الطرفة تقول : شكت امرأة لنجار من أن دولابها يفتح كلما مر بص الحلة الجديدة! استنكر النجار الشكوى وقال باستحالة الأمر، ثم حضر للمنزل ووقف أمام الدولاب الذي _ فعلا _ فتح عند مرور بص الحلة الجديدة ! النجار لم يقتنع بكون السبب مرور بص الحلة الجديدة، فدخل بباطن الدولاب منتظرا بص الحلة الجديدة ليرى السبب الفني المرتبط بمروره ! في هذا الأثناء جاء صاحب المنزل ، إذ تصادف أن نسي غرضا له بالدولاب ، ففتح الدولاب فوجد الرجل، صاح صاحب المنزل ثائرا:الجابك هنا شنو؟ خرج النجار من الدولاب باسما ومنهارا وقال لصاحب المنزل: لو قلت ليك منتظر بص الحلة الجديدة حا تصدقني يعني؟ لعلك _ عزيزي القارئ_ في انتظار صلة بص الحلة الجديدة بوزارتي الدفاع والخارجية ، اذاً طوّل بالك! ما قاله الأخ علي كرتي عن التنسيق بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية اشارة الى أي مدى بلغ السيل الزبى والى عدم وجود روح الفريق في عزف السمفونية الوطنية بين المعنيين، وهذا ما اشرنا له في تلغرافات السبت التي ارسلنا واحدا منها لعلي كرتي يحمل ضرورة التنسيق بين الوزارتين العملاقتين _الدفاع والخارجية_ وبين وزيريها اللذين يعتبران من ِ(قلب الدولةِ)!. لحسن حظي أو لسوئه أنني شممت رائحة (العزف المنفرد) في حدث اليرموك ونوهت بهذا الأمر الذي أكده الأخ وزير الخارجية لاحقا، وهذا _لعمري_ أمر خطير للغاية يضر بسياسة وسيادة بلادنا ويوردها موارد مضرة وربما مهلكة! بغض النظر عن الآراء التي تتطاير هنا وهناك حول أي من الوزيرين مدحا أو قدحا، فالأقوى أنهما حققا نجاحات متقدمة في ملفاتهما، وأنهما من الذين يعملون ويضعون البصمات في الاماكن التي يقودانها ،ولأن المسرح ليس مسرح الرجل الواحد والعزف ليس (عود) والدولة منظومة متكاملة تحتاج روح الفريق على سبيل الحتم، فإن ما جاء من افادات من وزير الخارجية حول درجة التنسيق والعمل المشترك بين وزارته ووزارة الدفاع وما حملته افاداته من اشارات صريحة لضعف هذا الأمر ان لم يكن انعدامه ِ،فان ما جاء يعتبر نقطة نظام قوية حول الأداء في الجهتين تقتضي مراجعة شاملة وتصحيحا للأخطاء ! عزيزي القارئ : هذا ما وددت قوله والذي لم يخلُ من مدح للرجلين بما رأيته حقهما، فاذا قلت لك إن القصد من هذا المقال _فعلا_ مدح الوزيرين المعنيين والاشادة بأدائهما خلال أحداث اليرموك أو انتظار بص الحلة الجديدة يعني حا تصدقني؟