عودتي لأستراليا. لا أنكر أنني استمتعت بإجازة طيبة وسط اولادي وبناتي وأحفادي وحفيداتي في السودان، خاصة يوم الجمعة من كل أسبوع باللمة العائلية في البيت الكبير التي آمل ألا تنقطع في غيابي مهما كانت الظروف. ربنا يلطف بهم وبكم وبنا وبكل عباده ويرفع الوباء عنهم وعنكم وعن كل عباده كي تعود اللقاءات والمناشط الاجتماعية والثقافية والفنية حتى تنتظم بعد أن عادت نسبياً خلال شهر رمضان المبارك، حتى لا تتفاقم التوترات النفسية والعصبية التي قد تسببها الإجراءات الصحية المشددة والتباعد الجسماني التي زادت حالات الجفاف العاطفي وسط الأسر وأضعفت العلاقات الاجتماعية في المجتمع.