إعلان الجاهزية للتفاوض مع قطاع الشمال وفود التفاوض.. رفع التمام تقرير: هبة عبد العظيم يبدو أن الحكومة قررت أخيراً أن تحسم ترددها في طي ملف التوتر الأمني مع دولة الجنوب بدون عودة وأن تصم آذانها عن الأصوات المنادية بإشعال الحرب بالجنوب الجديد للبلاد أو ما يعرف بالمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) وبدأت تحضر أوراقها للتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال من أبناء المنطقتين رغبة منها في استقرار البلاد، وهنا يجب الأخذ في الاعتبار رغبة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير التي جددها مؤخراً بعدم رغبته في الترشح للرئاسة مرة أخرى، وقد تكون رغبة البشير في أن يسلم البلد لخليفته خالية من الحروب والاقتتال هي من قادت الحكومة لحسم أمرها بطي الملف. وكلما كانت طائرة وفدي التفاوض تحط إطاراتها على مدرج دولتيهما إلا وأطلق رئيس كل وفد تصريحات تؤكد فشل المفاوضات وانهيارها ويبدأ تبادل نيران الاتهامات إلا أن هذه المرة اختلفت عن سابقاتها وخيبت توقعات الكثيرين، وخرج وفد التفاوض الحكومي للناس ليقول إن هذه الجولة أزاحت جدار الشك والريبة بين الطرفين لتحل محله روح إيجابية وثقة وقد اختبر كل منهما خلالها جدية الآخر في تنفيذ اتفاقيات هزمتها قضايا كثيرة في الجولات السابقة. رفع التمام : رئيس اللجنة السياسية الأمنية وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين الذي بدا متفائلاً رغم الإرهاق الواضح على ملامحه وملامح الوفد المرافق له وهو يقول إن الجانبين (رفعا التمام) للآلية الافريقية رفيعة المستوى ببدء إخلاء المنطقة منزوعة السلاح شمال وجنوب خط الصفر من أية قوات تابعة للبلدين، وبداية إعادة انتشار القوات المسلحة للدولتين من المنطقة الآمنة وهي 10 كيلومترات على جانبي الحدود من كل دولة بالإضافة إلى منطقة (14 ميل)، واعتبر ذلك مؤشراً مهماً جداً يؤكد مدى جدية الطرفين في تنفيذ الاتفاقية. وكانت الدولتان قد اتفقتا مساء الثلاثاء الماضي على إنشاء آلية جديدة مشتركة للمراقبة والتحقق من فك الارتباط وعدم إيواء أي طرف للحركات المتمردة والجماعات المسلحة والسالبة تجاه الطرف الآخر بجانب لجان لتلقي الشكاوى بشأن أي تحركات مناوئة. وتم الاتفاق في ختام اجتماعات اللجنة الأمنية السياسية المشتركة بين البلدين بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا والتي استمرت ثلاثة أيام برئاسة وزيري الدفاع في البلدين وحضور الوساطة الإفريقية. فيما اعتبر حسين تجاوز عقبة تكوين آلية مراقبة مشتركة جديدة لمراقبة الترتيبات الأمنية واتفاقية عدم الاعتداء في المناطق ما بعد ال(40) كلم اعتبره حسين اختراقاً حقيقياً على أساس احتوائه لأكبر هم أمني –على حد تعبيره – . قطاع الشمال : في وقت فاجأ فيه حسين الصحفيين بإعلانه جاهزية الحكومة للاجتماع مع الحركة الشعبية قطاع الشمال على أن تكون المرجعية في التفاوض بروتكول الترتيبات الأمنية الخاص بالمنطقتين(جنوب كردفان والنيل الأزرق) في اتفاقية السلام الشامل لسنة 2005م ، وأضاف بقوله :"نأمل أن يكون هذا الاجتماع في غضون الأيام القليلة القادمه". وفيما يتعلق بفك الارتباط أوضح أن وفد الجنوب قدم ثلاثة خطابات من رئيس دولة الجنوب سلفاكير والأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم، ورئيس هيئة أركان الجيش، تخضع جميعها للدراسة من قبل القيادة السياسية. صفحة جديدة : وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمطار الخرطوم أمس عقب عودته من العاصمة الإثيوبية أديس أببا: "بهذه الترتيبات تكون بدأت صفحة جديدة بين الدولتين وانتقلنا من مرحلة الشك والريبة الى مرحلة الثقة وتبادل المنافع بين الدولتين"، مشيرا الى أن وفد الجنوب تمتع بروح إيجابية ومسئولة جدا وكانوا واقعيين. لافتا الى اتفاق الطرفين على تكليف كبار المسؤولين عن الاستخبارات العسكرية بالدولتين للاجتماع لمعالجة أي شكاوى أو خروقات قد تطرأ لحين وضع أسس عمل هذه اللجنة موضحا أن عمل هذه اللجنة سيغطي منطقة خارج منطقة مسؤولية اللجنة الفرعية المحددة ب(40) كلم من المنطقة الآمنة منزوعة السلاح. ووصف الاجتماع مع وفد دولة الجنوب بأديس أببا بالمهم والمفصلي اختبر فيه كل طرف جدية الآخر. وأكد حسين أن الاجتماع تم الاتفاق فيه على تنفيذ الترتيبات الأمنية متمثلة في قضية الانسحاب الفوري غير المشروط لقوات الطرفين من الجانبين ووفقا لحسين فإن الانسحاب الذي بدأ فعليا يكتمل في الرابع والعشرين من الشهر الجاري وتتحقق منه الآلية في السادس والعشرين من ذات الشهر، وإعادة انتشار القوات المسلحة للبلدين من المنطقة منزوعة السلاح. اليونيسفا تنتشر ولم يفت على حسين أن يذكر أن "اليونيسفا" أكدت خلال الاجتماع أن المراقبين الدوليين وصلوا بالفعل الى المقر المؤقت لبعثة المراقبة والتحقق للحدود المشتركة في كادوقلي منذ الاثنين الماضي وأن المراقبين المحليين وصلوا أمس وأن مراقبي جنوب السودان سيصلون اليوم الخميس بعد ذلك سترفع تقريرا الى الاجتماع المقبل حول تنفيذ متطلبات الاتفاقات وفقا للتوقيتات والأطر الزمنية المحددة. ويفترض أن يتحقق فريق المراقبة هذا الذى يضم أفرادًا من قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام، من انسحاب كل طرف من المنطقة العازلة منزوعة السلاح البالغ عرضها 10 كلم على كل من جانبي الحدود بين البلدين، التى حددت عند استقلال السودان فى 1956. مشيرا الى أن اجتماع اللجنة السياسية والأمنية المشتركة أثمر عن اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة إضافية تتولى تنفيذ وتطبيق كافة البنود الواردة في "مذكرة التعاون وعدم الاعتداء" التي تم توقيعها بين البلدين في فبراير الماضي موضحا أن تلك المذكرة تتضمن العديد من المبادئ والأسس والإجراءات التي التزم الطرفان بتنفيذها وقال إن "الاجتماع المقبل للطرفين سيقر أسس عمل هذه اللجنة". المعابر : وفيما يتعلق بالتواصل وانسياب حركة المواطنين والتجارة، أوضح حسين إنه تم الاتفاق على الآليات الفنية للمعابر الحدودية العشرة حيث سيعقد اجتماع خاص بذلك قبل الاجتماع المقبل مع دولة الجنوب بثلاثة أيام ، والذي توقع أن يكون في أبريل المقبل لتكوين هذه الآليات الفنية المعنية بموضوع المعابر. اللجنة الفنية : وكان رئيس اللجنة الفنية للجنة الأمنية المشتركة عن الجانب السوداني الفريق عماد عدوي قد قال في تصريحات من مقر المفاوضات أن الجلسة الختامية انتهت في جو إيجابي مفعم بروح التعاون وهي كانت خطوة هامة في أول اختبار حقيقي للمصفوفة. وأضاف: "تم التوقيع على محضر قرارات هذا الاجتماع الذي تضمن الآليات الإضافية الخاصة بالمراقبة والتحقيق للمنطقة ما بعد 40 كيلو متراً داخل حدود البلدين". هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته