وزير النفط والغاز والمعادن أزهري عبد القادر طمأن في حفل تدشين حقل (يونتي) بمقاطعة المابان (ولاية الوحدة) دولة جنوب السودان بعودة البلاد قريباً إلى قائمة الدول المصدّرة للنفط، وأضاف أن الحقل سينتج (40) ألف برميل يومياً وسيضيف عائداً بالعملة الأجنبية للبلاد. وكشف أزهري عن اتفاقيات جديدة مع المستثمرين ستعيد لهم الثقة في التعامل مع السودان لا سيما الصين التي وصل عدد كبير من مستثمريها إلى البلاد. وأضاف: السودان موعود بخير كثير. ولفت عبد القادر إلى حصول السودان على مبلغ (24) مليون دولار، مقابل عبور وتصدير مليون ومائتي برميل من نفط جنوب السودان، مؤكداً دخول حقل الوحدة ب(15) ألف برميل قابلة للزيادة مما يعتبر نقطة انطلاق لبداية العمل في حقول سارجاث وفلوج في القريب العاجل. معدل الإنتاج : أزهري توقع عودة إنتاج الحقل إلى مُعدله السابق والمقدر ب(40) ألف برميل يومياً ممتدحاً أزلية العلاقات مع دولة الجنوب في مجال النفط، وأضاف: الخير الذي يعود من النفط يسهم في استقرار البلدين. كاشفاً عن الدور الطليعي الذي قامت به الشركات السودانية وحجم التحديات التي واجهتها في إعادة ضخ نفط الجنوب مرة أخرى بعد توقف دام لخمس سنوات. وزير البترول بدولة جنوب السودان، ازيكيال لول قاتكوث، نوه إلى بداية العمل في حقل سارجاث وسط توقعات بدخوله الإنتاج شهر مايو المقبل. ودعا قاتكوث بالحفاظ على روح التعاون الإيجابية التي أعادت بترول الجنوب إلى دائرة الإنتاج والتصدير عبر السودان، منذ ديسمبر2013م انخفض إنتاج دولة جنوب السودان النفطي إلى 130 ألف برميل يومياً، وفق بيانات رسمية بعدما وصل إلى 350 ألف برميل منذ الانفصال، وذلك بسبب النزاع بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول، ما أدى تلقائياً إلى تراجع عائدات السودان من رسوم العبور والتي يعتمد عليها في سد الفجوة الإيرادية التي خلفها الانفصال . مزيج النيل : الخبير في مجال الطاقة مهندس إسحاق بشير جماع يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أن حقل الوحدة ينتج مزيج النيل الذى ترتفع أسعاره عالمياً، وأضاف: إذا تم إنتاج كميات أكبر تحسن من العائدات خاصة أن تجهيزات الخام ونقله يتم عبر السودان، كما أنه من الممكن أن يشتري السودان كميات من الخام المنتج من حقل الوحدة لمصفاة الخرطوم، خاصة وأنه أفضل كثيراً من الخامات الأخرى. وتوقع جماع أن يدخل حقل سارجاث خلال الفتره المقبلة كما أنه يمر أيضاً عبر هجليج وحتى بورتسودان، وأضاف: السودان يصدر بنزيناً لإثيوبيا مقابل شراء كهرباء حوالي 300 ميقاواط ، متوقعاً أن تسهم أيضاً زيادة الإنتاج فى الوفاء بالالتزامات، وأضاف: الاتفاقية مع الإثيوبيين تنص على توفير البنزين حتى عن طريق الاستيراد إن لم يكف المنتج منه لصادر إثيوبيا من البنزين السوداني، لافتاً إلى أن توجه الخرطوم وجوبا بإعادة الإنتاج مهمة للطرفين، خصوصاً أن مزيد من ضخ النفط بالنسبة لدولة الجنوب يوفر عائدات من النقد الأجنبي باعتبار أنها تعتمد بشكل كبير على العوائد النفطية خاصة بعد تشغيل حقل الوحدة. وأكد جماع أن إعادة الضخ يسهم فى توفير عائدات للبلاد خاصة وأن الخط الناقل للبترول ومحطة التجهيز وموانئ الصادر تابعة للجانب السوداني. مؤكداً أن اتفاق رسم العبور الابتدائية إضافة للمبلغ التعويضي للسودان إلى جانب رسوم التجهيز تصل 25 دولاراً للبرميل، وأضاف: ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتحسين زيادة الإنتاج مشيراً إلى المعاناة الكبيرة للجنوب سياسياً وأمنياً واقتصادياً خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن إنفاذ الاتفاق بين الفرقاء الجنوبيين وتوفير الجوانب الأمنية يسهم في انتعاش الإنتاج النفطي من جديد. دخول الحقول: وزير النفط السابق عوض عبد الفتاح يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أن زيادة الكميات المنتجة تعود بالفوائد على البلدين، مشيراً إلى أن السودان يستفيد من خلال التجهيز والنقل إلى جانب الصادر عبر الموانئ السودانية، وتوقع دخول عدد من الحقول بدولة الجنوب خلال الفترة المقبلة خاصة مع توفر العزيمة لدى البلدين لزيادة الإنتاج. وأشار الخبير الاقتصادي بروفيسور عز الدين إبراهيم في حديثه ل(السوداني) إلى أن بترول الجنوب لم يتوقف بالكامل، مشيراً إلى أن ما تمت إعادته حالياً يمثل بعض الحقول المتوقفة بسبب اندلاع الحرب، مؤكداً أن انعكاس البترول إيجابياً يحتاج إلى فترة بدخول التحويلات المالية للنظام المصرفي، متوقعاً حدوث انفراج خلال الفترة المقبلة في العملة الأجنبية أو استقرار الدولار في أسعاره الحالية بالرغم من عدم ملكية السودان الكاملة للنفط الجنوبي مما ينعكس على زيادة إيرادات الحكومة وعلى ميزان المدفوعات مما يمكن من استيراد السلع الضرورية خاصة القمح والغاز خاصة في حال استمرار الضخ وارتفاع الإنتاج من البترول. ترميم الحقول: السودان ودولة جنوب السودان اتفقا فى وقت سابق ضمن مفاوضات الفرقاء الجنوبيينبالخرطوم على بدء العمل فى ترميم الحقول والآبار المتوقفة عن الإنتاج بدولة جنوب السودان عبر زيارات ميدانية تقوم بها فرق فنية من البلدين. ووقع وزير النفط والغاز ونظيره الجنوبي إزيكيل لول جاتكوث حينها على اتفاق يقضي باستعادة الإنتاج فى مربع 5 أ (سارجاث) وبحثا خيار نقل نفط المربع عبر الأنبوب، فيما توصل الطرفان في بنود الاتفاق على إمداد المنشآت السودانية "محطة كوستي ومصفاة الخرطوم" بخام عدار الجنوب السوداني وشمل الاتفاق البدء في إعادة تأهيل حقول الوحدة بثلاث مراحل تبدأ بالحقول الشمالية في حقل سارجاث.