في التاسع والعشرين من أبريل الماضي أطلقت الصين أول المكوّنات الثلاثة لمحطتها الفضائية سي اس اس بواسطة صاروخ "المسيرة الطويلة 5 بي" (لونغ مارش 5 بي) وذكرت وسائل الإعلام العالمية سقوط جسم الصاروخ بشمال البلاد الولاية الشمالية (السوداني) استنطقت جهات الاختصاص وخرجت بالحصيلة التالية. استعداد ولائي!! وزير الصحة بالولاية الشمالية د. أبوذر محمد علي، أكد ل( السوداني ) إن ولايته في حالة استعداد قُصوى لمُجابهة الكوارث في حال وقوع الصاروخ الصيني على أراضيها منذ تلقيها الخبر من وزارة الصحة الاتحادية. وكشف محمد علي، عن تلقيهم معلومات من وكالة ناسا الفضائية بسقوط الصاروخ بشمال السودان عند الحادية عشرة والنصف من صباح أمس السبت، منوها إلى أن غرفة طوارئ الولاية ومحلياتها ومنظمات الدفاع المدني والمستشفيات والأجهزة الشرطية والأمنية أعلنت كامل جاهزيتها لدرء الآثار المتوقعة عند السقوط. توضيح فضائي!! وأوضح مُدير شركة معراج لتقنيات الفضاء المهندس مستشار بدر الدين علي ل(السوداني) أن الصواريخ الفضائية تعتبر هي الآلية المستخدمة لاطلاق ووضع الاقمار الاصطناعية و الأجسام الفضائية في مدارها، وأكد علي بأنها الأداة التي تحمل القمر او الجسم الفضائي و توصله الى مداره و من ثم تنفصل عنه و تصبح بقايا الصاروخ لتقع عائدة الى الارض، منوها إلى هذه عمليات إطلاق الصواريخ تتم بشكل متكرر كلما أرادت جهة او دولة إطلاق قمر اصطناعي او أجزاء لمركبة فضائية، وأشار الى أن بقايا الصاروخ تتم ترتيبات سقوطها إلى الأرض خلال عمليات تصميم الإطلاق و يحدد مكان الاطلاق بحيث تسقط هذه البقايا في مناطق محددة غير مأهولة بالسكان و عادة ما تكون في المحيطات. وأكد بدر الدين المتوقع سقوطه هو بقايا الصاروخ الصيني الحالي ويمثل جزءا من عملية إطلاق تحمل جزءا أوليا من المحطة الفضائية الصينية حديثة التصميم و قد تَم اطلاقة في نهاية أبريل الماضي و نجح في مهمته بوضع اجزاء المحطة في مدارها ومن ثم انفصلت البقايا ساقطة للارض مما أدى لحدوث الخلل الذي لم يحدد سببه بعد، و لم تعد البقايا لتسقط في مكان غير مأهول كما كان محدداً، و أصبحت البقايا تدور في مدار حول الارض بسرعة تتجاوز 25 الف كلم في الساعة اي بسرعة حوالى 7 كلم في الثانية على ارتفاع 181 كلم من الأرض يتناقص تدريجيا و يكمل دورة كاملة حول الارض في حوالي 89 دقيقة، لافتاً إلى أن ما تسببه هذه البقايا من قلق للأوساط العلمية يعود الى أن حجم المخلفات يصل إلى 22 طن و هذا حجم كبير إذا ما تم مقارنته بمخلفات إطلاق قمر اصطناعي و لكن هذا يعود إلى أن الصاروخ كبير الحجم لانه يحمل أجزاء لمحطة فضائية. واضاف: الغلاف الجوي يشكل للأرض حماية ربانية وللكرة الأرضية فمعظم هذه المخلفات الفضائية تبدأ في الاحتراق و التشظي عند دخولها الغلاف الجوي للأرض مما يُقلّل من حجم ووزن البقايا و تشظيها إلى أجزاء أصغر و هذا يقلل من التأثيرات عند ارتطامها بالأرض، واستبعد سقوطه بشمال البلاد. وجزم بدر الدين بأنه لا يمكن توقع مكان سقوط هذه البقايا بشكل دقيق إلا عند اقترابها بشكل كبير ودخولها الى حيز الغلاف الجوي على بعد 20 كلم واحتراقه و عندها لن تكون هناك سوى ساعات للسقوط لذا فإن أي تحديد مُسبق عن ذلك يكون مبنيا على افتراضات ليس بالضرورة مطبقة على أرض الواقع، كاشفا عن أن السقوط يرتبط بعدد من العوامل المتغيرة كسرعة الصاروخ، وكثافة الهواء بالمنطقة، زواية ميلان الصاروخ، وأضاف أن احتمالية السقوط على منطقة مأهولة نسبة ضعيفة جداً نظراً لأن نسبة المحيطات و البحار تشكل ما يقارب 72٪ من الكرة الأرضية بينما الارض اليابسة بما فيها من صحارى و غابات و مراعٍ تشكل نسبة 28٪ فقط. وأكد بدر الدين تكرار مثل هذا الأحداث تاريخياً و كان آخرها قبل اعوم مضت حيث سقطت بقايا صاوخ إطلاق قمر صناعي على سواحل إحدى دول غرب أفريقيا دون خسائر تذكر، وقال إن تعريف الصارخ الصيني يسمى Long March-5b كان قد اطلق في 29 أبريل الماضي ودار جدل كثيف في مواقع سقوط بقاياه. حديث خبراء !! ويقول خبراء فضاء صينيون لصحيفة جلوبال تايمز بشأن إعادة بقايا الصاروخ "لونغ مارش 5ب"، الذي حمل الوحدة التقنية الأساسية للمحطة الفضائية الصينية إلى المدار، إلى الغلاف الجوي، قالوا إن هيكل الصاروخ الأشبه ب"جلد رقيق وحشو كثير"، وبعد استهلاك الوقود بداخل الصاروخ أثناء عملية الإطلاق، فإن القطع المتبقية من جسم الصاروخ لا تكون كبيرة، إضافة إلى ذلك، ونظرا إلى أن جسم الصاروخ مصنوع أساسا من سبائك الألومنيوم، فسيحترق معظمه بسهولة في الغلاف الجوي لذلك، وبالمقارنة مع المحطات الفضائية أو الأقمار الصناعية الكبيرة، فإنه من غير المرجح أن تتسبب بقايا الصواريخ في إلحاق ضرر بالأرض في الوقت نفسه، فإن مسار طيران الصاروخ ليس "خارج عن السيطرة" كما ذكرت بعض وسائل الإعلام. فقد تم حسابه بدقة، ويتم تقصير وقت رحلته في المدار عن عمد من خلال تخميله. فبعض وسائل الإعلام الغربية قامت مؤخرا "بشكل جماعي" بتضخيم مزاعم عن "تهديد الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة". حيث ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في ال4 من مايو الجاري أنه بعد الانفصال عن الوحدة الأساسية للمحطة الفضائية، أصبحت حطام الصاروخ الصيني تدور حول الأرض بسرعة حوالى 27 ألف كيلومتر في الساعة ومن منظور موقف الطيران، فإن حطام الصاروخ قد خرجت عن السيطرة، مما قد يشكل تهديدا للأرض". بهذا الصدد، رد سونغ تشونغ بينغ، خبير الفضاء الصيني، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الأربعاء قائلا إنه بشكل عام، يعد هذا تضخيما آخر لما يسمى ب" تهديد الفضاء الصيني" الذي تتبناه بعض القوى الغربية، وهي حيلة قديمة وتقليدية تستخدمها القوى المعادية للصين في كل مرة يرون فيها اختراقات تكنولوجية في الصين، لأن ذلك يزيد من توترهم."