هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته نستهل بهذه الدرر لشاعرنا ود المكي ما اجمل أن تكون التنمية قمحاً ووعداً وتمني . أن تكون التنمية قمحاً ، خير ونماء ، ودليل وفرة واكتفاء ذاتي . وأن تكون التنمية وعداً بالرخاء ، ولقمة العيش الكريمة والحياة الآمنة والرفاهية، وتمني ، فما بين الأمنيات وتحقيقها تكون حياة الإنسان . هذه التنمية التي نتطلع إليها للقضاء على مشاكل الفقر ، ونحل بها مشكلة العطالة ، ونبني بها السلام الاجتماعي ، ونوقف بها نزيف الدم في أرجاء الوطن الحبيب . تنمية ، تباعد بين الناس وحزام الفقر الذي امتد طويلاً ليشمل مواضع جديدة ، والإحباط الذي انتقل لدائرة الألم . واليأس والبؤس الذي نراه أحياناً ونقرأه في أوجه أناس طيبين ، والبؤس إذا حلّ بموضع ، رحلت عن ذاك الموضع كل الأشياء الجميلة . الفقر الشديد الذي نراه في وجوه الناس ، وأنشطتهم ، هذا الفقر ، وأن حكى عنه أهل المدينة ، فلم يصل بهم كما وصل بأهل بعض المناطق ، لم يحكوا عنه كما يحكي أهل تلك المناطق ، فقد خبروه جيداً وعاش معهم طويلاً . غشاهم الشتاء فجعل آثاره علي الوجوه والأبدان ، ولم يجدوا عليه معينا . ولفحتهم أشعة الشمس في عز هجير الصيف ، ولم يجدوا عليها معينا . هم يبحثون عن عنوان لحياتهم يستبدلون به هذا العنوان الذي أضناهم كثيراً "الشقاء " . يهيمون على وجوههم وينظرون إلى أقصى حد ، حتى تتعب الأعين ، يبحوث عن إشارات للبشرى. تتحرك العيون في اللامنتهى ، وتحدق المقل ، تبحث عن البشارات الحلوة ، ولن تكون تلك البشارات الحلوة إلاّ بالتنمية . فقد جرب هؤلاء البشارات المؤقتة المتمثلة في الإغاثات والإعانات ، التي تكون ثم يعقبها انقطاع ، فهم يبحوث عن بشارات التنمية ، لأن التنمية تعني الاستدامة والاستمرارية ، وتعني أن يشارك الإنسان ويعمل من أجل أن يصنع لنفسه الحياة . تلك البشارات والأمنيات ، أمنيات بقدر حبيبات الرمال من حولهم . تلك الرمال والكثبان تحكي عن تاريخ طويل للنضال ، نضال من أجل الحياة . رغم معاناة سنين ، وكيف يتمسكون بالصبر رغم قساوة الزمان . حيث يكون الصبر الخيار الأوحد وليس غيره خيار . وربما تكون هناك ليلة طويلة غاتمة السواد تناوبت فيها عليهم عوامل الطبيعة القاسية من برد ورياح تقتلع الأشياء اقتلاع .حتى ظن الناس أن بعدها لن يأتي صباح ، ولن تشرق الشمس من جديد مرة أخرى . فما أجمل أن تأتي التنمية لهؤلاء تحمل لهم البشارات الحلوة والوعود والأمنيات . ليرحل البؤس ، ويستبدلون اليأس بأمنيات . وحقاً لهم أن يكون لهم الخير والنماء . والحلم بكبرة وبغدٍ أفضل فيه تنتهي رحلة المعاناة والشقاء . نحتاج تنمية ، تجعل كل الكفاءات والخبرات المؤهلة أن تضع عصا الترحال وتجعلهم يشعرون أن ما بالداخل أفضل ، وأن ثروات الداخل لا تضاهيها ثروات. تنمية ، تزيل الغبن من المجتمع ، وتشيع التسامح الاجتماعي ، وتوقف أعمال العنف وانتشار الجريمة . تنمية ، لا تجعل مبدعي بلادي ينصرفون عن الإبداع لانشغالهم بهموم المعيشة والحياة ، ويتركون الأقلام والأوراق مبعثرة هناك . تنمية ، تعالج مشكلة التسيب عن العمل ، ومشكلة الإحباط الذي جعل البعض يقدم الجهد الأدنى . تنمية ، تضمد كل الجراحات ، وتكون البلسم لكثير من العلل. تنمية ، لا تجعل قيمة فاتورة الدواء تباعد بين المريض والعلاج الذي يشفيه .لهذا تظل التنمية هي الخيار الأوحد، والغاية التي يجب أن نسخر لها كل الإمكانيات والمقدرات ، والدرب الأخضر الذي يجب أن نسير فيه ، ونخطو له خطوات جريئة ، والهدف الأسمى الذي يستحق أن نناضل من أجل الوصول إليه .