(1) السيد انجلو بيدا (من ابناء الاستوائية وقد كان سياسيا بارزا قبل نيفاشا) أين هو الآن؟ غايتو السياسة دي بت كلب بشكل, ماعلينا السيد انجلو قال ذات مرة ان خلافات الجنوبيين فيما بينهم اكبر من خلافاتهم مع الشماليين وان الشماليين بالنسبة للجنوبيين مثل نشارة الخشب التي توضع بين ألواح الزجاج لحفظها. أها ياسيد انجلو الآن قد احترقت او على الاقل أزيحت النشارة وتلاقت ألواح الزجاج وجها لوجه ويبدو ان النتيجة الحتمية واقعة وربنا يكضب الشينة. (2) كل الدول الافريقية تقريبا وهي خارجة من الحقبة الاستعمارية تعرضت لانقلابات عسكرية فالنضال من اجل الاستعمار لو جاز استعمال كلمة نضال كان يوحد النخبة التي تسعى لوراثة المستعمر وبعد ان يخرج المستعمر يبدأ الصراع بين تلك النخب من اجل الظفر بكرسي الحكم وهنا تتدخل الجيوش وتقلب الطاولة على المدنيين ولكن في دولة جنوب السودان الأمر مختلف من حيث طبيعة الجهة التي انتزع منها الاستقلال ومن حيث تكوين جيش الدولة فالجيش في الجنوب هو الذي استلم راية الاستقلال فبالتالي جاءت ما اصطلح عليه بالمحاولة الانقلابية مختلفة فالذي حدث ان رئيس الدولة هو الذي قام بالمحاولة الانقلابية ليحسم الصراع على السلطة ولكنه للأسف لم يوفق في احراز ضربة قاضية كما كان يظن ويأمل والله يكضب الشينة. (3) مشكلة العاصمة جوبا أنها لا تتوسط الدولة بل تقع في طرفها فالسيطرة عليها لا تعني السيطرة على كل الدولة. كما ان دخل الدولة اليوم يتوقف على النفط فقط فالجهة التي يمكن ان تسيطر عليه هي التي سوف تمسك بمصارين الدولة وهنا لابد من ان تبرز فكرة الاستعانة بصديق وهذا الصديق ربما يكون حذرا ومجبورا على الحياد ولكن السيد موسفيني دخل جوبا عسكريا قبل ان يحصل على تفويض من الاممالمتحدة او تعلن الاممالمتحدة التدخل تحت البند السابع ويقوم جنود موسفيني بارتداء القبعات الزرقاء وهنا الصديق القريب من آبار النفط قد يجد نفسه مضطرا لنزع ثوب الحياد وارتداء ثوب الحداد ويصبح الصراع بين الازرق والاسود وتنفك الدولة الوليدة الى قسمين متناحرين على الاقل والله يكضب الشينة. (4) الباب لم يعد مغلقا لابل ليس مواربا بل مفتوح بكل ضلفاته لاستقبال الرياح من جميع الاتجاهات. سيطرة كير على كل الدولة لن تكون سهلة. اتفاق يفرض من الخارج بين كير ومشار وارد لكنه سيكون جنا نديهة ولن يحقق استقرارا. زحف مشار على جوبا ليس واردا. استمرار حالة الحرب ولمدة طويلة هو الاكثر ورودا. التدخل الخارجي شبه مؤكد. الامران المؤكدان هما عدم العودة للوحدة مع السودان القديم والثاني عدم عودة الامور على ماكانت عليه في جوبا قبل الاسبوع المنصرم فحقبة جديدة قد ولدت وربنا يكضب الشينة. (5) دولة السودان مهما أبعدت نفسها ومهما أبعدها العالم مما يجري في الجنوب الا انها ستكون المتأثر الاول مما يحدث هناك بعد الجنوبيين أنفسهم وهذا امر حتمته الجغرافيا وفرضه التاريخ وان كانت الخرطوم منتظرة يوم تتفرج فيه على جوبا وهي تحترق وتجلس هي –الخرطوم – خالفة رجل على رجل فإن هذا اليوم قد ولى ولم يعد بمقدور الخرطوم ان تجلس ناهيك عن خلف الرجل فالحكاية جاءت واسعة وربنا يكضب الشينة.