قبل ساعات من خطاب الرئيس البشير (السوداني) تجري استطلاعاً بين المواطنين وموقف المعارضة تقرير:خالد أحمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته تصوير:أحمد طلب الخرطوم التي تقف على أمشاطها هذه الأيام في انتظار "المفاجأة" التي سيطلقها الرئيس المشير عمر البشير في الساعات القادمة والسيناريوهات تصطدم ببعضها البعض وأسقف التوقعات رفعت إلى أعلاها إلى أن ظهر مساعد الرئيس بروف غندور ليهبط بها قليلاً حين قال إن الأمر لا يصل إلى تخلي البشير عن الرئاسة والصحف مصابة بالدوار ولا تعرف ماهي المفاجأة وأسوار القصر العالية تحجب وتشتت كل حواس الصحفيين لالتقاط أي معلومة تروي عطش الناس الذي تسرب إلى مواقف التواصل الاجتماعي جعل قوائم توقعات " الخطاب المفاجأة " مثار للنقاشات والحوار و"القعدات". صباح أمس كان الأمر ملتبساً ورئيس التحرير يضع أمامه الصحف وهو يرى حديث غندور يزيد الأمر إرباكا حول ماذا يريد أن يقول الرئيس ليحسم الأمر بطريقته ويلقي بظلال التوقعات للناس العاديين "موظفين ،طلاب ،ربات منازل" ماذا يتوقعون من هذا الخطاب وماذا يريدون أن يسمعوا من رئيسهم ليأتي التكليف إليّ زاحفاً بأن ننزل إلى الشارع ونجس النبض. تخوف وارتياب وتحت أشعة الشمس اللاهبة كان من الصعوبة أن توقف الناس وتسألهم عن وتوقعاتهم وحتي الذين وقفوا أول ما نطرح عليهم السؤال يقولون بأنهم لايريدون الحديث في السياسة حتى غيض الله لنا جمع أمام مطعم القاهرة بشارع الجمهورية يتوزعون على مقاعد أمام المطعم تطوف عليهم أكواب الشاي المنعنع يصيحون بصوت عالٍ لبائعة الشاي بأن يكون "السكر خفيف" ما يجمعهم كبر السن وحبهم للنقاش في السياسة والرياضة .. أول ما طرحت عليهم السؤال عن توقعاتهم لخطاب الرئيس البشير اليوم عدلوا من جلستهم وتسابقوا للحديث في الوضع السياسي عموماً وإن كل مايجمعهم الهم الاقتصادي حيث يقول المهندس حسن الذي عاصر العصر الذهبي لمصلحة الاشغال كان رأيه كله متعلق بالماضي الجميل حيث قال إن الوضع غامض ولايمكن تخمين ماسيقوله الرئيس إلا أنه يطالب بأن تكون القرارات في صالح الاقتصاد وزيادة الإنتاج بجانب إتاحة حرية الصحافة باعتبارها ليست السلطة الرابعة وإنما الأولى لأنها تكشف كل الأخطاء مشيراً إلى أنهم لايريدون اتفاقاً بين القوى السياسية فقط وإنما أن توكل مهام الوزارات لتكنوغراط وعلماء لتحسين الأداء الاقتصادي. تحمس صلاح حسن وهو قد بلغ من العمر عتيا وقال ببساطة نحن السودانيون نريد من الرئيس أن يعزل المفسدين ويحاكمهم وأن ينظر إلى حالة السوق وأن يرجع سعر كيلو اللحمة إلى 23ج وأن تشكل حكومة قومية تجمع كل الأحزاب وزاد- حتى الترابي والشيوعيين- انتقلت منه إلى ماجدة فضل الله التي تعد القهوة التي توزن الأمزجة قالت بأنها لاتريد شيئاً سوى أن يتم الالتفات إلى الناس العاديين لأنهم يعانون من ارتفاع الأسعار وتخفيض أسعار المواصلات وأضافت"نحن تعبانين " يأخذ منها فتح الرحمن البلولة خيط الحديث ويقول إنه يتوقع أن يتم تعيين الصادق المهدي رئيساً للوزراء ونتمنى أن يتخذ قرارات لوقف الحرب وحل أزمة دارفور وأن يصدر قرارات اقتصادية أكثر من سياسية. تحسين العلاقات المهندس عصام الدين البدري قال إنه يتوقع أن يكون الخطاب في محورين منه السياسي يتحدث عن إجماع بين القوى السياسية حول الدستور. وأشار إلى أنه يريد أن يكون هناك انفتاح على الدول حتى الأوربية وأن يتم إصلاح العلاقات مع الجميع عدا إسرائيل لأن هذا سيعمل على إحداث انفراجة اقتصادية بجانب توظيف الموارد بشكل صحيح. تحدث أيضاً فتح الرحمن –موقف- حول توقعاته التي قال إنها تنحصر في تسهيل حياة الناس ووقف الحرب وأنه لايريد اكثر من ذلك . حنان عبد الله التي تعمل موظفة قالت إنها تريد أن ترى البلاد في أمن وسلام وأن يحمل خطاب البشير بشريات بهذا الخصوص وأن تتوقف الحرب ومحاربة الفساد. في انتظار اللقاء في الضفة الأخرى تقف أيضًا القوى السياسية خاصة المعارضة منها في حالة ارتباك لما سيطرحه الرئيس البشير مساء اليوم حيث وصلت إليهم بشكل فردي إلا أن رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى قال إن موقف قوى المعارضة متوحد حول مطلب حكومة قومية وإعادة هيكلة البلاد مشيراً إلى أن الأحزاب ملتزمة بهذا الأمر إلا أنه أشار خلال حديثه ل(السوداني) إلى أنهم يدعون إلى اجتماع لكل قوى الإجماع الوطني ظهر اليوم للاتفاق النهائي حول موقفهم من دعوة البشير للقاء وبعيدًا من موقف أبوعيسى كان حزب الأمة القومي قد أعلن موقفه صراحة منذ صباح أمس حيث خرج بيان له يقول إنه تسلم دعوة من الرئيس البشير لحضور لقاء القوى السياسية وأنهم يرحبون بمساعي الحوار الوطني الجامع واضعاً معايير لجدوى الحوار وهي تتمثل بإزالة آثار التمكين الحزبي واستعادة الدولة وقومية عملية السلام وقومية كتابة الدستور والاتفاق على حل المشكلة الاقتصادية بشكل قومي بجانب ضوابط وبيئة مناسبة وآليات قومية مستقلة ومحايدة لضمان نزاهة وحرية الانتخابات. واتفاق على علاقات خارجية تحقق وتحمي المصالح الوطنية والأمن القومي بعيداً عن التبعية والعداء للآخر واتفاق على حكومة قومية لا تقصي أحداً ولا يهمين عليها أحد لتنفيذ المعايير أعلاه والبرامج الناتجة عنها عبر الحوار القومي وختم حزب الأمة بيانه بأنه في ظل هذه المحددات سيلبي الدعوة آملاً أن تأتي المبادرة في اتساق مع مايطرحونه وأنه بعد اللقاء سيوضحون موقفهم من العرض وسيعلن للرأي العام.