:: مساء الخميس الفائت، بالساحة الخضراء، شكلت الأسر السودانية وشبابها (لوحة زاهية).. لقد انطلقت الفكرة ونزلت المبادرة إلى أرض الواقع..بعد أزمة دولة جنوب السودان وحربها الدموية، اجتمع أعضاء ( إعلام للجميع)، وقرروا عمل ما يستطيعون إليه سبيلاً بحيث يوفر جهدهم بعض الغذاء والكساء والدواء لأهل الجنوب بالسودان..اجتمعوا كثيراً واتصلوا كثيراً بالشركات ومنظمات المجتمع المدني، وتجاوب معهم الكثير بمنتهى الهدوء.. وبالمناسبة، (إعلام للجميع) ليس بمنظمة ولا جمعية، بل هم أصدقاء جمعتهم مهنة الإعلام، وأضافوا إلى مجموعتهم المتجانسة بعض المبدعين في مجالات مختلفة.. يلتقون عبر (الواتساب)، ثم يساهمون - بجهد المقل - في بعض أعمال الخير، أحسن الله إليهم ..!! :: ( حق الجيرة والخوة)، أو هكذا شعار المبادرة المراد بها إحساس الأهل هنا بما يحدث للأهل هناك..وتهدف المبادرة أن يكون أهل السودان ملاذاً آمناً لأهل الجنوب لحين تجاوز الأزمة.. وبكامل التنسيق والشراكة مع الهلال الأحمر، نجح الزملاء في مجموعة (إعلام للجميع) وأصدقاؤهم في غرس بذرة المبادرة بالساحة الخضراء.. وعندما ذهبوا لإيجار مسرح ومساحة بالساحة الخضراء، تبرعت إدارة الساحة بالمسرح والمساحة، ليس يوماً أو أسبوعاً، بل حتى تحقق المبادرة أهدافها وترسل مجموعة (إعلام للجميع) قوافلها عبر الهلال الأحمر..ولم تكتف إدارة الساحة بهذا العطاء فقط، بل ساهمت أيضاً بالمال والملابس في (ليلة الإنطلاقة)..!! :: ومكاتب الهلال الأحمر هي المواقع المحددة لجمع الملابس وغيرها من مساهمات أفراد المجتمع، وكذلك بالساحة الخضراء مساء الخميس من كل أسبوع، حيث موعد ومكان تلاحم الفرق الغنائية والمسرحية والمطربين والشعراء مع الجماهير (مجاناً)، على أن يكون ثمن حضورك للحفل ثوباً أو جلباباً أو رطل سكر أو بما تستطيع..نأمل أن تحضر بأسرتك وتستمع بروائع الفرق والمطربين والشعراء ثم تساهم في صناديق الهلال الأحمر بفضل زادك وملابسك وغطائك ليكون زاداً وملابساً وغطاءً لمن لجأ إلينا بلا زاد أو كساء أو غطاء..علماً بأن الغاية من مبادرة (حق الجيرة والخوة)، ليست هي فقط جمع الدعم المادي والعيني، بل نشر رسالة مفادها : السياسة لم - ولن - تفصل وجدان الشعب، وسنظل نتقاسم الآلام والآمال معاً، وكذلك سنمضي معاً نحو غد أفضل رغم متاريس السياسة و ساستها..!! :: و لا يخفي عليكم، بأن أزمة الجنوب، كما هي تصلي أهل الجنوب سعيراً، هي أيضاً تمتحن ضمائر مجتمعنا.. ويجب على مجتمعنا تجاوز هذا الامتحان بلا منٍّ أو أذى..رحبوا بهم في مدائنكم وأريافكم ، وافتحوا لهم أبوابكم، وتقاسموا معهم فرص العمل..وكما يعكس واقع الحال بولايتي النيل الأبيض وسنار، لم تتعامل السلطات الرسمية مع أهل الجنوب كلاجئين، والمعسكرات التي أقيمت ببعض مناطق الحدود محض محطات يقيم فيها المواطن الجنوبي قليلاً ثم يغادرهاً سريعاً إلى داخل (بلادنا وبلادهم)..ويجب على مجتمعنا توفير مناخ (الوحدة الشعبية)، وعلينا - شمالاً وجنوباً أن نعلم بأن الوحدة الشعبية أقوى من كل الأنظمة وسياستها الإنفصالية.. فلنعمل على ترسيخ كل عوامل الوحدة الشعبية، أو هكذا لسان حال مبادرة (حق الجيرة والخوة)، فكن من المساهمين ولو (بكلمة طيبة )..!!