قصة لطيفة يرويها أهلنا عن إحدي النساء في قرانا تقول: بينما كانت هذه المرأة منهمكة في عملها المنزلي العادي لضيافة نفر قليل من أسرتها ، دخلت عليها نساء الحي يباركن عقد قران بنتها علي ابن عمها فوجدنها لا تعلم شيئا وتساءلت متي تم ذلك ؟ فاخبرنها بأنه تم قبل دقائق وبمنزلك هذا !سألت كيف؟ قلن لها: الرجال اتفقوا، قالت: الرجال قالوا كدي ؟رضينا! مايشبه هذه القصة تمارسه الاحزاب والجماعات على عضويتها ولكنها أكثر ظهورا في مجتمع الاسلاميين بحكم أدبيات كثيرة مبنية في أصلها على قيم وأخلاق منها الطاعة ومنها الثقة وتدعمها دعاية كبيرة مثل وحدة الصف والخوف من الانشقاق وربما يفهم البعض_ صادقين_ أن تنفيذ (جات من فوق) عبادة لله، ولذلك استغل السياسيون المحترفون هذه الأشياء فجعلوا من الحركة الاسلامية ما يشبه الطائفة لا الجماعة مما يحتم المزيد من الجهد لتغيير هذه الحالة , المعركة التي دارت في أيام المؤتمر الثامن للحركة الاسلامية أوضحت هذا الأمر وأوضحت أن الحركة تحتاج لترتيب واعادة تنظيم ، فقد أحدث الحراك الداعي للتصحيح والتغيير _ علي قلته_ فيها ربكة كبيرة وكاد أن يأتي بجديد لولا عمليات (اسعافية) تداركت الموقف. الفكرة الأساسية لهذه المعركة هي تعديل الدستور وفي مادتين فقط ، واحدة تدعو لانتخاب الامين من الشوري بدلا عما كان سائدا _أصلا_ من كون انتخابه من المؤتمر العام والثانية أوجدت جسما قياديا يحد من حركة الامين العام ، المعركة انتهت بمرور الأولي كاملة والثانية مرت بشئ من التعديل المناسب الي حد ما! لكن أي ذي وعي يعلم أن التعديلات الدستورية لا تحتاج لهذه الضجة وان خلف أية جلبة شديدة رعب شديد ولذا فقد رجحت الآراء كون المعركة صراع حول منصب الامين العام ، ولان جماهير الحركة تبحث عن راية تغييرية تلتف حولها فقد كان رمز هذا الحراك الدكتور غازي صلاح الدين بما عرف عنه من تاريخ مشرف وسيرة حميدة فحكمت بدفعه،ولكنه كان منذ الوهلة الاولي يقول بأنه لا يرغب في منصب الامين العام بينما قاد معركة الدستور بروحه ومقاله! فكرة غازي وصلت وانتصرت بنسبة معقولة في التعديل ،و رسالة غازي في الزهد في المنصب والصدق في القول_ أيضا_وصلت وروح غازي سادت ،و أجر غازي ان شاء الله وصل، فماذا بعد ذلك؟ أعتقد أن على أعضاء الحركة العمل المستمر في التصحيح دون ابتعاد عن الصفوف ومادام الحراك مستمرا فان الصحيح سينتصر و(السايقة واصلة)، وهذه المسألة تحتاج لتكامل جهود مابين القيادة والقاعدة وليس الخروج على القيادة أو احتقار وتسفيه رأي القاعدة، نحن في حاجة لمن يصلح لا لمن يهرب ولذا فان الطرق على الاصلاح والعمل لتنفيذ برنامجه واجب يقتضي الصبر عليه لاسيما وأن كثيرين ممن اطاعوا لاعتبارات (تكتيكية) لن ينسحبوا من المعارك الاستراتيجية كما أن من المتوقع أن تستجيب القيادة بذكاء لهذا التيار فتصلح ما أفسد الدهر! فخط الاصلاح أقوي وصفوف الحركة مليئة بالأخيار و ليس أقل من أن الأخ الأمين العام الزبير أحمد حسن مشهود له بالأدب والاخلاق ووصوله دليل على أن المعركة التي كان رمزها غازي رفعت سقف القيم وحددت معالم الشخص المطلوب لهذه المرحلة، فحملت القيادة على معايرة ميزانها وجرد حسابها فنثرت كنانتها فوجدت الزبير فدفعت به كأقرب شخص لما ترجوه الجماهير الثائرة فكما أنه (لولا المتنبئ لما كان سيف الدولة) فانه (لولا معركة التغيير لما جاء الزبير)! إخوتي : لا تبرحوا أماكنكم، فان فراغ الصف من الصالحين يملؤه غيرهم من الطالحين فالطبيعة لا تعرف الفراغ، وان استمر الحال علي ما هو عليه فستستمر نظرية (الرجال قالوا كدي؟ رضينا