-في السادس والعشرون من شهر يونيو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات حيث اقرت الأممالمتحدة قبل 34 عاماً اي منذ العام 1988يوماً دولياً لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها، بهدف التعاون من أجل كوكب خال من الإدمان وتعزيز العمل الدولي والتعاون لتحقيق الهدف الأسمى وهو خلق عالم خال من تعاطي المخدرات. – واليوم يصادف اليوم العالمي لمكافحة المخدرات نحاول أن نسلط الضوء علي بعض جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة المخدرات، والتي كانت بتوجيهات سامية ومتابعة قيادتها الرشيدة من مقام خادم الحرمين الشريفين و سمو ولي عهده الأمين – يحفضهما – بضرورة اتخاذ كافة التدابير الداخلية والخارجية للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات وتفعيل دور الوعي المجتمعي فقد اتبعت المملكة نهجاً شاملاً ومتكاملاً ومتوازنا، وحرصت على تعزيز وترسيخ التعاون والتنسيق الدائم مع كافة المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية، واصدار وتنفيذ القوانين والتشريعات الصارمة بحق المهربين والتجار بكل حزم، بجانب وضع السياسات والاسترايجيات التي تهدف إلى حماية المجتمع وتحصينه ضد الإستهداف الوضح للمملكة وشبابها باعتبارها الدولة الحاضنة للعالم العربي والإسلامي ولقوتها الاقتصادية وحنكتها السياسية، وبلا شك ان التأثير عليها يؤثر على كافة الدول العربية والإسلامية فمن حجم الضبطيات من المخدرات والمؤثرات العقلية التي تعلن عنها وزارة الداخلية من حين لآخرعلي المنافذ البحرية والجوية والبريه، ندرك جميعا أن هناك حرباً شرسة ضد شبابنا وبلادنا. -تقوم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمديريه العامة لمكافحة المخدرات بالعديد من الخطوات الوقائية لحماية المواطنين والمقيمين، وتنفذ العديد من البرامج التوعوية التي تخاطب عقول وأذهان الشباب وإرشادهم وتوجيههم وتحصينهم ضد أضرار المخدرات. مثل التوعية الثقافية في المدارس والمراكز التربوية، لتنبيه الاجيال الجديدة بأخطار آفة المخدرات، وتنشئتهم التنشئة الطيبة،كما أهتمت بالأسرة، وتعريفها بأضرار المخدرات وإبعاد أعضائها عن مخاطرها، من خلال إلقاء المحاضرات، وعقد الندوات في المجمعات والمراكز وتنفيذ البرامج التوجيهية في جميع القطاعات الحكومية المختلفة، بجانب الإهتمام بالدراسات والبحوث من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية، ودراسة النواحي الاجتماعية للقضايا المتعلقة بالوضع الاجتماعي والأسري للمستهدفين. -وعلى جانب العمل المنعي تقوم وزارة الداخلية بجهود كبيرة للتصدي لعمليات تهريب وترويج المخدرات والتعامل فيها بأي صورة من الصور والتعاون مع كل الاجهزة والموسسات ذات الصلة مماحقق نتائج إيجابية كبيرة في ضبط العديد من قضايا التعاطي والحيازة والترويج والتهريب. – فيما يتعلق بالمكافحة علي مستوي العلاج إهتمت المملكة بإنشاء مستشفيات على أحدث مستوى في التجهيز والكادر الطبي والفني والإداري، وتختص هذه المستشفيات بعلاج وتأهيل مرضى إدمان المخدرات والكحوليات مجاناً وبكل سرية دون أي عقاب أو مساءلة أو مراقبة.. فضلا عن برنامج الدعم الذاتي والذي يعني بمتابعة ورعاية التائبين من الإدمان، وبعد نجاحه في تحقيق الأهداف المتوقعة توقف عدد كبير من الشباب ممن وقعوا في الإدمان. وتبنت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برنامجاً خاصاً يعد الأول من نوعه في العالم العربي يهدف إلى رعاية ومتابعة المتعافين من إدمان المخدرات بعد فترة من انتهاء علاجهم الطبي داخل المستشفيات، وسمي هذا البرنامج بالرعاية اللاحقة. ويعتبر برنامج الرعاية اللاحقة الجزء الأساس المكمل للعلاج، والوسيلة العملية لتوجيه المتعافي وإرشاده ومساعدته على سد احتياجاته ومعاونته على الاستقرار في حياته والاندماج والتكيف والتوافق مع المجتمع، وضمان عدم انتكاستهم وعودتهم للإدمان مرة أخرى، والعودة بهم إلى جادة الصواب وإلى حياتهم الطبيعية، بل وأفضل مما كانوا عليه في السابق. – وبطبيعة الحال ولأن قضية المخدرات قضية عالمية عابرة للحدود والقارات مما يستدعي زيادة توثيق التنسيق والتعاون فيما بين الدول في مكافحة محاربتها حرصت المملكة على التنسيق مع دول الجوار والدول العربية ودول العالم من خلال اتفاقات وبروتوكولات ثنائية تنظم الموضوعات ذات العلاقة، مع الحضور الدائم في اجتماعات اللجنة الدولية لمكافحة المخدرات والمشاركة في جميع أنشطتها للاستفادة من الممارسات الناجحة في مجالات الوقاية والعلاج والتدريب والبحث العلمي، وفي هذا الصدد وقعت المملكة عدة اتفاقيات علي المستوي الإقليمي والدولي حيث ساهمت بفاعلية في إعداد مشروع الاستراتيجية العربية لمكافحة سوء استعمال المخدرات والمؤثرات العقليه حيث قرر مجلس وزراء الداخلية العرب اعتماد القانون العربي النموذجي الموحد للمخدرات المنظم لعملية تداول المواد المخدرة ومكافحة تجارتها غير المشروعة، بجانب قيام أجهزة المكافحة بدول مجلس التعاون الخليجي بإعداد دراسة حول تدابير خفض الطلب على المخدرات، وظلت جهود المملكة مقدرة على المستوى الدولي حيث اثمرت جهودها في الاطاحة باكبر شبكات تجارة المخدرات وغسيل الاموال، وتوجت جهودها العالمية بحصول المملكة العربية السعودية على مقعد في لجنة الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة «CND» للفترة (2022 – 2025)، مما يؤكد عظيم مكانتها وما لديها من خبرات في مجال مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، حيث إن المملكة من أكثر دول العالم إصراراً على محاربة المخدرات، وتقف بكل عزيمة وإخلاص واقتدار على محاربتها. – أخيرا يبقى الأمل كبيراً في أن يشكل هذا اليوم فرصة واعدة لتحقيق المزيد من الوعي المجتمعي بخطورة هذه الآفة.. ودعوة لنكون حصنا منيعا ضد كل ما يستهدف بلادنا المباركة و أمننا واستقرارنا، ومساحة شكر وامتنان لقيادتنا الرشيدة وجنودنا البواسل الساهرين فوق كل أرض وفوق كل سماء ليبقى ويظل هذا البلد الأمين شامخاً مهيباً ثابت الأركان.. حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين.. وحفظ شبابنا وأبناءنا من كل مكروه. سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان