ماذا يعني الإطار المفاهيمي؟ يقول د.أمين حسن عمر ل(السوداني) إن الإطار المفاهيمي، يقصد به الأفكار الرئيسية التي على أساسها سيتم إصلاح المؤتمر الوطني، مشيراً إلى أنها أصلاً ورقة مضمنة في وثيقة إصلاح الحزب، منوهاً إلى أنها لخصت في ورقة خارجية وكأنها مذكرة تفسيرية وألحقت بوثيقة الإصلاح التي أعدت منذ عام 2013م في سياق وضع أفكار رئيسية لانطلاق عمل الإصلاح. تأجيل المؤتمر العام للوطني طرح علامة استفهام كبيرة لدى العديدين من المهتمين بالشأن العام. وحيال ما وراء تأجيل موعد انعقاد المؤتمر العام يذهب د. أمين إلى أن المكتب القيادي لم يكن من سلطاته اتخاذ قرار التأجيل إلا عبر طرح الأمر على هيئة الشورى وتوقع انعقاد المؤتمر العام عقب شهر رمضان المقبل. بعيداً عن الحكومة إضاءات أخرى حيال موقف المؤتمر الوطني وخطواته المستقبلية القى الضوء عليها رئيس القطاع السياسي بالحزب د. عبدالرحمن الخضر، ويذهب في حديثه ل(السوداني)أمس، إلى أن عمل الوطني في المرحلة المقبل يستند على رؤيته المفاهيمية التي أحيلت عقب إجازتها من مجلس الشورى للجان الأربع التي شكلها المكتب القيادي التي انبثقت عنها لجان أخرى فرعية، مشيراً إلى أن هناك أكثر من (10) لجان تبحث في موضوعات الورقة المفاهيمية التي تتركز حول الحوار وكيفية إنفاذه إلى جانب الإصلاح بشقيه داخل الحزب وعلى مستوى الدولة. وحول الآجال الزمانية للجان توقع الخضر أن تنتهي من أعمالها في فترة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع ليعمل بموجبها المؤتمر الوطني بعيداً عن ظل الحكومة وتشكيل الحزب وترتيب أوضاعه للمرحلة القادمة . الدمج والحل الورقة المفاهيمية التي طرحها رئيس الحزب أحمد هارون أمام هيئة الشورى مستغرقاً في عرضها قرابة الساعتين، تضمنت حزمة من القضايا الرئيسية، على رأسها علاقة الحزب بالدولة وعلاقة الوطني بالحركة الإسلامية، فضلاً عن كيفية إسهام الجميع في بناء المستقبل. وبحسب مصادر بالشورى تحدثت ل(السوداني)- بعد أن طلبت عدم ذكرها – فإن أحمد هارون ذكر أن واحدة من القضايا الأساسية دعم أكثر وضوحاً للمؤتمر الوطني لقرارات الرئيس البشير الأخيرة، خاصة ما يلي عملية السلاح والوفاق الوطني. وبحسب المصادر فإن هارون ذكر أعضاء الشورى أن الوقوف مع الرئيس البشير يعني الانتصار للشرعية والبلاد لأنه بات يمثل كل الناس. وحول مستقبل العلاقة بين الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني وما تردد عن دمجهما، أكدت المصادر أن أغلب أعضاء الشورى دعوا لإبقاء الوضع على ما هو عليه وأن تظل الحركة الإسلامية رافدة للوطني بالرؤى والكوادر. مداخلات ساخنة طبيعة القضية المطروحة أمام هيئة الشورى، ربما فرضت اختصار أعمالها ليوم واحد بدلاً عن يومين كما كان سائداً خلال دورات انعقادها الماضية ، إذ شكلت الورقة المفاهيمية البند الأوحد والرئيسي المطروح للتداول، واستمر النقاش لأكثر من (20) ساعة، وفاق حضور أعضاء الشورى نسبة 90%. وكانت أبرز المداولات تلك التي أدلى بها القيادي بحزب المؤتمر الوطني وعضو الشورى علي عثمان محمد طه، الذي صوبها نحو ضرورة وأهمية التغيير، وقال طه " آن الأوان ليخلفنا جيل مسلح بالعلم والمقدرات وقادر على تحمل المسؤولية لأن تحديات البلاد أكبر ومطالب أهل السودان أكبر بكثير مما يفوق الخيال" وتوقف طه –بحسب مصادر بالشورى- عند أبرز وأهم المتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية التي طرأت على السودانيين. أما د. نافع علي نافع فدعا إلى ضرورة دعم قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة وأن يشكل المستقبل برؤية جماعية عبر إسهام كبير في قضايا الوطن دون استثناء أحد أو التخندق في المواقف والقضايا القديمة. وبالمقابل دعا نائب الرئيس السابق حسبو محمد عبد الرحمن إلى ضرورة المزيد من الانفتاح على الآخر وتعميق الحوار المجتمعي ومخاطبة قضايا الفكر والثقافة والأندية الرياضية والتواصل مع الجماعات الإسلامية كافة، فيما جاءت مداخلة الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد حسن مصوبة نحو القضية الاقتصادية ومعاش الناس، وقال الزبير " سنسهم فقط بأفكارنا لأن للحكومة أيضاً رؤاها وأفكارها". وأفادت مصادر(السوداني) أن اللجان الخاصة بإعادة هيكلة الدولة فرغت من أعمالها الخاصة بمراجعة عدد من الشركات والمؤسسات ذات النشاط الاقتصادي .. المصادر رجحت صدور قرارات وشيكة خلال الأيام المقبلة ستحمل قائمة جديدة من تصفية بعض الشركات وإعفاء مسؤولين عنها. ما هي اللجان الأربع؟ لجان المكتب القيادي التي كونت لتسريع الخطى لإنجاز مهامها بادرت بإعداد الخطط والمسارات التي تفصل ما أجمل في الإطار المفاهيمي الذي يرتكز على ركائز الحوار والإصلاح، وتم تكوين 4 لجان هي لجنة لمساعي الحوار الوطني التي أعلنها الرئيس البشير، ولجنة للمشكلة الاقتصادية، ولجنة للإعلام، ولجنة للإصلاح السياسي في الحزب والتعامل مع القوى والأحزاب السياسية الأخرى. وطبقاً لمخرجات الشورى فإنه وافق على توصية المكتب القيادي بتأجيل المؤتمر العام للحزب وتفويض الرئيس المفوض وأعضاء المكتب القيادي وهيئة الشورى لوضع خارطة طريق ومصفوفة زمنية لاستكمال البناء التنظيمي، حيث إنه كان من المفترض أن يقام المؤتمر العام في الشهر القادم لكن تم تأجيله للظروف المحيطة بالبلاد والمحيطة بالحزب ريثما تتاح فرصة لاستكمال الحوار مع القوى السياسية حول المرحلة القادمة.