لم يكتف المهتمون بالشأن التعليمي، وخبراء التربية وعشاقها برسم الخطط والإستراتيجيات من أجل إنجاح مسيرة العام الدراسي القادم، والحرص والتأكد من أن تلميذنا قد استوعب وبذهن حاضر كل ما قدمه له معلمه من أطباق شهية ودسمة، فلم يكتف علماء التربية بهذا القدر فقط بل تواصل جهدهم التربوي، بوضع ثقافة للعطلة الصيفية لأنها ظاهرة إيجابية مؤثرة في السلوك التربوي للتلميذ. Educational Behavior لذلك أفرد رجال التربية ببخت الرضا يومذاك وفي ربيع العصر الذهبي للتعليم أي الزمن الجميل مساحة رحبة من وقتهم وفكرهم وجهدهم لوضع تلك الثقافة المهمة موضع التنفيذ، لهذا اتخذ علماؤنا ببخت الرضا يوم كانت قلعة للعلم وبعد الدراسة الفاصحة قرار أن يمضي تلميذنا عطلة في فصل الصيف وتم تحديد فصل الصيف لأسباب صحية ولتفشي الأمراض المعدية خلالها، وتمتد العطلة لثلاثة شهور كاملة بعد حصاد تعليمي مرهق ومضن، يدور بذهني سؤال حائر: ما الغرض من هذه العطلة الصيفية المقررة؟ فرضت العطلة لتحقيق غرضين: أحدهما تربوي، والآخر أسري واجتماعي، يواصل صغيرنا تلقي المعرفة لسبعة شهور متواصلة يحمل خلالها عبئا ثقيلا يجهد عقله وجسمه، لذا كان لابد من الاسترخاء والراحة للعقل والجسم. Mental and physical Relaxation والتي نأمل ألا يكدر ويعكر صفوها ما يعرف اليوم بحصص التقوية، والدروس الخاصة النغمة الراتبة التي صمت آذاننا طوال العطلة الصيفية، حتى أصبحت وسيلة منبوذة ومعيبة تهدف لجباية المال واسترزاق مشبوه أطاح بالأهداف السامية للتربية، وقطعت حبل الود بين المعلم وتلميذه. إن تلميذنا لا يحتاج لمثل هذه الدروس المفتعلة، اذا أتقن المعلم أداء دوره التربوي المناط به منذ الإنطلاقة الأولى للعام الدراسي في مطلع يوليو من كل عام، ليزود تلاميذه بالعلم وشتى المعارف، وليغرس في وجدانهم فضائل الأخلاق، واذا أنجز معلمنا مهمته التربوية بصورة لائقة ومشرفة سينال رضاء الله ورسوله كما يرضي وطنه ومجتمعه، وينأى بنفسه عن كل ما يشين سمعته وسمعة المهنة المقدسة. للعطلة الصيفية فوائد تربوية ومجتمعية جمة وإيجابيات ثرة من الضروري أن يلم بها الآباء والأمهات حتى يجنوا ثمارها، نذكر منها أولا: ان فترة العطلة الصيفية فرصة سانحة تدفع بالتلميذ للتثقيف الذاتي بمصاحبة خير الجليس (الكتاب) الذي يزوده بالمعارف، ويثري ذخيرته اللغوية، ثانياً: يمكن للتلميذ من توسيع مداركه وصقل مواهبه بالتواصل وربما بانشغاله في عمل مثمر يدر عليه بحفنة من الدنانير، علها تعينه في شراء متطلبات العام الدراسي المقبل. ثالثاً: بالتواصل الاجتماعي للتلميذ وقيامه مع أقرانه برحلات علمية وأسرية ترفيهية، ومشاهدة الأفلام المفيدة والتعليمية يتم الترابط الاجتماعي والتوافق الاسري. رابعاً: على الآباء حث الأبناء على مصاحبة خيار الخيار من الأصدقاء لتزجية الوقت في الأنس البريء المفيد والمشاركة في العمل الجماعي Communal Work لترقية وتنمية المجتمع. والآباء والأمهات: طرحت عليكم رؤى ومقترحات، آمل أن تحظى باستجابتكم وتطبيقها اليوم وليس غداً، كما آمل متابعة تنفيذها وبث النصح والإرشاد لفلذات أكبادكم، حتى نصنع ونصقل جيلاً للغد أجيال المستقبل المشرق. ابني المعلم: أنت حجر الزاوية في العملية التعليمية، ولكي تسهم في صناعة جيل الغد والسمو بالمهنة المقدسة – التعليم – عليك بتأهيل نفسك خلال العطلة والالتحاق بكورسات التدريب الصيفي مع التثقيف المتواصل بشتى ضروبه وهكذا نحقق أهداف التربية، والصعود بالمهنة المقدسة الى أعلى قمم الازدهار والتألق. والله الموفق خبير تربوي