دوسة.. هل من مجيب؟! هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته لوزارة العدل في دول العالم وضع خاص، تضعه بنفسها ويضعه الآخرون لها.. إن كانت معنية بتحقيق العدالة للفرد فهي معنية أكثر بالوصول إلى أشياء أخرى أقوى في قضايا الرأي العام، يفترض على هذه الوزارة أن تتابع ما يُكتب في الإعلام، وتهتم بإدخال القضايا المعروفة وغير المعلومة إلى أروقتها، تجري تحقيقاتها وتجتهد بالتوصل إلى الحقيقة، وتحرص على إطلاع الرأي العام بنتائج ما توصلت إليه.. قبل أقل من عامين، استقبل هاتف الأستاذ فيصل محمد صالح في صباح باكر اتصالا من مولانا محمد بشارة دوسة يعرب فيه عن اهتمامه بعموده "ذرة من العدالة" والذي تحدث فيه عن الظلم الذي وقع على الصحفي أبو ذر الأمين من قبل الجهات العدلية، الوزير أرسل مدير مكتبه ليشيد بما كتبه فيصل ويؤكد أنه سيتابع القضية بنفسه.. لم يكن هذا التصرف هو الأول أو الأخير للسيد الوزير.. إلا أن دوام الحال من المحال، فمع مرور الزمن باتت هذه الوزارة تتضايق مما يُكتب وتعتم أنشطتها على الصحف وتقتصرها على الإعلام الرسمي.. سألت زميلي الشاطر جدا، محمد البشاري المعني بتغطية وزارة العدل عن الأسباب التي دفعتهم لإعلان مقاطعتها، لم أتفاجأ من السبب حينما قال لي "باتوا يختارون صحفيين معينين لتغطية الأنشطة، ثم أصبحوا لا يدعون الجميع وحينما نتصل عليهم يقولون لنا شيلو الخبر من سونا"!! المعلوم، أن جهة ما إن أرادت استفزاز الصحفيين ما عليها إلا أن تقول لهم "شيلو الخبر من سونا"!!.. يعتقدون أن الصحفي عبارة عن أداة ناقلة، يدخل لذلك الموقع لينسخ الخبر بقليل من التعديلات ليكتب فيه اسمه وهو سعيد بعد أن تحصل عليه بكل سهولة ويسر، وما دروا أن الصحفيين يعتمدون في أخبارهم على الأسئلة التي لا يحبذ المسئولون سماعها! احتجت إلى معلومة، فاتصلت على مدعي جرائم دارفور ياسر أحمد فحولني إلى مدير مكتب الوزير النور أحمد الذي حولني هو الآخر إلى أحمد شرف الدين، والقائمة تطول "ونحن نساسق ساي". لم يخرج علينا دوسة أو مسئول من وزارته ليطلعنا ما الذي توصلوا إليه في لجان التحقيق التي شكلوها في أحداث نيالا وكتم والسريف وسماحة؟ لم يكشفوا لنا ما الذي حدث في أحداث جامعة الجزيرة وفي مقتل عوضية عجبنا.. ما أخبار المتضررين من مياه الصرف الصحي بالحاج يوسف؟.. القائمة تطول ونحن نعطي أمثلة!. أدين لوزير العدل بجميل كبير، لازلت أذكر ذلك اليوم جيدا حينما قدم لي معروفا دون أن يشعر وأنا في بداية الطريق، كنا مجموعة من الصحفيات نغطي في النادي الدبلوماسي محادثات بين السودان واثيوبيا، شارك فيها عدد من الوزراء من كلتا الدولتين، كنا محبطين ونحن نتحدث عن مآسي هذه المهنة بعد أن انتفى منها الجانب المادي والمعنوي في وقت من الأوقات.. كنا على وشك الاتفاق بتركها، وأولهم أنا بعد أن أقنعوني بقبول وظيفة عرضت عليّ من إحدى المنظمات بمرتب ثلاثة أضعاف الصحيفة! وكأن دوسة أحس بما أنوي فعله، فناداني وتحدث معي عن موادي الصحفية ومشيدا بالطريقة التي أتناول بها المواضيع حسب ما قال، شكرته وغادرت بعد أن ترك حديثه شيئا جميلا في نفسي، وبعد أن انتهت الجلسة، ناداني دوسة مرة أخرى وبجواره نظيره الإثيوبي.. طلب من مستشار بوزارة العدل أن يملكني الوثيقة التي وقع عليها البلدان، تردد المستشار أن يعطيني إياها لأنها الورقة الأصل، غير أن الوزير قال له "ليست مشكلة ستعيد لك الوثيقة غداً صباحا"، وهو ماحدث.. كانت تلك الأشياء البسيطة عاملا حاسما في تحديد مساري واتجاهي. ورغم هذا الجميل إلا أن أسئلتنا أعلاه، لازالت معلقة وملاحظتنا حول نفورهم من الصحافة تنتظر بعضا من الأسباب المقنعة.!.