نظرة بعيون الخبراء الخرطوم: بثينة دهب في أحد صباحات الخرطوم كانت تتأهب (عائشة) للذهاب الى المدرسة باكراً لمواصلة الدروس مع زميلتها متأبطة حزمة من أوراق امتحانات سابقة ليعملن على حلها سويا وذلك من باب الاستعداد لامتحانات شهادة الأساس لكنها تفاجأت بعد وصولها الى حرم المدرسة أن الدراسة قد تم تأجيلها، لأسباب متضاربة فبينما ترجع وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، هذا التأجيل الى أن بعض الامتحانات قد تسربت من محلية شرق النيل أيام الأحداث التي شهدتها الولاية مؤخراً، وبالتالي لا بُدَّ معه من إعادة ترتيب الأوضاع لكي يستمر العام الدراسي وفقاً للخطة المرسومة له سلفاً. لكن هنالك من ربطوا التأجيل بأحداث السابع والعشرين من سبتمبر المنصرم والتى شهدتها العاصمة وبعض الولايات احتجاجاً على القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة ورفعت الأسعار، ومن باب التعويض قامت الوزارة بتعديل التقويم الدراسي ومن المقرر أن تفتح المدارس اليوم أبوابها لاستئناف الدراسة وفي هذه الأثناء تلقي (السوداني) الضوء على تأثيرات هذا التوقف المتكرر بالتحدث مع كل الشركاء في العملية التعليمية بدءاً بالتلاميذ وختماً بما أوردته الوزارة عن تداعيات التأجيل ومن ثم كان لا بُدَّ من طرح سؤال مهم: ما هو أثر هذا التأجيل على تحصيل الطلاب وكذلك على أداء المعلم؟ الإجابة على هذا السؤال تكفَّل بها خبراء تربويون.. فماذا قالوا؟ هاجس حقيقي لمَّاحون وأذكياء جداً هم تلاميذ هذا الزمان، بحيث يميِّزون تماماً بين ما يضرَّهم وينفعهم، تجلَّت لي هذه الحقيقة عندما تقدَّمتُ بسؤال مباشر للتلميذ " أحمد عبدو أحمد" والذي يدرس بالصف الخامس – مدرسة المديرة الخاصة بالثورة الحارة الثامنة أم درمان- قُلتُ له ما هو رأيك في تأجيل الدراسة؟ وللحقيقة فقد توقَّعته أن يكون مُبتهجاً وسعيداً بها على غرار ما كُنَّا نفعل في عُمره.. لكن التلميذ أحمد فاجأني بإجابة لم أتوقعها البتة حيث قال لي: (والله التأجيل ده ما كويس معانا نهائي.. نحن دايرين الدراسة تستمر بدون أيّ انقطاع عشان نستفيد ونتعلَّم..) أما رأي الأُسر وأولياء الأمور في هذا التأجيل الثاني للمدارس خلال العام الدراسي الحالي فقد جسدته مجموعة من نساء صرحن ل(السوداني) بأن الإغلاق المفاجىء للمدارس يشكل هاجساً حقيقياً للأسر لجهة أنه بعد معاودتها للدراسة يكون التلاميذ قد نسوا أو تناسوا الدروس التي تلقوها قبل الإغلاق.. كما تؤكد اشتياق محمد – والدة تلاميذ بمرحلتي الأساس والثانوي. خط رجعة اختلفت الروايات حول تأجيل العام الدراسي فالبعض يقول إنه بسبب تسرب بعض الامتحانات من محلية شرق النيل فيما يرى البعض أن التأخير هو مجرد إجراء احترازي نتيجة للأحداث التى شهدتها العاصمة في الأيام القليلة الماضية، ولم يكن هذا التأخير هو الأول فقد شهدت المدارس تأجيلا إبان السيول والأمطار التى اجتاحت العاصمة في الأشهر الماضية وحتى خلال تلك العطلة وصلت رسالة على الهواتف المحمولة تفيد بأن الدراسة قد تم تأجيلها الى أجل غير مسمى ما أدخل الأسر وقتها في حالة من الحيرة والقلق وكانت تلك الرسالة قد أربكت حسابات وزارة التربية والتعليم بالولاية التى نفت صحة محتوى الرسالة وأن الدراسة سوف تستأنف في الوقت الذي حدد لها فقامت وقتها بإجراء تحقيق حول مصدر تلك الرسالة وشرعت بالفعل فقد كان المصدر الذي توصلت الوزارة اليه هو مدير تعليمها الأمر الذي عصف به خارج الوزارة من باب الإقالة لتعاود بعدها المدارس في فتح أبوابها من جديد الى أن تم إغلاقها مؤخرا فقامت الوزارة بتعديل التقويم الدراسي لتعويض الفقدان في تلك الأيام. تعديل وزاري أصدرت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم توجيهات لمديري المدارس الحكومية والخاصة ورياض الاطفال تقضي بتأجيل الدراسة الى العشرين من اكتوبر المقبل كما أعلنت الوزارة عن تعديل التقويم للعام الدراسي (2013-2014) على أن تبدأ الفترة الثانية لمرحلة الأساس بعدد (104 ) أيام وذلك في العشرين من اكتوبر الى الثالث عشر من مارس من العام القادم على أن تبدأ امتحانات الفترة المؤجلة في السابع والعشرين من اكتوبر المقبل وتنتهي في الثلاثين منه، ثم تبدأ الفترة الأخيرة في الثالث من مارس القادم وتسلم النتيجة في الثالث عشر منه، لتبدأ امتحانات الأساس في الثالث والعشرين من مارس، أما الشهادة السودانية في السابع من ابريل القادم. ضيق زمن "سيؤثر هذا التأخير بعض الشيء على الوقت المتاح للطلاب لاستكمال المقرر"، بتلك العبارة ابتدر الخبير التربوي ورئيس المنتدى التربوي الاستاذ مبارك يحي حديثه ل(السوداني) مضيفا: "وبحسب خطة التقويم الذي أجرته الوزارة لا بأس به لكن هناك خلل من ناحية ضيق الفترة الزمنية وهذا يلقي بظلاله على تنفيذ استكمال المنهج بصورة مجودة وهذا سوف ينعكس على مدى استيعاب الطلاب في بقية العام"، واقترح يحي أن يتم الاستيعاب خلال الفترة المبرمجة للإجازة الأساسية يعني عطلة شهر ديسمبر يتم تقليلها حتى يتم تغطية المنهج وتعويض مافقد وتمديد فترة نهاية العام كذلك كنوع من التعويض. إشراف ومتابعة واتفق الخبير التربوي برعي سراج الدين مع المعالجة التى أجرتها الوزارة بشأن تعديل التقويم الدراسي فتحدث قائلا إن تعويض الطلاب وفق التقويم الجديد لاغبار عليه ولا تأثير منه لأن ذلك عجل بتعويض الأيام المفقودة من العام الدراسي لكن يجب أن ينفذ المنهج بصورة مجودة ويكون تحت إشراف موجهين وكل ذلك يتبعه إشراف دقيق من الوزارة لمزيد من الضبط والتجويد". تأثير سلبي فيما رأى خبراء آخرون أن العام الدراسي قد أهلك بضياع أيامه (عطلة السبت) مثلا وهذا الفقدان يؤثر سلبا على المستوى الأكاديمي للطلاب ويؤثر أيضا على أداء المعلم وذلك بتدريس المقرر بصورة عشوائية ومتسارعة ومضطربة فعلى الوزارة أن تسارع بالتعويض والتجويد كذلك. الرغيف .. تلاعب في غياب الرقابة السيد رئيس تحرير صحيفة السوداني لعناية الأستاذ مسئول صفحة حتى ينصلح الحال أولاً أنا من القراء المداومين على قراءة السوداني الفتية منذ صدورها ثانياً هذه هي المرة الأولى التي أمسك فيها بالقلم لأكتب مقالاً لينشر في صحيفة وأتمنى أن تجد رسالتي مكاناً لها في إصدارتكم الممتعة خاصة وأنني سأتناول فيها قضية كبيرة لها ثأثيرها المباشر على حياة المواطنين وهي قضية الخبز أو (العيش) وإن شئتم الرغيف بمختلف أشكاله ومسمياته. هذه السلعة المهمة في هذه الأيام وبالتحديد بعد قرارات رفع الدعم عن المحروقات أو الاصلاحات الاقتصادية دخلت في نفق فوضى غريبة تنعكس آثارها على حياة الناس بشكل مباشر في شكل معاناة واستنزاف للجيوب وحتى لا نطلق الحديث على عواهنه فإن معظم المخابز أصبحت تتلاعب في الأوزان حتى أصبحت الرغيفة الواحدة لا تكفي لوجبة طفل صغير لم يتعد عمره العامين أما الشخص البالغ فإن (4) رغيفات بالكاد يشبعن جوعه (قياساً على كاتب هذه السطور) والشيء الذي عرفناه ومن صحيفة السوداني أن قرارات رفع الدعم لا تشمل القمح فلماذا نقص وزن الرغيف الذي لا يتجاوز بأي حال من الأحوال (35) إلى (50) جراماً في أحسن الأحوال بالرغم من أن صاحب المخبز الذي دفعني خبزه لكتابة هذا المقال قال لي إن الوزن الرسمي المحدد هو (70) جرام فهل الوزن الرسمي سيتحقق بمجرد أن يقوله مسئول في الاذاعة أو التلفزيون أو الصحف في ظل هذا الجشع الذي استشرى بصورة غريبة ومحيرة في هذه البلاد التي كان سكانها يتصفون بالقناعة وصدق التعامل في كل شيئ ويتعاملون بقول رسول الله صلى الله عليه (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى). هنا يحتار المرء مما يحدث ويترحم على أيام رجال كالميداني يوسف عبد الفتاح والرئيس نميري ويسأل عن الجهات التي يفترض أنها مسئولة أمام المواطن الذي يدفع راتبه من ضرائب والرسوم وغيرها من الجبايات التي تكتنزها المحليات وغيرها من المؤسسات الحكومية ماذا يفعل هؤلاء ومقابل ماذا تدفع لهم الدولة مرتباتهم من المال العام ولماذا لا يحاسب المجلس التشريعي حكومة الولاية على تقصير موظفيها أم أنهم جميعاً انفصلوا وأصبحوا بعيدين عن هموم المواطن ونسوا أنهم إما منتخبون من الشعب أو موظفون ينالون مرتباتهم من المال العام الذي هو مال المواطن المسكين الذي حتى أبسط ضروريات حياته لا يأبه بها أحد. في الختام أرجو أن يضطلع حكومة ولاية الخرطوم وعلى رأسها الدكتور عبد الرحمن الخضر وأعضاء المجلس التشريعي ومعتمدو المحليات والأجهزة المختصة بحماية المستهلك سواء أكانت حكومية أو منظمات مجتمعية ويتخذوا في هذه القضية قرارات واضحة وأن ينزلوا إلى الواقع الذي يعيش فيه المواطن ويضعوا عقوبات صارمة للمتلاعبين ليس فقط الخبز بل بكل قوت الناس والأهم من ذلك كله لإصلاح الحال هو تفعيل الرقابة ثم الرقابة لأن لا أحد سيلتزم بقرارات الحكومة إذا لم يكن هناك رقيب يتابع ويحاسب المتجاوزين. عمار عثمان (محامي تحت التدريب) تطلب رسوم دراسية الطالبه (ا/ ا/) تم قبولها هذا العام بإحدى الجامعات السودانية العريقة، وطلبت منها الإدارة تسديد رسوم دراسية تبلغ (500) جنيه.. وقد فشلت والدتها في سدادها أما والدها فهو بلا عمل.. ولذا اعتمدت الأسرة من بعد الله تعالى على (الأم) التي عجزت عن توفير لقمة العيش بيُسر ناهيك عن رسوم المدارس.. ولذا تناشد هذه (الأم) الخيرين بمساعدتها من خلال دفع الرسوم الدراسية لابنتها عسى أن تتخرَّخ وتعينها في مجابهة ظروف الحياة. عنوانها بطرفنا.