محمود ال(ما) كضاب محمد عبد العزيز مدخل: الحقيقة ليست كما تبدو دائماً (1) جزى الله (الكيبورد) خيرا فقد كفاني مشقة التبرير لماذا اخط الواحد بطريقة مختلفة عن بقية الخلق ، منذ ان امسكت بالقلم درجت على كتابته من الاسفل الى الاعلي، كان ياتي مثلما كتبوه، ولكن على طريقتي.. فشلت محاولات اقناعهم لي، تحت طائلة السوط كان ياتي مشوها ومشوشا، يئسوا مني وتركوني اخطه لحالي، تلاحقني نظرات الاستغراب والقلق على مستقبلي. (2) ما زالت حكايته تطاردني، اخبرونا عن شاب اسمه محمود , كان يكذب على اهل قريته بهجوم نمر مزعوم على اغنامهم ويسخر منهم بعد (فزعهم), تكررت الحكاية مرات كثيرة وفي كل مرة يفزع اليه اهل القرية لا يجدون النمر ويضحك عليهم، ولما ملوا الامر هجم النمر حقيقة وصرخ محمود بأعلى صوته ولكن لم ينهض اليه أي أحد بإعتبار إنه كاذب فقتل محمود وفجعت القرية فى اغنامها، وفجعت انا فيه. (3) لم افهم من ذلك الوقت وحتى الان كيف يمكن لاحد ان يتسلى بالكذب على الاخرين، كان الامر معقدا واكبر من الادراك، ولكن الإشارات التى تأتينا مفرقة بين الحين والآخر، تبدو مبهمة الى أقصى حد، يكسو الغموض جوانبها، فلا نستكنه معناها الا بعد أن نمر بها، وبعدها تتقافز المعاني والدلالات كعرايس فى يوم زفافها.. من على البعد ياتيني صدى ابن عربي وهو يردد "الطريق إلى الحقيقة تتعدد بتعدد السالكين". (4) شعرت بالتعاطف نحوه، عندما قتلوه بعدما عرفوا بحبه لابنة العمدة، فكادوا له وادعوا انه كذاب، وان خداعه المستمر قاده لمصيره المحتوم. هو لم يكن كذابا، حسبما وصفوه لنا، بل كان عاشقا ولهانا يناجي حبيبته عندما تخرج القرية لنجدة اغنامها، فتربصوا له، وحملوا النمر وزر جريمتهم. (5) صحت فيهم محمود ليس بكاذب، انتفضوا ونظروا بغضب، والشرر يتطاير من أعينهم.. صاحوا اصمت فانت جاهل، لم اعرف حينها ما الجاهل حقا؟!. صحت بهم لا تفترضوا أن الواضح دوماً هو الحقيقة!. همس أحدهم فى أذني ويحك.. أنت تجهر فى محل سر، قلت له من يرسم الحدود؟!. همس مشفقا هذه المرة ليس كل ما يعرف يقال!. (6) رحت اردد محمود ليس بكاذب.. ليس بكاذب، ارتج المكان بصدى صوتى، لم يعجبهم. صاح اكبرهم آتوا بالسوط..أكتب....ما انا بكاتب....هوى السوط..اه....ما انا بكاتب....هوى السوط بوقع اشد...... اه.. اه.....كاااااذب.. ليس بكاذب (7) يختلط الصوت بصداه يشوش الأمر على السوط فلا اميز بينهما هم كذلك اضعتهم، كنت وحدي ادري الخط الفاصل بين الصوت والسوط، وبين الاثنين احمل حقائقي فى حقائبي قد ابوح بها فى بعض حين، او احفظها لزمان آت. (8) عدم التفكير فى الجانب الاخر احتراماً للسلطة هو أكبر أعداء الحقيقة كما يقول اينشتاين النسبية.. اهي مصادفة ان تكون الحقائق خاضعة لاحكام الفيزياء.. ربما وربما لا، ولكن المهم اننا سوف نقاوم كلما كان ذلك ممكنا، ونكشف عنه عندما لا نستطيع مقاومته. (9) أكتب..ما انا بكااااتب.....أكتب..ما انا بكاااااذب