العرش هو سرير الملك عليه يجلس صاحب الشأن العالي ملكا أو رئيسا منه يسوس الرعية ويؤكد التبعية وهو كذلك رمز العلو والسمو في مناحي الحياة الأخرى خلاف السياسة من شؤون اجتماعية وثقافية وغيرها. يتصارع حول هذا المكان العالي في العادة عدة أشخاص كل يريد أن ينال الرفعة والمنعة وسنستعرض هنا بعض "العروش" غير السياسية التي يتصارع حولها الناس. عرش الجمال: تحتل هذا العرش بالتناوب اثنتان كلتاهما من أمريكا وبالطبع فإن مقاييس الجمال في الغرب غير ما هي عندنا في الشرق فالنحافة من أهم مقومات الجمال عندهم بينما عندنا فان النحافة تدل على رقة الحال. تتنافس على هذا العرش "بيلا حديد" وهي أمريكية من أصل فلسطيني وتعمل في مجال عرض الأزياء وقد اختيرت متوجة على هذا العرش مناصفة مع مواطنتها الأمريكية "بيونيسيه" وهي مغنية بوب وكلتاهما تمتاز بالقد الرشيق لعطاء "الطويلة المعتدلة " لعساء" جميلة الفم والشفتين عيناء "واسعة العينين" (هذا استعراض لغوي لتحسين الصورة وكده) بينما حسناواتنا ما شاء الله عندهن كل هذه الصفات" ولكن ينقصهن الإعلام وبهذه المناسبة أتذكر قصة تختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا فقد حكى أحد العرسان انه بعد نهاية ليلة الفرح وانصراف المعازيم خلع ملابسه ونام من شدة الإرهاق. صحى في منتصف الليل ليشرب ماء وعندما خرج من المطبخ تفاجأ برجل غريب في الصالة فما كان منه إلا أن استل سكينا من المطبخ وطعن هذا المتطفل الذي هاجمه في عرضه وعندما أفاق من الدهشة تبين انه قد طعن زوجته فقد دخلت الحمام بشكل وخرجت بشكل آخر بعد أن أزالت المساحيق والديكورات فأصبحت أشبه بالرجل اما العريس الذي تحول إلى متهم بالقتل فقد توجه بالاتهام للكوافير الذي تدخل في "خلقة ربنا" فحول شكلها الذي هو أشبه بالرجل الى أنثى كاملة الأنوثة. عرش المال: وهنا يحتدم الصراع بين أباطرة المال في العالم فبعد أن كان حكرا على "بيل قيتس" و"ستيف جونز" أصحاب "ابل كمبيوتر" دخل الحلبة منافسان ازاحاهما عن القمة هما "برنارد أرنو" و"جيف بتروس" الأول هو قطب منتوجات الموضة الفرنسية الفاخرة " VMH" بثروة تقدر ب 227 مليار جنيه استرليني والثاني امريكي هو "مؤسس شركة أمازون" بثروة تقدر بما يربو على الترليون جنيه استرليني. لا أريد أن أحبط أحدا فأنا نفسي قد دار رأسي دورات قبل أن يستقر وابتسمت حينما تذكرت أن أحد اصدقائي "رحمه الله" قد احتفل في زمن مضى ببلوغ ثروته عشرين مليونا من الجنيهات السودانية !!! عرش العلم: تنافس عليه البولندية "ماري كوري" مكتشفة الراديوم والبلاتينوم، المواد التي كان لهما الأثر البالغ في ما تلاهما من اكتشافات و"الآن ثورنج" عالم الرياضيات في جامعة "كامبردج" البريطانية والذي يعتبر بلا منازع الأب الروحي لعلم الحاسوب. عرش الغباء العلمي: فكما للعلم عرش فكذلك ل"عدم العلم" عرش كذلك ففي العام 1991م استحدثت جائزة "الغباء العلمي" حينما اخترع أحدهم جهازا اسماه "إيقاف الثرثارين" أو "مشوش الحديث" إذ أنه يقاطع من يكثر الحديث في المجلس حتى يتوقف بينما كان من الممكن أن ينفض الناس من حول الثرثار فيسكت وكان الله يحب المحسنين بدلا من ضياع المال والجهد في اختراع (آلة الإسكات). عرش(الثقالة): ولم أجد كلمة أصدق من "ثقالة" لوصف من يكره الناس صحبته وينفرون منه وهنا يدخل المنافسة واحد من "اندينا" روى عنه أبو داؤود الفنان وهو رجل فكه ذو نكتة حاضرة فقال إن أحد الأشخاص كان يأتي "للقهوة" ويجلس دون أن يطلب اي شيء وعندما يأتي الجرسون يسأل "عندكم شاي بارد؟" فيرد الجرسون بالنفي فيجلس الرجل بالساعات ولا يطلب شيئا آخر. اغتاظ الجرسون جدا وفي يوم أراد أن (يمقلب) الرجل الثقيل فجهز كوبا من الشاي ووضعه في الثلاجة وعندما طلب صاحبنا الشاي البارد أسرع الجرسون وأحضر له الشاي البارد فما كان منه إلا أن قال للجرسون (لو سمحت سخنو وجيبو) فكان مثالا للثقالة واللداحة. أما الثقيل الآخر فهو بحار لم يكن له على السفينة صديق ولا رفيق وفي ليلة عاصفة اختطفته موجة عالية وقذفت به في عرض البحر غير انها في الصباح ألقت به راجعا على ظهر السفينة فأنشد أحد البحارة قائلا : سقط الثقيل من السفينة في الدجى فبكى عليه رفاقه وترحموا حتى اذا طلع الصباح أتت به نحو السفينة موجة تتقدم قالت خذوه كما أتاني سالما لم ابتلعه لأنه لا يهضم عرش العفاف: واترككم مع اثنتين واحدة من بلاد العربان وصفها النابغة الذبياني حين سقط منها غطاء الوجه فأنشد قائلا: سقط القناع ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد بمخضب رخص كان بنانه عتم يكاد من اللطافة يعقد أما شاعر البادية عندنا فقد قال : سمحه المن وليها ومن فضيحتو تخاف سمحه الفوقه عزه وتوب وقار وعفاف قول للمسترجلات والبلبسن شفاف القدح البضوقنو الكلاب بنعاف أما عرش السياسة عندنا فيتنافس عليه كثيرون ولكن في النهاية يجلس على رؤوسنا أناس بلا رؤوس. وسلامتكم. ** أعزي نفسي وأهلي في وفاة الأخت العزيزة زبيدة الخليفة بركات امرأة من أهل الجنة، إنا لله وإنا إليه راجعون.