صديقنا الساخر جدا كان كلما يدخل عليه مسؤول دستوري يعمل في احدى المحليات ويشكو له تكتل مجموعة من الفاسدين و أصحاب الهوى ضده وقيادة الحرب عليه باسم المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية التى نشأ وترعرع فيها ويأسوا لعلو صوت هذه المجموعة وانزواء الأتقياء الأنقياء، كان صديقنا يقول له ضاحكا : الله يفكك من ناس جلدنا الوالد ديل ! يروي صديقنا الساخر هذا أن عمه الذي كان يعمل في الثمانينات بهذه المحلية تاجرا حضر الي قسم شرطة عاصمة تلك المحلية فوجد أبناء جاره بالحراسة فطلبوا منه أن يضمنهم ، فسألهم عن الجرم الذي أتي بهم هنا فرد عليه أحدهم: والله ياعمنا مافي مشكلة بس جلدنا الوالد! الرجل من فرط دهشته صرخ فيهم: الوالد تطير عيشتو سوا شنو؟ فرد عليه الشاب:والله عمل غلاغل مع الوالدة! صديقنا يضحك حتى يستلقي على قفاه ثم يقول للمسئول صديقه: الله يفكك من ناس جلدنا الوالد ديل! القصة هذه دائما ما أذكرها وقتما أحس اختلاط الحابل بالنابل وتقدم الذين لا يحملون القيم ولا يؤمنون بالأخلاق في قيادة مؤسساتنا الاجتماعية والسياسية وكثير ما هم قليل غيرهم ممن رحم ربي, وأذكرها وقتما أنظر لصفوفنا وهي تضم المنخقة والمتردية والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع والسبع نفسه، كما عبر المرحوم عمر الحاج موسي في حديثه عن احدى مؤسسات زمانه رحمه الله! القصة أذكرها وأنا أسمع عبارات التجريح هنا وهناك تتناوش بعض الشيوخ الأجلاء بين يدي الحراك الذي ينتظم الحركة الاسلامية هذه الأيام، فهذا لا يصلح لأنه مولانا مسكين، وذاك لايصلح لأنه حاد الطبع، وهذا تجربته السياسية ضعيفة وغير ذلك مما يروج له بعض أصحاب الأجندة المصلحية من حراس الكراسى من الذين ينبحون (خوفا عي ضنبهم)! إن الحركة الاسلامية وهي تعد لمؤتمرها القادم هذاِ، عليها أن تعلم أنها علي مفترق طرق فان اتخذت اسلوب ِ( المطابخ ) والحبكات الليلية فانها لن تجني خيرا وسيكون عاقبة أمرها خسرا، انقساما وتشتتا وربما أكثر من ذلك! لقد أحسن الأخ الأستاذ علي عثمان حينما اكد عدم ترشحه لمنصب الأمين العام وليته دفع _ بذات وعيه المعهود _مرحلة اختيار رجل مفكر وقائد محنك ذي خلق وتجربة ودين ممن لم تتلوث أياديهم ولا يختلف حول سمعتهم وهم كثيرون بعضهم من جيل الشيوخ وبعضهم من جيل الشباب . ياصديقي والله إني لأخشى أن تكون ( مطابخ) الاختيار القاعدي أتت بشاكلة الذين تكتلوا ضد صديقكم الدستوري صاحب القصة أعلاه ،ففي هذه الحالة فان الاجابة عن سؤالك المتوقع بعد مؤتمر الحركة الاسلامية عما حدث سيكون باختصار :مافي مشكلة جلدنا الوالد!