فى حوالى التاسعة من مساء أول أمس (الثلاثاء) وردني اتصال من أحد أولياء الأمور يخطرني بوقوع كارثة جديدة في امتحانات شهادة مرحلة الأساس بالخرطوم، موضحاً أن لديه ابن يدرس بمعهد الأمل للصم بالخرطوم بحري وكما هو معلوم فإن هذه الشريحة تُصنَّف ضمن الحالات الخاصة، الأب قال ل(السوداني) إنَّ ابنه أخطره بأنه لم يكتب شيئا في ورقة الامتحان سواء اسمه فقط، وذات الأمر انطبق على (13) من زملائه التلاميذ ما سيؤدي لإحرازهم (صفرا كبيرا) في الامتحانات. خلط العام بالخاص وأكد الأمين العام لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور راشد سليمان التيجاني ل(السوداني) حدوث خطأ غير مقصود في توزيع ورقة الامتحانات (العامة) على الحالات (الخاصة)، وقال إنه لا بد من إجراء معالجة لهؤلاء التلاميذ الذين جلسوا لامتحاني القرآن الكريم واللغة الإنجليزية لشريحة الحالات الخاصة، بالمركزين (868) و(337) أسماء بنت أبي بكر ببحري، ومركز أبوبكر الصديق، وأكد أنه قد أجرى اتصالا مع مدير عام الوزارة التربية والتعليم وإدارة التربية الخاصة التي أوضحت له أن إدارة الامتحان ليس لديها علم بأن امتحانات الحالات الخاصة مختلفة عن المسمعين، مشيراً إلى أن هناك أخطاء وقعت فيها الإدارة لعدم فصل الحالات الخاصة في حجرات منفصلة وعدم الاستعانة بمعلم لغة إشارة ولو واحد فقط على أقل تقدير داخل مركز الامتحان، وأضاف الدكتور راشد أن أولياء الأمور هُم أول من اكتشف ذلك الخطأ بواسطة أبنائهم، مؤكدا أن الوزارة قد تقررت إعادة المادتين بعد انتهاء الامتحانات، لعدد 14 تلميذاً (خمس إناث وتسعة ذكور)، وقال إن ثمَّة خللاً حدث، قاطعاً بتكوين مجلس تحقيق حول الواقعة ومحاسبة المُقصِّرين حتى لا تتكرر مثل هذه الواقعة. بيان مهم ومن هنا بدأت (القصة)، حيث أُجريت عدة اتصالات بالجهات المختصة لمعرفة حقيقة الأمر وحصلت على بيان أصدره اتحاد الصم بولاية الخرطوم يُطالب بالتدخل العاجل لإيقاف سير امتحانات شهادة الأساس الجارية الآن؛ لتلاميذ ذوي الإعاقة السمعية الجالسين لامتحان شهادة التعليم الأساسي، وبرَّروا ذلك بأن هؤلاء التلاميذ قد درسوا المنهج المنقح الخاص بالصم لكنهم فوجئوا بامتحان (غير) في المادتين اللتين جلسوا لهما وهما القرآن الكريم واللغة الإنجليزية. وأضاف البيان أن هناك أوامر صدرت للمعلمين بعدم النشر أو التعليق على الامتحان من قبل إدارة التربية الخاصة محلية بحري وإدارة الامتحانات. وشدَّد الاتحاد في بيانه على حرصهم التام بطلابهم ومراعاة ما يناسب قدراتهم ويتوافق مع المنهج المنقح لهم، وناشدوا عبر البيان وزارة التربية والتعليم وإدارة التربية الخاصة الولائية التدخل العاجل لإيقاف الامتحان العام للصم لأنه يتسبب في ضياع عامهم الدراسي بعد دراستهم للمنهج المنقح. تهديد ووعيد من ناحيتها استنكرت الأمين العام لاتحاد الصم وخبيرة الإشارة والمعلمة بذات المعهد "آمال عوض الله"؛ استنكرت بشدة وقوع هذا الخطأ وقالت إنهم أخطروا الجهات المختصة به إلا أنهم تلقوا تهديدا في حال نشرهم للواقعة، مشيرة إلى أن مكتب التعليم رفض توزيعهم للمراقبة. واعتبرت "آمال" أن هذا انتهاك واضح للقانون لعدم وجود معلم لغة إشارة، الأمر الذي كان سيؤدي إلى إضراب التلاميذ عن جلوسهم لامتحانات التقنية، مُحمِّلة وقوع الخطأ لإدارة القياس والتقويم بدمجهم في مدارس مسمعين، ولم تُراعَ حالاتهم الخاصة، وقالت إن جميع المعاهد الأخرى لديها معلمو إشارة وإنهم بصدد رفع مذكرة لمفوضية حقوق الإنسان وسوف يتم تصعيد الأمر إلى جهات أخرى في حال عدم وجود معلم لغة إشارة وسوف ينفذون وقفة احتجاجية غدا أمام مراكز الامتحانات مع أولياء الأمور وإضراب التلاميذ عن الجلوس الامتحانات، وكان عدد من الطلاب قد دخلو في حالة نفسية وإحباط بعد جلوسهم لورقتي القرآن الكريم واللغة الإنجليزي. حل المشكلة الأمين العام لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور راشد سليمان التيجاني، عاد ليؤكد ل(السوداني) أنه بعد توارد الشكاوى من أولياء الأمور جرت اتصالات عديدة وبموجبها تم حل الإشكالية، وجلس التلاميذ أمس (الأربعاء) لامتحانات التربية التقنية (حالات خاصة)، ولفت إلى تكوين مجلس تحقيق بالواقعة ومحاسبة المتسببين فيها حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء. من جانبها استنكرت الأمين العام لاتحاد الصم والبكم وخبيرة لغة الإشارة الأستاذة آمال عوض الحادثة واعتبرتها خرقا واضحا لقانون الأشخاص ذوي الإعاقة. واحد من احتمالين اتصلت على وزير التربية والتعليم بالخرطوم للحديث حول هذه القضية، لكن هاتفه ظل مُغلقاً، بعد ذلك حاولنا مع إدارة التربية الخاصة فقال مصدر - طلب حجب اسمه - إن هذه المكشلة ستتولى حلها إدارة القياس والتقويم بعد الفراغ من الامتحانات، مشيراً إلى أن الحل لن يخرج من أحد احتمالين: إما إعادة الامتحانين للتلاميذ ال(14)، أو منحهم متوسط درجات من نتيجة أوراق الامتحانات الأخرى.