القصة الكاملة لبئر الجريف ربة منزل: زارني شيخ في المنام وطلب مني الذهاب إلى أبو قرون لهذا السبب (...) شقيق صاحب المنزل أول من اكتشف سر مياه الأعماق الخرطوم: تفاؤل العامري- نهاد احمد تصوير: احمد طلب الشعب السوداني بطبعه يتجاوب مع الكرامات ويتعامل معها بمنتهى الجدية إذا تعلق الأمر بالشفاء من الأمراض لا يهدأ له بال إلا بعد أن يصل الى حقيقتها بالتقصي أو الزيارة، بالأمس حملت الأخبار ظهور بئر في منطقة الجريف شرق ماؤه يعالج ويشفي المرضى ويشهد تجمهراً من طالبي الشفاء (فريق كوكتيل) زار المنطقة بعد معاناة طويلة بسبب عدم معرفته للموقع بشكل دقيق ووقف على البئر ونقل مايدور حوله. سر الأعماق أمام البئر المشهد كان مزدحماً. المئات من النساء والأطفال والرجال يحملون (كيرستالات) لأخذ الماء المبارك. كل لغرض يخصه هو والتقينا بعدد منهم وفي البدء تحدثت لنا صاحبة الدار السيدة/ أماني الطيب العاقب حفيدة الشيخ الطيب عن البئر قائلة: "نحن بدينا نشيد في البيت من جديد بعد السيل ماشال بيتنا وبدينا في حفر بئر أخرى بدل القديم، وشرع زوجي وأبنائي في تقويس البئر من عمقها وطلب زوجي سفيان من شقيقه النزول الى البئر، واعتذر في البدء بسبب إصابته في رجله لكن بعد جذب وشد نزل الى عمق البئر وخرج مبتسما وقبل أن نسأله عن سبب الابتسام قال: (والله في حاجة غريبة حصلت بعد نزلت طلعت وما حاسي بي أي ألم في رجلي) والى هنا كان الموضوع أكثر من عادي ولم نلق له بالا. من ثم نزل ابني الصغير عمر والذي كان مصابا بآلام حادة في بطنه وخرج صارخا (أمي والله شربت موية شوية من البئر وجع بطني راح). إلى هنا قالت أماني: (بدأت في ترتيب الأشياء. لا بد أن هناك سرا ما بداخل البئر)، مواصلة: (استدعيت إحدى جاراتي وكانت مصابة بورم بيدها فغسلت يدها بماء البئر وماهي إلا دقائق حتى نزل الورم بالكامل). أهل الحي قبل أن تكمل أماني حديثها استلمت زمام الحديث إحدى جاراتها تدعى إنعام عباس قائلة: (والله كنت أشعر بآلام مبالغة بأقدامي ما صعب علي الحركة حتى بداخل المنزل لكن وبمجرد أن اغتسلت بماء البئر المباركة ضاعت تلك الأوجاع وماعدت أشعر بها). أما ابن صاحبة المنزل محمد عبدالعزيز سفيان فأشار الى أن جيرانهم من كل الأحياء يتوافدون للبئر من أجل العلاج وروى قصة استاذ الأمين الذي يعاني من داء السكري وقرر له الأطباء بتر أحد أصابع يده لكن بعد غسلها بماء البئر ومعاودة الأطباء لإجراء العملية أكدوا له أنه لا يحتاج للعملية لافتا الى أن ماء البئر عالج عددا مقدرا من الأمراض من بينها البواسير، ألم الأرجل، الرطوبة، والبهق والأزمة وأمراض البطن المختلفة. أهل أبوقرون بتول محمد احمد احدى جارات المنزل الذي تقبع فيه البئر اشارت الى أنها تهكمت في بادئ الأمر بالموضوع إلا أنها عادت لتقول إنها رأت في منامها رؤية جعلتها تتراجع عن سخريتها قائلة: (شفت شيخ لابس ابيض في ابيض وشو صبوح قال لي قصيدة طويلة ماحفظت منها غير جزء بسيط (يا اهل ام ضوا بان يا أهل الشيخ الجيلي ابو الاركان لو عايزين تعرفوا سر البئر نادوا الشيخ ابوقرون) مردفة: قمت من النوم مفزوعة وخائفة وجريت على البئر واغتسلت منها وعبركم أناشد الشيخ ابوقرون وأهله بزيارتنا في منطقة الجريف شرق وزيارة البئر. أحاديث متفرقة كل من التف حولنا كان يروي قصص وحكاوي عن البئر ويجزم أنها عالجت العديد من الأمراض إضافة الى أنها أضحت قبلة لكل المناطق المجاورة لشرق النيل ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتدت الى خارج العاصمة بالإضافة الى أن عددا من الذين زاروا البئر أرسلوا الماء لذويهم بالسعودية والإمارات العربية. المشهد قبل الأخير أكدت السيدة أماني صاحبة المنزل أنها لن تقوم بإغلاق البئر واستعمالها بل ستجعلها صدقة جارية ليشفي منها كل صاحب علة مضيفة أن الدكتور محمد حسين الذي يعمل بالطب البديل قام بزيارة البئر وأخذ عينة منها والى أن تظهر تلك العينة شدد بضرورة عدم شرب الماء قائلا من الممكن الاغتسال بها لحين ظهور نتيجة العينة وقالت أماني: ما لفت انتباهي بالبئر كلما جفت الماء بها نجدها في اليوم التالي امتلأت من جديد وهو ما يشير الى بركتها. المشهد الأخير بعد أن حملنا أوراقنا هامين بالمغادرة في رحلة عكسية الى الصحفية ألح أهالي الحي أن يمنحونا عددا من (الكيرستالات) ملأى بماء البئر لتشملنا البركة غادرناهم ونحن نشكر لهم حسن ضيافتهم، وبعد أن امتطينا العربة الخاصة بالصحيفة لم يفت علي الزميل احمد طلب أن نقوم بزيارة الأخت والزميلة فاطمة خوجلي التي ترقد طريحة الفراش بمستشفى شرق النيل لنمنح أهلها ماء البئر عسى أن يعجل الله بشفائها وحينما دلفنا الى داخل المستشفى قابلتنا والدتها بابتسامة بعثت الأمل في نفوس ثلاثتنا مؤكدة أن فاطمة تمضي صحتها في تحسن غادرنا وزميلتي نهاد والاخ احمد طلب المستشفى وكل منا يدعو بعاجل الشفاء لفاطمة.