نظمت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي التظاهرة السياسية للولايات، من أجل بناء جبهة مدنية موحدة لانهاء انقلاب 25 أكتوبر، وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي بدار حزب الأمة القومي أمس والذي يستمر ليومين، بمشاركة مكوناتها في الولايات ، المكونات الثورية خارج الحرية والتغيير ، من المهنيين ، لجان المقاومة ، أسر الشهداء، المجتمع المدني ، المجموعات النسوية، النازحين ومبادرة وحدة قوى الثورة .
مطالب الشارع : عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير ورئيس اللجنة التنظيمية الواثق البرير ، قال خلال مخاطبة المؤتمر، إن اللقاء الهدف منه التفاكر حول قضايا الوطن والمواطن، وهو سلسلة من الفعل السياسي لقوي الحرية والتغيير في إسهامها لبناء الوعي السياسي والثوري ، مشيرًا الى انه بدأ بسلسلة تقييم الفترة الانتقالية والوقوف على النجاحات والإخفاقات والدفع بجهود نقابة المحامين السودانيين في صناعة مشروع الدستور الانتقالي وتطوير الرؤية السياسية للحرية والتغيير التي تم طرحها للرأي العام ، والعمل على دعم مبادرات توحيد قوى الثورة والتغيير وبناء الجبهة المدنية الموحدة. البرير اكد نجاح الحرية والتغيير مع قوى الثورة والتغيير في محاصرة ومناهضة الانقلاب بالسلمية وعملت على صياغة أدبيات المستقبل مع غيرها من القوى الثورية من مشروع دستور انتقالي وإعلان سياسي ووضع أسس ومبادئ الحل السياسي لانهاء الانقلاب واستعادة الحكم المدني الديمقراطي ، لافتا الى انه تم عرضها للرأي العام للحوار حولها وتجميع كافة الآراء والملاحظات والتعديلات ليتم تضمينها في الرؤية التفصيلية التي تُعبر عن مطالب الشارع وروح الثورة ومقاصد الانتقال ، موضحًا أنه تم طرح الأسس تأكيدًا على مبدأ الشفافية والمشاركة والتحاور حولها وهي مشروع يكتمل بالآراء والملاحظات، وحرصًا من الحرية والتغيير على اتفاق قوى الثورة والتغيير على الهدف والرؤية المشتركة وشمولية أي عملية سياسية جادة، وليس للمكون العريض أي اتجاه لإقصاء أي مكون من قوى الثورة والتغيير، منوهًا إلى أن الحرية والتغيير أعلنت منذ 9 أشهر رؤيتها السياسية والتي تتضمن 3 وسائل لإنهاء انقلاب 25 أكتوبر واستعادة الحكم المدني الديمقراطي وهي المقاومة السلمية والحراك الثوري والتعبئة الجماهيرية في الشارع بالإضافة إلى التضامن الإقليمي والدولي الداعم للتحول الديمقراطي ، والحل السياسي المفضي لسلطة مدنية كاملة الدسم ، وقال لسنا حبيسين لوسيلة واحدة ونعلم القوى التي تستهدف البلاد وتتربص بها وبقوى الحرية والتغيير التي تعتبر أكبر تحالف في الساحة السياسية السودانية وتعبر عن هموم الجماهير ، واتهم فلول النظام السابق والانقلابيين بسعيهم للنيل من التحالف وعزله من قوى الثورة والشعب السوداني بتشويه رؤيته بالاكاذيب والتشكيك في مواقفه ، وقال "هيهات لقد تكسرت ادواتهم وفشلت خطتهم بقطع الطريق على انهاء الانقلاب وعودة المسار الديمقراطي ، واضاف اليوم عادوا برفع بضاعتهم البائرة بتكفير وتخوين المجتمع السوداني والحرية والتغيير ". قراراته الانقلابية : لافتا الى ان الحراك الذي قامت به الحرية والتغيير اجبر المكون العسكري على التراجع عن قراراته الانقلابية واعلن استعداده لتسليم السلطة لحكومة مدنية كاملة ، وكذلك اقنعت المجتمع الاقليمي والدولي بأن لا تراجع عن مدنية الدولة والتحول المدني الديمقراطي ، واقنعت الشعب السوداني بموضوعية وواقعية ان الحل السياسي يكمن في عملية سياسية ذات مصداقية ومقبولية ، وان استمرار الحراك الجماهيري والتعبئة الشعبية حتى انهاء الانقلاب وتأسيس الانتقال ، واستعرض البرير رؤية الحرية والتغيير للحل المفضي الى انهاء انقلاب 25 أكتوبر ، وقال انها قابلة للتطوير . لن نتردد: البرير قال ان العملية السياسية التي تتحدث عنها الحرية والتغيير تخلو من اي مفاجأة ، وتم اجراء تقييم لفترة الحرية والتغيير اثناء ورشة مشهودة ، مشيرا الى ان مشروع الدستور الانتقالي لنقابة المحامين وجد قبولا من كبير . مؤكدًا أن أسس ومبادئ الحل السياسي ذا مصداقية ومقبولية لدى الشعب السوداني ، ويلبي طموحاته وطموحات أي عملية سياسية ، منوهًا إلى أن أي عملية سياسية لا تلبي مطالب الشعب السوداني والقوى السياسية ولا تحقق الحرية والسلام والعدالة لن نمضي فيها ، مشيرا الى ان اي اتفاق سيتم عرضه على المؤسسات ويتم طرحه للموافقة عليه ، ولا يمكن ان تقوم الحرية والتغيير باتفاق ثنائي مع العسكر أو غيرهم وتفرضه على الشعب السوداني ، وان الحل الذي نسعى له وفق خارطة الطريق لانهاء الانقلاب ، مشيرًا الى دعم الحراك بالشارع واستمرار العملية السلمية لتنفيذ مطالب الشعب السوداني والثوار، موضحا وجود اتفاق في اوراق الحرية والتغيير وان هناك عملية سياسية ذات مصداقية يمكن ان تحقق عودة الحكومة المدنية كاملة الدسم ،وهذا الهدف الاساسي ، واثناء العملية السياسية يتم طرح مواضيع ، مشيرا الى انه لن يتم اقصاء قوى سياسية او مدنية من الحوار ، واضاف "اي حديث عن عملية ثنائية او اتفاق تحت التربيزة دون ان نطلع الآخرين عليها ، هذا غير صحيح . واشار الى انه اذا تم الاقتناع بعملية سياسية لها مصداقية ومقبولية وستخرجنا من هذا النفق ، سنمضي فيها بكل شجاعة لاخراج البلاد من هذا النفق وللمضي قدما ، ولن نتردد ولن ترجعنا شعارات ،واضاف ان البضاعة القديمة باننا كفرة وان الدستور علماني هذه المواضيع لن تعيقنا، وخبرنا وجربنا هذه المواضيع و"السايقة واصلة" . الجبهة المدنية : عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير ياسر عرمان ،اشار خلال مخاطبته التظاهرة السياسية أمس ، الى تطوير الحرية والتغيير من شكلها الحالي الي مرحلة جديد للمساهمة في بناء الجبهة المدنية ، مشيرا الى مطالبة بعض القوى بحل التحالف ، وقال نحن لا نريد ان نحل نفسنا ، ولا يمكن ان "نفرتك" الحرية والتغيير الاعندما نبني منظومة افضل منها ، ولانه لا يمكن الانتقال من مأوى الى ما لامأوى ، ولا بد من بناء الحرية والتغيير بناءً جيدًا . ، مشيرا الى ان الذين ربتهم الانقاذ هم الذين انقلبوا عليها ، وقال لدي تقدير خاص لشهداء 2013م وهذه كانت بداية النهاية لحكومة الإنقاذ ، ونقل عن مطرف صديق قوله "اذا الجماعة ديل استمروا 48 ساعة كانوا سيهزمون الإنقاذ" ، وقال شهداء سبتمبر زرعوا بداية هزيمة الإنقاذ ، بالاضافة الى النضالات في الريف وحركات الكفاح المسلح ومنذ الشهيد علي فضل . معتبرًا ان المجتمع السوداني الآن هش جدًا ،ويفقد اهم مقدراته وهي التعايش بين القبائل ، مشيرا الى ان ما يحدث في اقليم النيل الازرق ليس بين الهوسا والهمج والبرتي ، بل اعمق من ذلك ، وما يحدث في هذا الاقليم وفي دارفور يتم تحريكه من المركز وقال ما يحدث هناك " راسه في الخرطوم " ، وقال نحتاج للجبهة المدنية لمكافحة هشاشة المجتمع السوداني وللوقوف ضد خطاب الكراهية والعنصرية ولتجديد المجتمع السوداني بروح ثورة ديسمبر ، واضاف نريد اعادة انتاج الدولة السودانية وبث روح جديد في المجتمع ، لذلك لا بد من جبهة مدنية قوية وكبيرة تنتج مفاهيم جديدة . شبع سقوط : عرمان قال ان العملية السياسية يجب ان تتم بشفافية كاملة وواضحة ، ولا يمكن ان تتم الا بجبهة مدنية ، وقال الانقلاب يتم اسقاطه اما باللسان او الاسنان ، وفي الحالتين لا نريد عملية سياسية يشارك فيها الجميع . لافتا الى ان استدامة المدنية وتوطين الديمقراطية وان نتحول الى كتلة واحدة تهزم القوى الرافضة لثورة ديسمبر في الانتخابات ، وقال نحن نخيفهم بالانتخابات ، وهم لايستطيعون اخافتنا، لان الحرية والتغيير كتلة عريضة في المجتمع السوداني ، ونريد ان تتم هذه العملية بأسس صحيحة . مؤكدا ان الترتيبات الامنية الدقيقة وبناء القوات المسلحة كجيش واحد امر مهم جدا ، لافتا الي ان عناصر حزب المؤتمر الوطني تحاول خلق فتنة بين القوات المسلحة والدعم السريع ، ونحن ضد هذه الفتنة ، وقال ان الدعم السريع يجب ان يكون جزءا من الجيش ، وكذلك جيوش حركات الكفاح المسلح ، واضاف ان اخراج السودان من هذه الحفرة يحتاج الى بناء جبهة مدنية في كل ولايات السودان ، مشيرا الى انه تم بناؤها في ولاية النيل الابيض . وقال في شرق السودان يجب ان تكون القوى الديمقراطية وقوى ثورة ديسمبر متفقتان على هزيمة مخططات الفلول ، ويجب ان تكون لهما راية كبيرة في شرق السودان . مشيرا الى ان الاساس في الجبهة المدنية ان الحرية والتغيير لا تحصر نفسها في هذا التحالف ، ولا بد من الانفتاح على المجتمع ، واضاف هذا التحالف عبارة عن (تيراب) لا يمكن أكله ، نريد زراعته من أجل إنتاج جديد . عرمان قال ندعو الجميع الى الوحدة ووجه نداء للجزريين والحزب الشيوعي ، ان مهمته العمل على توحيد قوى الثورة ، لأن الاتجاه الحالي غير مفيد للثورة ، موضحًا أن مهمته الرئيسة للجبهة المدنية غير مرتبطة بالازمة الحالية ، بالوصول الى اتفاق او اسقاط الانقلاب ، وقال "الانقلاب شبع سقوط وانتهى ، وكيف نطويه ونذهب للصفحة التي تليه " ، مؤكدا التمسك باستدامة الحكم المدني وتوطين الديمقراطية ، والنزوع كقوى موحدة لهزيمة الفلول والقوى الرافضة لتجديد المجتمع السوداني وللحرية والسلام والعدالة ،واعلن ان التحالف مع بناء جبهة مدنية شرطها الوحيد ان يتم بناؤها من قوى الثورة . عملية معقدة : شهد المؤتمر مداخلات من الحضور حول كيفية بناء جيش قومي في ظل عدد من الجيوش ، ومدى التزام العسكريين بأن يظلوا في مواقع تشريفية في المواقع القيادية ، ورفض أي شراكة مع العسكريين ، اذا حدثت لن يقبل بها الشارع ، بل سيرفض الحرية والتغيير . البرير اجاب على بعض الاسئلة ، مشيرا الى ان الاصلاح الامني والعسكري عملية سياسية معقدة ، وتحتاج الى حوار كبير وخبراء عسكريين ، لافتا الى ان ملف العدالة الانتقالية مهم جدا ، واي حديث عن افلات من العقاب ليس مقبولًا ، منوها اىي ان اتفاق سلام جوبا ملزم ،لكنه يحتاج الى تقييم وتقويم باتفاق مع الاطراف الموقعة عليه .