يشهد سوق الدواء هذه الأيام نُدرة وزيادات كبيرة في أسعارالمنتجات الصيدلانية بشقيها الأدوية والمستلزمات الأخرى من المحاليل والأصباغ المستخدمة في التشخيص والأشعة وكذلك انعدام محاليل غسيل الكُلى، الزيادات في أسعار الدواء فاقت ال ( 70%)، هذا فضلاً عن انعدام في عدد كبير من الأدوية.. وحمَل الرئيس السابق لشعبة الصيدليات د. حمدي أبو حراز الدولة مسؤولية معاناة المواطن في الحصول على العلاج، لافتاً لانعدام عدد كبير من الأدوية " الصرع، الأمراض النفسية والعصبية، الهرمونات، أدوية الرشح والزكام، بعض شرابات الأطفال، بخاخات الأزمة"، مؤكداً أن الندرة سببها مجلس الأدوية والسموم الذي يُرغم الشركات على تسعيرة لا علاقة لها بالمبلغ وسعر الدولار الذي تم به الاستيراد، فباتت لا تُجزي وأحجمت الشركات عن الاستيراد. ويلفت أبو حراز إلى أنها في الأخير شركات تجارية يهمها الربح. وكشف أن نسبة الزيادات في الأسعار وصلت ل(70%)،وبعض الأدوية المهمة والتي لا يستغني عنها المريض وصلت لأرقام فلكية منها بخاخ للأزمة سعره ( 533) جنيهاً يحتاج المريض لعبوتين في الشهر، عقار لمرضى السكري وصل سعره (1600) جنيه، ويلفت إلى أن الوضع بات سيئاً ولا بد للدولة من وضع معالجات عاجلة وأخرى إستراتيجية لأن الدواء فاق مقدرات المريض على الشراء، وأكد على أنهم كصيادلة ومهتمين تقدموا بشكاوى كثيرة للجهات المعنية بأمر الدواء للتنبيه لخطورة الوضع مشيراً إلى أن أحد أهم عناصر تعريف الدواء هو أن يكون باستطاعة المريض، وهنالك خلل يتطلب المراجعة وإعادة النظر. وعزا د. خالد النور من صيدلية الواحة بالخرطوم، أسباب عدم استقرار أسعار الأدوية إلى ارتفاع سعر الصرف وأن بنك السودان حرر الاستيراد للشركات وباتت تتعامل بدولار من السوق الموازي يتحكم هو في سعر الدواء، لافتاً إلى عجز كثير من المرضى في الحصول على الدواء بسبب غلائه، وأشار النور في حديثه ل( السوداني) إلى أن ثلاثة أرباع الأدوية تشهد زيادات مستمرة، ونسبة مُقدرة من الدواء اختفت تماماً من السوق والمريض يعاني في الحصول عليها.