عقدت الحركة الإسلامية أول مؤتمر صُحفى لها بعد اختيار الأمين العام ورئيس مجلس الشورى بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات أمس، وفى بداية المؤتمر تحدث رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام البروفيسور إبراهيم أحمد عمر، عن المجهودات التى تمت ومخرجات المؤتمر وتبعاته وقال ان النقاش حول الدستور كان حرا ومنفتحا على كل الآراء وتمت إجازته وترتب عليه انتخاب مجلس الشورى والامين العام ورئيس مجلس الشورى ونوابه واضاف ان كل ذلك تم بوضوح وشفافية وعلنية ولم يحظر رأى احد ولم يفرض رأى احد على الآخرين، وقال (اخترنا أميناً عاماً تحرينا فيه الشورى و شخصا توافقيا له من سمات الصلاح ما سترونه فى ولايته الجديدة، وايضاً اخترنا رئيس مجلس شورى بذات المواصفات). متوجها بالشكر لوسائل الإعلام لتغطيتها الفاعلة ولاعضاء الحركة الإسلامية الذين ساهموا بجهدهم ومالهم لانجاح المؤتمر بالاضافة الى شركات الحركة الإستثمارية ، وقال تبقى فقط كتابة التقرير الختامى لنا كلجنة ومن ثم نرفعه للجهة الاعلى. ومن ثم تحدث رئيس مجلس الشورى مهدى إبراهيم عن الروح العامة لمؤتمر الحركة الاسلامية وضرورة تنفيذ التوصيات والمخرجات بذات الفعالية التى تم بها المؤتمر، وقال ان مسرح الحركة الاسلامية يستعد اليوم لحركة جديدة توظف فيها كل الجهود السابقة والإنشاءات الفكرية والتنظيمية لينطلق بها العمل فى المرحلة المقبلة والتى تعاظمت فيها اشواق الإسلاميين، فى ان يروا مرحلة جديدة فى اداء الامانة العامة ومجلس الشورى والمؤتمر العام، بحيث نُرضى هذه التطلعات، خاصة وان والحركة الاسلامية اليوم حركة عالمية اصبح كل العالم مسرحا لتطلعاتها وان كان الهم الدخلى هو الاول ونحن معنيون بهموم المواطن واستقراره ووحدته وسبل عيشه ونهضته المادية والروحية التنموية والفكرية الثقافية والاجتماعية ورقى مجتمعى بالقيم وبالمعاش، ومن ثم علاقاتنا مع العالم والجوار وافريقيا ، واضاف نحن لسنا ارضاً معزولة وجزء من العالم يهمنا فيه العدل ورفع الظلم عن كثير من الشعوب التى ظلمت ونرى ان معايير التعامل مزدوجة، واوضح ابراهيم ان الحركة الاسلامية السودانية هى حركة جهادية واجتهادية ولكنها سلمية لاتقوم على التطرف والشدة وان كنا نرى هذه الاشياء عند بعض المسلمين، ونؤكد اننا سنسعى لبناء علاقات مع كل الطوائف فى الداخل والخارج ولن نستخدم العنف ابدا الا فى حالة رد العدوان، واشار الى ان الحركة الاسلامية لم تستكمل عضويتها بعد لأنها درجت على تكملتها على مدار العام من تاريخ انتخابها. الأمين العام للحركة الإسلامية المنتخب من قبل مجلس الشورى الزبير احمد الحسن قال (كان شعارنا «ان نصنع النهضة والتغيير» وان الحراك الذى بدأ فى آخر 2011 وانتهى بقيام هذا المؤتمر انتج حراكا فكريا وتنظيميا داخلياً، ادى الى نقاشات كبيرة فى الفكر ومفهوم الدولة الاسلامية والواقع السودانى فى الإقتصاد وآثار الانفصال والربيع العربى وعلاقاتنا الخارجية)، واضاف (كانت ارادة التغيير موجودة بحق وحقيقة إتضحت فى توصيات المؤتمر الى نادت بتحسين الأداء سواء فى الحركة الإسلامية فى تطبيق النهج والحياة والقضايا التعبدية والشعائر او فى القضايا الفكرية فى السياسة والاقتصاد، وان الحركة الاسلامية جزء اصيل من الشعب السودانى والدولة وذلك من خلال الحزب الذى يقود الحكومة، من تحسين واقع البلاد اقتصاديا واجتماعيا ورفع روح التدين وكريم الاخلاق من خلال البرامج الفكرية والأوبة الى الدين ليس فقط بين اعضاء الحركة الإسلامية بل فى كل الشعب السودانى لإزكاء روح القيم المسجدية والاخلاق الإسلامية الفاضلة والتأكيد على روحها فى العمل العام لتحقيق العدالة)، وقال (سنعيش الفترة القادمة بهذه الروح وسنبقى على جذوتها فى التغيير وتحسين الأداء ومعالجة الخلل)، واكد الحسن على وسطية الحركة الإسلامية السودانية وسعيها الى خلق علاقات حسنة مع دول الجوار والتسليم بمبدأ الدولة الوطنية وعدم التدخل فى شئون الدول الاخرى، والتعاون مع الاحزاب داخل السودان، وتابع ( الظرف التاريخى يجعلنا نهتم بأمر الاسلام والمسلمين ومايتعرضون له من انتهاكات). وشهد المؤتمر عدداً من الأسئلة الجريئة عن ماهية الحركة الإسلامية وفشلها خلال (23) عاماً الماضية وتململ الشباب وعدم رضا الكثيرين من الطريقة التى تم بها اختيار الأمين العام هذا الى جانب امكانية وحدة الصف بين المؤتمر الوطنى والشعبى، وفى رده على الأسئلة قال الامين العام الزبير احمد الحسن (نحن دعاة للتقارب والوحدة دائما وهذا مبدأ ثابت ولكن الظروف الحالية تحتاج الى جهد اكبر وزيادة شعور الوحدة عند كل الاطراف)، الا ان رئيس اللجنة التحضيرية ابراهيم احمد عمر كان اكثر وضوحا فى مسألة عودة الشعبى الى الصف وقال فعلنا ما بوسعنا وارسلنا سبع دعوات للمؤتمر الشعبى لزعيمه الترابى وعبدالله حسن احمد، وابراهيم السنوسى، ويس عمر الامام، عبدالله دينق نيال، وموسى المك كور واضاف «هذا اكبر عدد من الدعوات نقدمه لحزب اوجهة معينة او مؤسسة». وبخصوص تململ الشباب نفى الامين العام الزبير احمد الحسن وجود اى احتجاجات وقال من ناحية عملية فإن 55% من عضوية المؤتمر العام دون سن (45) بالإضافة الى ان 60% من الاعضاء يشاركون لاول مرة (ولهذا اقول ليس هناك تململ ولكن اسميه حراكاً لرغبة الأوبة والتوبة، وقد كان «الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر 70 مرة فى اليوم فما بالنا نحن المقصرين» واستدرك انا «لم اقل ان ثلاثة وعشرين عاما لم تكن فيها اوبة ولكنا نحتاج الى زيادة التدين خاصة بعد انفتاح العالم»، واوضح الحسن ان التعديلات التى طالت اللوائح لم تُفرغ منصب الامين العام من محتواه وانه لايوجد اى عائق فى النظم واللوائح يحد من القيام بواجبات الامين العام، وفى هذا الشأن قال ابراهيم احمد عمر انه لايوجد اى تضارب فى الهياكل لافتاً الى ان القيادة العليا بحسب المادة (15) من الدستور توضح ان المؤتمر العام هو اعلى سلطة ثم يليه مجلس الشورى، و ثالثا القيادة العليا ثم الامانة العامة، واكد ان التصويت تم بطريقة صحيحة، وان الحكمة من انتخاب الأمين العام من داخل مجلس الشورى انه الرأى الغالب لاعضاء الحركة الاسلامية، وقال عمر (ان اى رفض لا يخصنا فاجراءاتنا سليمة و اذا كانت هناك مجموعة رافضة سنتحاور معها من جديد) واضاف «اذا لم يوجد اذعان وقبول برأى الاغلبية فليس هناك اى شورى». واوضح الامين العام الحسن ان موقف الحركة الاسلامية السودانية من القضية الفلسطينية واضح جدا ولا يحتاج الى دليل وقال (سنعمل فى الفترة القادمة لدعم فلسطين بالعمل الشعبى الداخلى و فى المحافل العالمية والاقليمية)، واوضح انهم لايعولون كثيرا على امريكا والغرب فى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية وقال هذا الامر فيه صعوبة حاليا وان كانت هناك مرونة ولكننا لانعول على هذا التطبيع فى القريب او البعيد، واوضح الحسن ان تصريحات الامين العام السابق على عثمان بشأن الاممالمتحدة ومجلس الامن انها تعبر عن موقف الحركة الاسلامية السياسى فى هذه المرحلة، واشار الى انه سيسعى الى ان يكون منافسه على موقع الامين العام غازى صلاح الدين من ضمن الفاعلين فى الأمانة العامة بجهده وأفكاره.