المخطط هو ذات المخطط ... مع تغيير الأماكن والمواقيت و(السكاكين الحادة!) و (أسماء الضحايا!) ... ما حدث في شمال دارفور تم استنساخه لكل دارفور خلال شهور في العام 2003. وما تم في دارفور تم استنساخة (كوبي – بيست أو نسخ – لصق) في جنوب كردفان والنيل الأزرق ... والمخطط مستمر ... وجزى الله "الأدروبات" خيرا فقد أثبتوا أنهم يستطيعون التعامل مع أزمتهم دون تحويل مناطقهم إلى (جحيم إنساني)، الأدروبات أذكى المهمشين إذا جاز هذا "التعبير الملغوم"! الخطوة الأولى في المخطط المكرور اعتداء الحركات المسلحة على المواطنين ... إغلاق بعض المناطق أو حتى الطرق بين المناطق ... تردي الاوضاع الإنسانية ... تحميل الحكومة مسئولية هذا الوضع المطالبة بفتح المسارات للمناطق المنكوبة ... بعد فتح المسارات تظهر النغمة المفضلة للمتمردين والتي تجعلهم يدخلون في (استراحة محارب) وينتظرون تذاكر السفر للذهاب للمفاوضات. هذه النغمة هي ... ضرورة وصول المساعدات للمناطق التي تسيطر عليها الحركات. في تلك اللحظة يأكل المتمردون من "الرغيف والعسل" الذي يمر عبر بورتسودان بدون جمارك وتصادق عليه السلطات السودانية وتفتح له الطرق وتؤمن له المسارات حتى يصل للمتمردين ... ولو تأخرت شحنة في التصاديق أو لو حبست بحجة أنها ملوثة بالإشعاعات النووية فإن (المنظمات الإنسانية) ستعلن للعالم أن حكومة السودان تخطط لقتل مواطنيها بالجوع ..! المخطط في أم روابة وأب كرشولا كالآتي .... اختطاف أب كرشولا ... تحويل ألف إلى خمسة آلاف من المواطنين إلى نازحين ... في هذا السياق ستكون هنالك إدانات روتينية إجرائية من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وبعض الدول لكن (المنظمات الإنسانية) لن تدين المتمردين لأنها تدخر إداناتها للحكومة السودانية ... في هذه المرحلة ستطالب المنظمات بتمكينها من فتح معسكرات وإرسال مراقبين...! بعض الأحزاب التي تعتبر ستطالب بوقف العنف من (الطرفين) .... لاحظ من (الطرفين) ... وفي سياق هذه المطالبة الملغومة سيكون هناك تأسف وتباكي على مذبحة أب كرشولا مقرونا مع تحميل الحكومة المسئولية السياسية ... والحكومة تفاوض وتفاوض ولكن هذه العبارات غير المنطقية ستظل تطاردها للأبد..! المخطط اللئيم سينضج وتظهر ثماره بعد فترة عندما ترضخ الحكومة للسماح بإقامة المعسكرات أو تقام رغم أنفها في مناطق أخرى ... ويهجر المواطنون لها بالقوة القسرية أو يستجلب لها نازحين من أي منطقة أخرى ... المطلوب هو ست خيام وعشرين طفلا وصورة فوتوغرافية وأخرى من قوقل وبعدها يبدأ موسم الإدانات ..!