المطلوب ورشة عمل يا دكتور نافع ..! :اللقاء التكريمي الذي أقامته أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني للصحافيين وقادة العمل الإعلامي كان ذا فوائد متعددة ولكن أهمها أنه ساهم في تقريب المساحة بين الحزب والإعلام وبين العاملين في الحقل وزملائهم. إنه من عبقريات البروف غندور وصحبه الكرام الجنيد وياسر الذين أسعفوا أمانة الإعلام وأعادوا إنتاجها وتقديمها بصورة حضارية وأتمنى لهم مواصلة الدأب في هذا التحدي المستمر. في هذه المرحلة الجميلة تزين الحضور بالدكتور نافع علي نافع وشيء من جمر الصراحة الذي لا يأل جهدا في إخراجه فيكون نافعا مفيدا بإذن الله ..! جمرة دكتور نافع كانت صغيرة جدا هذه المرة ولكنها كبيرة المعنى وقد رددتها ألسن كثيرة من قبله مع اختلاف المذاق من نافع (مركز شوية) لكن دعونا نناقشها ونجتهد في التوصل لخلاصات مفيدة. (النقد مطلوب ومفيد سواء اتفقنا أو اختلفنا معه وذلك لأننا لم ندع يوما أن المؤتمر الوطني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولكن استنصار أهل البلد من الصحفيين أو غيرهم على وطنهم بالأجنبي أو بالعدو المتربص بالبلاد واستقرارها مرفوض ..!) لم يقل نافع (خيانة!) ولا (لحسة كوع!) لزوم الأناقة بسبب وجود عدد كبير من المخمليين لكن لو قالها لكان محقا ..! أتوقف مع الدكتور نافع هنا في محطة مهمة وهي أن الذين يعملون لصالح الأجنبي والعدو المتربص بالإسلام وربما بالأديان كلها على ثلاثة أنواع: 1- نوع (محدود العدد جدا) مرد على العمالة مهنةً وظيفيةً وغرق فيها حتى أذنيه وهذا ربما يقتل أو يصاب بأذى لو أراد الخروج منها وأعتقد أنه لو قرر التوبة واستبان للصف الوطني هذا أن يعينوه مثلما يعان مدمن المخدرات ويستجيز العلماء منحه جرعات من مخدرات محددة وفق جدول زمني في مستشفى مخصص لهذه الأغراض. 2- نوع لا يكره الوطن بل ربما يحبه أكثر مني ومن دكتور نافع، أقول هذا لأن أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الرسول أكثر مني ومن دكتور نافع قطعا ولكنه لم يسلم. هذا النوع لديه قناعات بأنه لا يوجد بلد ولا غيرها، توجد فكرة (الماركسية) أو (مفاهيم حقوق الإنسان) أو (الديموقراطية) ولا توجد لديه حدود واضحة للانتماء الوطني. والصادقون من هذا عبأتهم قنوات آيدولوجية أو ما يسمى بالمجتمع الدولي والعمل الإنساني وظنوا ان استهدافهم الحكومة السودانية بأجندة ما يسمى بالمجتمع الدولي جهاد لا مرية فيه. وقد يتلبسون ببعض العطايا مثلهم مثل العملاء وكتبة التقارير الاستخبارية (المغطاة بالصبغات الأكاديمية والبحثية) حينا ويصيبهم الفقر كثيرا وذلك لصدقهم وعدم سقوطهم بالكامل في براثن ما يسمى بالمجتمع الدولي. وهؤلاء يجب أن يتواصل معهم أهل المؤتمر الوطني ويناقشوهم ويقنعوهم بالتي هي أحسن. 3- نوع ثالث حدث بينه وبين هذين القسمين تقاطع مصالح فترات مؤقتة وقامت بينه وبينهم صلات فاستفاد منها وقرر الاإحتفاظ بها مع عدم التعويل عليها وبناء حياته عليها. ما زالت حرفته الأساسية الصحافة والإعلام لكن بعضهم وليس كلهم بات يهوى اصطياد الفرص أو النجومية أو الأموال فيقدم رجلا ويؤخر رجلا حسب ما يتيسر له وكل (عملية!) أو (مقطوعية!) بحسابات منفصلة عن أختها. باختصار ليس له منهج واحد ضد الوطن ولا ضد الحكومة ولا ضد ما يسمى بالمجتمع الدولي. وهذا أيضا يناقش وتمد له جسور التواصل. المطلوب ورشة عمل للنقاش حول الوطنية والخيانة والعمالة وكل هذه المفاهيم عبر جولات متعددة بل مستمرة وليست جولة واحدة.