قطع (رحط) وزفاف بالعديل والزين... البريطاني (توم) وعروسته (كيت) على عنقريب جرتق آل المهدي!. فلاشات: سعيد عباس وسط زفة دبلوماسية كانت سفارتها العادات والتقاليد السودانية، وعلى أنغام العديل والزين وزغاريد الحاضرين على انغام الدلوكة التي ملأت أطراف المكان نغماً وطرباً بمنزل السيد الإمام الصادق المهدي بأمدرمان بحي الملازمين، كان الموعد مع جرتق العرسين البريطانيين (توم) و(كيت) بحضور عدد من رجال وسيدات الأعمال السودانيين ورجال السلك الدبلوماسي وسفراء الدول المختلفة على رأسهم السفير الكندي وسفير دول الاتحاد الأوروبي والسفارة الكينية واليوغندية بالخرطوم، بجانب حضور مساعد رئيس الجمهورية الدكتور جلال يوسف الدقير والدكتور بشير آدم رحمة والبروفيسور كامل إدريس وعدد من الدبلوماسيين وكامل طاقم السفارة البريطانية بالخرطوم، حيث تربط العروسين (توم) و(كيت) أواصر صداقة وزمالة مع الدكتورة مريم الصادق المهدي في العمل الدبلوماسي، أمّا العروس (كيت) فهي تعمل منسقة بمكتب السفارة البريطانية بالخرطوم والعريس (توم) يعمل موظفاً في إحدى منظمات الأممالمتحدة بالبلاد. القرمصيص والشربوت: وأبدى العروسان رغبتهما في إجراء تقاليد سودانية بحتة على زواجهما، واختارا منزل الإمام لتلك المناسبة بعد أن التقطت الدكتورة مريم الصادق قفاز المبادرة لتهيئة الأجواء وترتيب أمر مراسم الحنة والجرتق بمنزلهم بمعاونة مشتركة مع كامل أفراد أسرة الإمام الصادق المهدي؛ حيث تمّ تجهيز العروس بارتدائها (للقرمصيص) السوداني والجدلة الكاملة بجانب ثوب (الحنة)، كما ارتدى العريس (توم) جلابية الحنة وعلى جبينه الهلال وعلى يمينه السيف متوشحاً بشال الحنة والجرتق بعد أن تقدموا إلى ساحة الحفل تسبقهما الزغاريد وغناء العديل والزين على إيقاع الدلوكة الذي في أحدث في دواخلهم طرباً ودهشة، جعل الجميع يقفون على أرجلهم لمتابعة سير العرسان على هذه الأنغام المتميزة، فضلاً على نوعية الطعام السوداني الذي كان يتسيد الموائد آن تلك الليلة من عصيدة (ولقيمات) وفواكه وأطعمة سوادانية كان مشروبها الأول هو (الشربوت) الذي أثار دهشة وإعجاب الحاضريين من الدبوماسييين. أبشر.. أبشر: ولم يجد العروسين صعوبة في الرقص فقد تمايلت الخواجية (كيت) وهي ترقص رقصات العروس السودانية، وبجانبها عريسها توم وهو يرفع سيفه ويهز فوق الشباب ويرد بلكنة سَلِسَلة: (أَبْشِر... أَبشِر) التي كان يقابل بها كل شخص يريد أن يقدم له التهنئة كما تحدَّث الإمام الصادق المهدي لضيوفه الكرام باللغة الإنجليزية، شارحاً لهم تفاصيل العادات السودانية في الزواج وعن كيفية تزويج أصحاب الديانات الأخرى للمسلمين، ثم شرح لهم كيفية تطبيق مراسم العديل والزين بعد أن عرّفهم بصورة مفصلة عن الجرتق والسيموتة والضريرة والحريرة والحنة وكافة مستحضرات التجميل السودانية المحلية التي تصاحب حفلات الأعراس منذ أمدٍ بعيد وعلى مر العصور والسنوات. تعريف بالعادات: كما تفضل الإمام الصادق المهدي في نهاية الحفل بإكمال مراسم الجرتق بعد أن ربط للعريس الحريرة على يمينه ووضع الضريرة على رأسه والهلال على جبينه؛ كما ربط حريرة العروس و(خرزتها) بعد أن قدم لها كوب حليب لتتشاركه مع زوجها ثم لتنضح بعضاً منه على وجهه وهو أيضاً يفعل مثلما فعلت العروسة، مما أدخل البهجة والسرور في نفوس الحاضرين حتى أن إحدى (الخواجيات) حاولت أن تزغرد!. رشة ريحة: في ختام الحفل قام العروسين بحمل الطبق الذي أحضرته السيدة حفية حرم الإمام الصادق المهدي بعد أن وضعت عليه الذرة والبلح والحلوى، ليأخذها العروسان ويقومان بنثرها على الحاضرين، ويقوم بعد ذلك العريس بحمل قارورة عطر بخاخ ليقوم بضخها على رؤوس الحاضرين في فرح وسرور، بعد ذلك استمر الغناء بالدلوكة إلى آخر الحفل مع توافد أعداد كبيرة من الأجانب والسودانيين لأخذ صور تذكارية مع العروسين.