البنات... هموم (الحصار)..!!! الخرطوم: مروة عمارة لايدري ماذا يفعل من كثرة ماظل يسمعه عن البنات ومصائبهن، يصعد للمركبة العامة فيجد مشكلة ضخمة بسبب فتاة وماترتدي من ملابس ضيقة، يأتي الى العمل فيجد أصدقاءه كذلك يتحدثون عن البنات ومغامراتهم معهن، ولأنه شخص قادم من بيئة منغلقة، كان لايحب ان ينخرط معهم في مثل تلك الاحاديث ويظل يستمع فقط، حتى وصل لمرحلة من الرعب جعلته يطبق الخناق على شقيقته الصغرى وينصب نفسه رقيباً عليها في كل سكناتها وحركاتها، ويمنعها حتى من الخروج للدكان المجاور، مما جعلها تدخل في حالة اشبه بالنفسية جراء ذلك الحصار، وتظل تفكر طويلاً عما يخاف عليه منه شقيقها، لتطبق وبالتفصيل المثل الذى يقول: (الممنوع مرغوب)-ولو من باب حب الاستطلاع- وبدلاً من أن يحافظ عليها شقيقها دفعها دفعاً لطريق آخر ربما كان هو أبشع بكثير من الذى كان يخاف منه. الممنوع مرغوب: الرقابة على البنات...مسمى عريض لحالة اجتماعية تظل فيها ملاحقة بعض افراد الاسرة لبناتها جزئية لابد ان يتم تناولها بالكثير من الدراسة والتمحيص خصوصاً بعد اعتراف عدد من الفتيات ان ضغط الاسرة عليهن كان سبباً في افتعالهن للكثير من المشاكل وانتهاجهن لطرق اخرى سلكنها طمعاً في اكتشاف مايخاف عليه اهلوهن منه، لتحدث الكوارث وتتكرر العبارات والعتاب على شاكلة: (انتو السبب...عدم ثقتكم فيني خلاني امشى اجرب)...!!! ما بجيب فايدة: (السوداني) حاولت ان تثير عدداً من النقاط حول الجزئية لذلك خرجت للشارع وسألت العديد من المواطنين عن آرائهم في حصار الاسرة للفتاة وبداية إلتقينا بالموظف الشاب ياسر محمد والذي قال :(صراحة نحن في زمن صعب شديد، وكل يوم الواحد بسمع حاجات تشيب الراس ،لكن لو كان حصار البنات بجيب فايدة، ماكان في زول خلى بناتو ولا أخواتو يطلعن الشارع)، واعترف ياسر بصعوبة حبس الفتاة وحصارها خصوصاً في هذا الزمان الذى يشهد انفتاحاً كبيراً. رفقا بالقوارير: من جانبه قال الدكتورعبد الرحمن ابراهيم الاستاذ بجامعة الخرطوم أن الناس اصبحوا يتحدثون عن الفتاة وكأنها عبء ثقيل، يريدون التخلص منه بزواجها حتى وأن لم تكن مستعدة لهذه المرحلة، ولا يفكرون في العواقب التي يمكن أن تحدث (لان ماحرمت منه الفتاة في بيت أبيها تريد أن تجربه في بيت زوجها وهنا تكون المشكلة أكبر)،وواصل حديثه قائلاً: (إن قضية الفتاة مثلها مثل أية قضية أخرى كلما تعاملنا معها بحكمة ووعي أكبر كانت النتيجة عيش حياة كريمة للفتاة وأهلها ). كما تدين تدان: (عاين لي أي بت على أنها أختك أو بتك وحافظ عليها تسلم أنت ويسلم غيرك)...هكذا أبتدر الموظف يوسف حسين حديثه وقال:(عبارة كما تدين تدان لم تأت من فراغ، فهي حقيقة حيث ان اي انسان يتعامل يتم التعامل معه بنفس مافعل،واضاف: ( لكن لو الشارع كلو أولاد بيشاغلو البنات ماذنبهم براهم مفروض يسجنوا الاولاد كمان لو حصاروا البنات عشان الفايدة تعم)..!!!