إدارة الأزمات والتنبؤ بالكوارث من الإدارات المهمة والتى توكل إليها مهام كبيرة للحفاظ على مكتسبات الدولة وهذه الإدارة تنقصنا فى السودان فنحن فى حاجة للإنذار المبكر وللتنبؤ ولدرء الكوارث والتنبؤ بها قبل وبعد حدوثها فالكوارث البيئية والفيضانات والجفاف وغيرها من الكوراث التى تحدث سواء من الطبيعة او التي تحدث من الانسان تحتاج لإدارة أزمات لمعالجتها وهذه الأيام تعاني الولاية الشمالية من هجوم كاسح لأسراب الجراد الصحراوي هذه الآفة المهددة للموسم الزراعي بأكمله فالجراد يلتهم الأخضر واليابس لم يكتف بالمحاصيل الزراعية فقط بل هجم حتى على المحاصيل البستانية وأصبح يشكل كارثة على سكان الولاية الذين يعتمدون بصورة أساسية على المحاصيل الشتوية من قمح وفول مصري وبلح فمزراعو الولاية قد أعدوا العدة للموسم الزراعي من إمكانيات بواسطة البنوك فتجهيز الأراضي الزراعية ابتداء من تصليح الأرض للزراعة مرورا بالتقاوي المحسنة والأسمدة حتى الحصاد أمر مكلف ومرهق لكن أن يفاجئهم هجوم الجراد الصحراوي ويتلف حتى أمس حوالي (453) فدانا من المحاصيل الزراعية فهذا هو الخطر الداهم على أصحاب هذه المشاريع الزراعية التى أنفقوا فيها الملايين والآن تختفي فى غمضة عين فى بطوان الجراد الصحراوي الجائع والخطر ما يزال قائما فقد كشف مدير الإدارة العامة لوقاية النباتات د. خضر جبريل عن تواصل تدفق أسراب الجراد قادمة من جمهورية مصر العربية الى السودان وقد رسم خضر صورة قاتمة وأن الوضع فى طريقه للانفجار بعد أن تواصل تدفق الجراد خلال (24) ساعة متواصلة قدروا خلالها أسراب الجراد بالملايين وتوقع أن تغزو كذلك أسراب الجراد ولاية نهر النيل كما أشار الى الصعوبات التى تواجه الإدارة من قلة التمويل وعدم سداد وزارة المالية للمستحقات التى بلغت (60) مليون جنيه وشكى عن النقص الحاد فى الطيارين المؤهلين المتواجدين للعمل فعادة ما يتم تسريح هؤلاء الطيارين فى نهاية ديسمبر من كل عام. شيء غريب. كأننا بعد ديسمبر نأمن حدوث كوارث أو خلاص الآفات بتخلص بعد ديسمبر. كان الأولى على الإدارة أن تعمل على رش أسراب الجراد فى الحدود قبل أن يصل فمؤكد أن السلطات المختصة فى مصر قد أخبرتهم باتجاه أسراب الجراد جنوبا، فالحدود التي تقدر بآلاف الكيلومترات هي مهمة شاقة نقدر ذلك ولكن كان الأفضل القضاء عليه قبل أن يصبح مهددا للموسم الزراعي بالشمالية بل قد ينتقل الى ولاية نهر النيل والولايات الأخرى ويكلف الدولة ملايين الجنيهات ترى من يتحمل فشل الموسم الزارعي بالولاية الشمالية فالآلاف من الأفدنة مزروعة بالقمح والفول والمحاصيل الأخرى إضافة الى البلح والموالح الأخرى فإذا فشل هذا الموسم فمصير هؤلاء المزارعين الى السجون إضافة إلى المهددات الاقتصادية الأخرى لإنسان الشمالية الذى يعتمد على الزراعة بصفة أساسية فالإنسان ليس المهدد الوحيد بل حتى الحيوان لن يجد ما يأكله بعد أن يقضي الجراد على المشاريع. لذلك لابد من التدخل السريع لوقف أسراب الجراد بكافة الوسائل وتوفير الإمكانيات اللازمة لإدارة وقاية النباتات حتى تقوم بدورها فى مكافحة هذا الوباء . قاسم مختلف بالرغم من أن الجراد يشكل وجبة غنية بالفيتمينات وهو بذلك يشكل وجبة دسمة إن قلنا على سكان الشمالية أن يهجموا على الأسراب وتوضيبها لأكلها وبالتالى القضاء عليها فإن الملايين منه تعتبر كثيرة عليهم فلننتظر ماذا تفعل إدارة وقاية النباتات من أجل مكافحته فإن تحقق فالحمد لله وإن لم تستطع فسنطلق نداء لأهل السودان للتوجه للشمالية للقضاء على الجراد أكلا. بكري خليفة