دعاة وحدة وادي النيل (ونحن منهم)، أصيبوا في مقتل.. وتأكد فعلاً (لهم) أن رقم ثلاثة عشر (13) هو رقم نحس؛ فلقد شهدت نهايات هذا العام 2013 دق أسافين الفرقة شمالاً وجنوباً؛ وشمالاً نقصد بها جمهورية مصر العربية أما جنوباً فنقصد بها دولة جنوب السودان.. بالأمس القريب اتخذت الحكومة المصرية قراراً خطيراً يقضي باعتبار جماعة الإخوان المسلمين، جماعةً إرهابيةً!! هذه الجماعة التي تغلغلت في ريف مصر وحضرها، وبات لها وجود قوي وكبير في كل شبر مصري-شئنا أم أبينا- واستطاعت (بالصِح ولا بالكضب) الوصول لدفة قيادة مصر والانتقال من المعارضة (بدرجاتها المختلفة) لكراسي الحكم.. إخوان مصر (بغباء وعناد سياسي) فقدوا كل ما نالوه من (جهاد) نحو قرن كامل من الزمان.. حاولوا أن يقصوا (الآخر) وأن يصفوا الحسابات مع كل من لم يك معهم.. ولكن الآخر لم يستسلم، ولقد تجذر (هو الآخر) في وجدان الشعب المصري وفي مناطق النفوذ السياسي والاقتصادي بالدولة.. بات واضحاً أن الساحة السياسية المصرية لا تحتمل وجود فريقين (يتربص كل منهما بالآخر).. وهذ بالطبع أسوأ حال سياسي يمكن أن تصل إليه دولة عريقة ومؤثرة وتقطنها نحو مائة مليون نفس بشرية.. ما يحدث بمصر غير مقبول وغير معهود، فواقع الحال يقول بانقسام شعبها إلى نصفين ويعيشان في (حيزٍ ضيقٍ) يستحيل تقسيمه جغرافياً وبموارد اقتصادية تتقزم كلما أطل صباح جديد. وجنوباً وفي تسارعٍ مريبٍ يتقسم أهل الجنوب، تختلف موجهات التقسيم (قبائل ومناطق)، ولكنها تتسارع.. أصحاب الغرض يزيدون نار الفتنة اشتعالاً؛ تارة بسحب مواطنيهم وتارة ب(دفر) قوات الأممالمتحدة لتمهد الطريق لقواتهم.. سيناريو الجنوب وسيناريو الشمال يتطابقان تماماً في الجوهر، وإن لم يدل المظهر على ذلك. (نحن) وبأيدينا نجعل من إنسان وادي النيل هو أرخص (الموجودات) على أراضيه؛ رغم أن كل الأديان تنادي باحترام الآخر، لكننا -للأسف الشديد- نحتقر الآخر ونقتله ثم نركله وننسى قصة الغراب الذي وارى سوءة أخيه.. نحن (مجتمعين) بالسودان، يجب أن نعي (الدرسان) وأن نفوت الفرصة على من يسع لضمنا لذات المسار.. إن وقعنا اكتملت دائرة السقوط، وإن صمدنا ونجحنا، لزم علينا مساندة الأشقاء شمالاً وجنوباً لنبذ الفرقة التي دخلت (كل) البيوت!!! ووادي النيل، لمن فاته التذكر والتدبر، تحوي أراضيه أغلى السوائل التي (تسيل) اللعاب وتحرك الجيوش؛ المياه والبترول.. وأرض وادي النيل هي سلة غذاء العالم (فهمتوا حاجة؟؟).. الذهب والمعادن الأخرى لا تقل تواجداً مما ذكرناه من ثروات.. ما يحدث بوادي النيل مشهد مأساوي وخطير بكل المقاييس، تنظر إليه وترقبه (وتمسك بكثيرٍ من خيوطه) من علٍ، (دويلة) إسرائيل.. فلا حول ولا قوةِ إلا بالله العلي العظيم.