(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، بهذه الآية استهل القاضي إبراهيم حسن تلاوة القرار، وقال إن وقائع هذه الدعوى هي واحدة ضمن ثلاثة دعاوى وهى اعتداء المتهم على ثلاثة أطفال وهو يقيم في دكان جوار منزل الضحايا، وتم اكتشاف جرم المتهم عن طريق (خالة) المجني عليه عندما أبلغها الطفل بأنه لا يريد الذهاب إلى متجر المتهم لأنه يمارس معهم الأفعال ال(ما كويسة) وأنها أخذت طفلها إلى الفحص الطبي فكانت الصدمة. إثبات التهمة وتساءل القاضي أثناء تلاوة القرار هل قام المتهم باغتصاب الطفل المجني عليه؟ وأحدث له ضرراً حسب أورنيك (8) الجنائي، وأشار القاضي إلى أنه ثبت من خلال أقوال الطفل المجني عليه أمام المحكمة بأنه ذهب إلى دكان الجاني مرتين حينها استغل المتهم الفرصة واعتدى عليه حوالي (5) مرات، وهدده بالقوة (الخرطوش) بجانب تصويره، مشيراً بأن قرار الطبيب جاء بعد الكشف على الطفل ووجد تقرحات واحمراراً على فتحة الشرج؛ وأوضح القاضي بأن التقرحات والالتهابات قد نتجت عن الممارسة الجنسية (والإيلاج). كما أكدت شاهدة الاتهام السادسة شقيقة المجني عليه، بأنها شاهدت المتهم وهو يمارس مع شقيقها الجنس عندما ذهبت معه لشراء بعض الأغراض، حينها هددها المتهم (لو كلمتي زول بضربك بالخرطوش) ولذلك لم تبلغ أحداً بالحادثة. وأكد القاضي أثناء تلاوة القرار بأنه ثبت من خلال أقوال والدة المجني عليه إنها دائماً تقوم بإرسال طفلها إلى دكان المتهم، ولاحظت أنه يتأخر أكثر من ساعة وأحياناً نصف ساعة، وفي أحيان كثيرة يتعمَّد المتهم نسيان الباقي حتى يعود إليه طفلها مرة أخرى، وأضافت أنها ذات مرة كانت تقوم بتحميمه وقامت بلمسه في المستقيم بيد أنه تألم وأخبرها بأنه مجروح. وكشفت الباحثة الاجتماعية أنها تلقت تقريراً من النيابة حول تعرض طفل للاعتداء الجنسي مُدعَّماً بتقرير طبي، وأوضحت للمحكمة أنها أخضعت الطفل إلى التشخيص النفسي، واتضح لها أنه يعاني من ألم في المستقيم وقالت إن ذلك اتضح لها من خلال رسومات الطفل المعتدى عليه، وأشارت أن الطفل يعاني من هواجس واضطرابات في النوم. قرائن وقال القاضي إبراهيم حسن الطاهر أثناء تلاوة القرار بأن المحكمة وجدت عدداً من القرائن ضد المتهم، وهي قرينة مناقشة المتهم للمجني عليه حول صورة جنسية في الجهاز الخاص به بجانب إعطائه التلفون لكي يلعب به داخل (الدكان)، بجانب العثور على عدد (88) صورة خليعة و(76) سجل تصفح للإنترنت لصفحات أباحية، وأضاف القاضي أن القرائن تعزز ما ذهبت إليه النيابة بوجود (الخرطوش الأسود بالأحمر) داخل الدكان، بجانب وجود جوالات أمام الدكان والتي تحجب الرؤية عن المارة بالشارع العام، وبالإضافة إلى آخر قرينة هي أن الدكان مظلم ومعتم. الأسباب المخففة بعد إدانة المتهم بواسطة المحكمة، ذكر على عمر أبو المعالي، رئيس هيئة الدفاع عن المتهم للقاضي الأسباب المخففة، مشيراً إلى أن المتهم شاب في مقتبل العمر وليست لديه سوابق قضائية، بالإضافة إلى أن والد المتهم فقير ويعمل في مشروع الجزيرة والمتهم يعول الأسرة ولديه (6) من الأشقاء بجانب الظروف الاقتصادية التي هَجَّرت العديد من الشباب إلى المدن واصطدموا بواقع غير واقعهم. لكن القاضي أصدر حكمه، بالإعدام شنقاً حتى الموت في حق المدان. رسالة لمنتهكي براءة الأطفال وقال النائب العام عمر أحمد في تصريح صحفي له عقب إصدار القرار بأنه يثق في عدالة الإجراءات وأن المتهم منح كل حقوقه الدستورية ومثلت له هيئة من المحامين للدفاع عنه، مشيراً إلى أن توقيع عقوبة الإعدام على المتهم تتناسب مع الجرم الذي ارتكبه، منوهاً إلى أن هذا الحكم موقوف على تأييد المحكمة العليا، ومن حق محامي الدفاع الطعن ضد القرار بمحكمة الاستئناف. كما اعتبر عمر أن الحُكم عبارة عن رسالة لكل من ينتهك براءة الأطفال لأن الأحكام رادعة في مثل هذا النوع من الجرائم، وأن مسألة (الإعدام في ميدان عام) هي من اختصاص المحاكم وهي التي تُقرِّر ذلك. وكان مولانا عمر أحمد، قد تلى في أول جلسة للمحاكمة خطبة الاتهام الأولى. ////////// مصحح/التلب